خلاصة ما وصلني من الخليل وماندليف


وكما لا يجوز أن يقال "سآتي بعناصر غير عناصر مندلييف"
لأن مندلييف لم يخترع العناصر
بل استقرأ تصورا شموليا لها طبقا
لفهمه للخصائص الطبيعية لها ما عرفه منها وما لم يعرفه.
فإنه لا يجوز القول "سآتي ببحور غير بحور الخليل"
لأن الخليل لم يخترع البحور
بل استقرأ تصورا شموليا لها
طبقا لفهمه لخصائص الذائقة العربية ممثلة في أوزان شعرها.
وإن فائدة كل قول بوجود أو كشف أو تصنيع (بحر)
هي مقدار ما يشكله من تحد ودافع
للكشف عن مدى شمولية تفكير الخليل وتصويره للعروض العربي.

وعمل الخليل في العروض
كعمل مندلييف في الجدول الدوري لعناصره
،
وقبل الجدول الدوري كان مفهوما أن
يتصور عالم وجود عناصر متعددة بأوزان وأعداد ذرية متعددة
بلا قواعد تضبط تناسقها،
ولكن ذلك القول وإن حاز احترام العالِم
الذي عرف الجدول الدوري
لأنه وإن كان خطأ
فهو بداية المحاولة للوصول للجدول الدوري.