أستاذي الكريم

حفظك الله وزادك بصيرة وحكمة

لا شك في تغير دلالات الألفاظ بتأثير الزمان والمكان والإنسان وقد حضرتني هنا خاطرتان :

1- تغير الدلالة داخل الحضارة الواحدة وتغيرها بين حضارتين.
عندما تتغير دلالة كلمة ما في حضارة ما مع مرور الزمن لا يكون التغيير منفصما عن الدلالة الأصلية للكلمة، وخاصة إذا كانت الكلمة متصلة بالمفاهيم المرتبطة بثوابت الأمة، وهذا ما ينطبق على كلمتي لؤم وعرض اللتين تفضلت بإيرادهما، فإن المعنى على تغيره يمت بصلة ما إلى الأصل. كما أن كثيرا من مثقفي العربية يدركون المعنى الأصلي.
أما اختلاف دلالة اللفظ بين حضارة وأخرى فيمكن أن يكون شاسعا جدا، ويحضرني هنا ما سمعت تيسير علوني يرويه عن التحقيق معه حول ( الأربعين النووية ) باعتبارها تمت إلى التكنولوجيا النووية بصلة.
2- فرض تغيير دلالة الألفاظ بل فبركة ألفاظ جديدة وفرضها بدلالاتها التي من أجلها فبركت
وهذا ملحوظ جدا في الأمور السياسية والفكرية، حيث نلاحظ مثلا الجهد المبذول لإعطاء لفظ (دين) في العربية مفهومه في الغرب، وما تعبير انسحاب إسرائيل من فلسطين وما سبقه وما يتبعه إلا مثال على ذلك، وأسكت قبل أن تقول (يقلبها)

الإنسان بفكره والفكر تبرمجه الكلمات، فمن فرض كلماته بدلالاتها فقد سيطر.

والله يرعاك.