التمرين – 10
هذه نهاية دورات البحور،
والمفترض أن بعض من أنهوها سيعبرون إلى
ما بعد الدورات أعني الدورتين التاسعة والعاشرة،
اللتين تشكلان بوابة العبور من (العروض) إلى (علم العروض)
ويشكل هذا التمرين نوعا من التأهيل لذلك.
المطلوب أن يكتب الدارس شئيا ما سواء كان
تعليقا أو سؤالا أو نقدا أو نفيا مشاركة واحدة
موضوعين من المواضيع التالية:
1 - تكثيف العروض ... 2 - تداعيات دائرة المشتبه ...3- الخليل وماندلييف ...
4 - منهج الخليل في مجهر الرقمي 5- الفرق بين العروض وعلم العروض
6- المنهج واللامنهج 7- الرقمي قبس من نور الخليل.
بما يفيد أنه اطلع اطلاعا معقولا عليهما
...................................
*** العروض وعلم العروض ***
العَروض
على وزن فَعُول، كلمة مؤنثة، تعني القواعد التي تدل على
الميزان الدقيق الذي يُعرفُ به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها .
وقيل
هي مشتقة من العَرْض؛ لأن الشعر يُعرضُ ويقاس على ميزانه.
وإلى هذا الرأي ذهب الإمام الجوهري.
ويعزِّز هذا القولَ ماجاء في اللغة العربية من قولهم:
«هذه المسألة عَروض هذه» أي نظيرها .

إن علم العروض كبقية العلوم الأخرى وخاصة التجريبية
فهو لا يحتاج إلى قوة ذكاء خارقة بقدر ما هو في حاجة إلى
الجدية وحسن التركيز والتدريب لأنه مادة مبنية على
أسس وقوانين منطقية كقوانين أية لغة كانت.
واضع علم العروض
الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (100هـ - 175هـ)،
والخليل من أكبر عظماء أمتنا وأجل علمائها العباقرة؛
فهو أول من فكَّر في صون لغتنا، فألف معجمَه المسمَّى بكتاب «العين»
كما يقال، وهو أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط والشكل .
وللخليل كتب نفيسة، منها:
كتاب «العَروض»، وكتاب «النغم»،
وكتاب
«الإيقاع»،وكتاب «النقط والشكل».
ومعظم ما في «الكتاب» الذي جمعه تلميذه سيبويه منقول عنه بألفاظه .
استقرى الخليل الشعر العربي،
فوجد أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرا،
ثم جاء الأخفش الأوسط فزاد عليه بحرَ (المتدارك ) .

وقد نُظمت
أسماء هذه البحور في بيتين :

طويل يمده البسط بالوفر كامـل ... ويهزج في رجز ويرمل مسرعا
فسرح خفيفا ضارعا تقتضب لنا ... من اجتثت من قرب لتدرك مطمعا
قال الخليل :
مررت بالمدينة حاجا بينما أنا في بعض طرقاتها ،
إذ أبصرت بشيخ على باب يعلم غلاما ، وهو يقول له:
قل:
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم نعم ... نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا .
قال الخليل: فد نوت منه فسلمت عليه ،
وقلت: أيها الشيخ ما الذي تقوله لهذا الصبي ؟
فذكر أن هذا العلم شيء يتوارثه هؤلاء الصبية عند بلوغهم.
وهو علم عندهم يسمى
التنعيم ،لقولهم فيه نعم،
قال
الخليل: فحججت، ثم رجعت إلى المدينة فأحكمتها.

.. ولكن لا ينبغى أن يفهم من وضع
الخليل لعلم العروض أن العرب
لم تكن تعرف أوزان الشعر من قبل ،فالواقع أنهم كانوا قبل وضع علم العروض على علم بأوزان الشعر العربي وبحوره على بناننها وإن لم تكن تعرفها بالأسماء التى وضعها الخليل لها فيما بعد .
وإذا كان الخليل بن أحمد غير مسبوق في وضع علم العروض
فإن أبا عمرو بن العلاء قد سبقه في الكلام عن القوافى وقواعدها ووضع لها أسماء ومصطلحات خاصة . والرواة مختلفون بشأن الباعث الذى دعا الخليل الى التفكير في علم العروض ووضع قواعدة .فمن قائل :إنه دعا بمكة أن يرزقه الله علما لم يسبقه اليه أحد ولا يؤخذ الا عنه فرجع من حجه ففتح عليه بعلم العروض .ومن قائل أن الدافع هو إشفاقه من اتجاه بعض شعراء عصره الى نظم الشعر على أوزان لم يعرفها العرب ولم تسمع عنهم ،ولهذا راح يقضى الساعات والأيام يوقع بأصابعه ويحركها حتى حصر أوزان الشعر العربي وضبط أحوال قوافيه.

.. وإذا كان الشعر من الناحية العلمية هو الجانب التطبيقى لقواعد العروض وأصوله ونظرياته فإنه قبل ذلك فن كسائر الفنون مصدره الموهبة والاستعداد .وقد يستطيع الشاعر الموهوب بما له من أذن موسيقية وحس وذوق مرهفين أن يقول الشعر دون علم بالعروض وحاجة الى قوانينه ولكنه مع ذلك يظل بحاجة الى دراسةعلم العروض وإلمام بأصوله.وجهل الشاعرالموهوب بأوزان الشعر وبحوره المختلفة من تامة ومجزوءة ومشطورة ومنهوكة قد يحصر شعره فى بعض أوزان خاصة وبذلك يحرم نفسه من العزف على أوتار شتى تجعل شعره منوع الأنغام
أهمية علم العروض ودراسته
1 - صقلُ موهبة الشاعر، وتهذيبها، وتجنيبها الخطأَ والانحرافَ في قول الشِّعر .

2 - أمنُ قائل الشعر على شعره من التغييرِ الذي لا يجوز دخوله فيه،
أو ما يجوز وقوعه في موطن دون آخر .

3 - التأكد من معرفة أن القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف
ليسا بشعر معرفةَ دراسةٍ لا تقليد؛
إذ الشعر: ما اطردت فيه وحدته الإيقاعية التزاما.
أي (كلامٌ موزون قصدا بوزن عربي).
وبذا يدرك أن ما ورد منهما على نظام الشعر وزنا
لا يحكم عليه بكونه شعرا؛ لعدم قصده؛
يقول ابن رشيق: لأنه لم يقصد به الشعر ولا نيته،
فلذلك لا يعد شعرا، وإن كان كلاما مُتَّزِنا .

4 - التمكينُ من المعيار الدقيق للنقد؛
فدارس العَروض هو مالك الحكم الصائب للتقويم الشعري
وهو المميز الفطن بين الشعر والنثر الذي قد يحمل بعض سمات الشعر .

5 - معرفةُ ما يرد في التراث الشعري من مصطلحات عَروضية
لا يعيها إلا من له إلمام بالعَروض ومقاييسه .

6 - الوقوفُ على ما يتسم به الشعر من اتساق الوزن،
وتآلف النغم، ولذلك أثر في غرس الذوق الفني، وتهذيبه .

7 - التمكينُ من قراءة الشعر قراءةً سليمة،
وتوقِّي الأخطاء الممكنة بسبب عدم الإلمام بهذا العلم .
..............
منقول من هنا وهناك بتصرف بسيط
1 0 1 0 1 1 0
1 1 0 1 0 1 0