هذه قصيدة في الطفل السوري الغريق رحمه الله كنت وضعت أبيات منها في المنتدى
وهي الآن بحلتها الجديدة بعد زيادات كثيرة .
يا صغيري بأيِّ لفظٍ ومعنى / تتهادى حروفُ قلبي الفجيعِ
يا صغيري تركتَ بالقلبِ جرحاً / سوف يبقى رهينَ تلك الضلوعِ
يا صغيري كفاكَ نوما فهيَّا / إن شمساً دنتْ لوقْتِ الطلوعِ
يا صغيري أدرت ظهراً صغيراً / لعتــــابٍ لكلِّ حرٍ سميعِ
يا صغيري عجزْتُ عن فعلِ شيءٍ / أنت مني ولست بالمستطيعِ
بتُّ في حيرتي كأني سقيمٌ / في عذابي وشقوتي وولوعي
ليس يومٌ يمرُّ إلا بحزنٍ / وسؤالٍ يزيدُ من تقطيعي
أترانا متى كتبنا قصيداً / أو صرخنا بصوتنا المسموعِ
في أناسٍ كأنهم من صخورٍ / يا صغيري يذيبهم ترجيــعي
إن خرقاً يزيد في كل حينٍ / ليس يجدي برتقـــــهِ ترقيعي
كل ما بي يريد منهم جواباً / وسؤالي يصبُّ في الموضوعِ
هل شقائي وذلتي وخنوعي / ومساري موجّهاً في القطيعِ
ليس يكفي بربكم من غواةٍ / فقضيتم بأن أموتَ بجــوعي
يا صغيري وكل شيءٍ سيفنى / لعزاءٌ لكل صبٍ جَزُوعِ
لم يعد لي من بعد أن متَّ ضوءٌ / في طريقي وأدتَ كلَّ الشموعِ
ما حياةٌ وقد دفنا مصيراً / لشعوبٍ تجفُّ فوق الربيعِ
ما أسانا يردُّ يوماً فقيداً / وأسانا بغير قلبٍ وجيعِ
إن شخصاً رآكَ لم يجرِ دمعاً / ليس من أحمدٍ ولا من يسوعِ
يا صغيري فدتك روحي أجبني / أي ذنب لكلِّ طفلٍ رضيعِ
أمةٌ أفردتكَ للبؤسِ هانت / إن موت الضميرِ شيءٌ طبيعي
يا صغيري رحلت عنا بعيداً / كل شيءٍ تريدُ غير الرجوعِ
أمةَ النورِ أيُّ ليلٍ تغشّى / فتهادت خطاكِ صوبَ الوقوعِ
كل شيءٍ يهونُ إلا ضياعاً / أي شيءٍ فعلتِ حتى تضيعي
ذا خشوعي أمام مرءاكَ ميْتاً / يا صغيري وهل سيغني خشوعي
إنَّ ما بي يكاد يجتث روحي / ليت روحي فداكَ قبل الجميعِ
آهِ إني أكاد مما براني / أتلظى بنار تلكِ الفُجُوعِ
حادثاتٌ تهد صبري فأضحي / بينَ جرحي وبين تلك الدموعِ
لست أقوى ولست أدري بماذا / أتحاشى فتوقَ تلك الصُدُوعِ
يا صغيري وأي شيءٍ سيبقى / من رفيعٍ طغى وشخصٍ وضيعِ
لا يرد القضا ولوهي ودمعي / يا ربيب الضنى ورب الهجوعِ
فسلامٌ عليكَ إني سأمضي / لحياتي لكلِّ شيءٍ خَدُوعِ
نم قريراً فأنت في ظلِّ ربٍ / بين تلك الربا وتلك الربوعِ
المفضلات