{ تخميس قصيدة الأستاذ الشاعر حسين علي الفضلي }


يا وردةً قد زَيّنتْ أغصاني
وكأنَّ زنبقكِ النديْ أوصاني
وبحسنكِ الفتّاك ما أحصاني
أحببتُ وصلكِ والنوى أقصاني
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ فتلاطمت بهمومها أحزاني

قد هِمتُ فيكِ وذا الهيام أسَلّني
فصبرتُ حتّى عيلَ صبري وملّني
أهفو لمرآكِ الوسيم يقيلني
وطفقتُ أبحث في الطريق لعلّني
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ يوماً أراكِ وصدفةً تلقاني

شوقي إليكِ أراهُ جداً عاتيا
ويصيحني بالفارسية لي ( بِيا )
لكنَّ أخشى لا يكون مُواليا
الشوق يدفعني ويمنعني الحيا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ويعيش معترك اللظى وجداني

تاهتْ حَواسي في مجامير الهوى
والقلب بالجمر الغزير قد اكتوى
والصبر يحثو في الفؤاد بذي النوى
ما بين صبرٍ والنفور من الجوى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ أسلمتُ روحي للبكا وزماني

يا كوكباً قد رمتهُ لي مَؤلا
وغدوت في المحراب أشكو مُعوِلا
ومسبّحا أرجو اللقا ومهلّلا
يا أيُّها البدر المُغَيّب في العلا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ هلّا رأيتَ الحبّ في أحضاني

مِن ثغركِ الشافي أروم ليَ الدوا
أنتِ الشفاء لخافقي أذ لا سوى
أفهَل فؤادكِ ودُّ للغير حوى
أم هل رأيتِ سعادةً بَعد النوى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ورأيتِ إقداماً مع الخذلانِ

عاهدتكِ أن لا غرام ولا هوى
للغير , ما دام الفؤاد بكِ اكتوى
قَسَماً فقلبي ما لغيركِ قد أوى
باقٍ على عهدي ولا أرضى النوى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ حتّى يُوَسّد في الثرى جثماني

أهفو إذا أُمسي لرنّة هاتفي
فلعلّ خِلّاً طارقاً بمطارفي
فشعور وجدي بالحبيبة جارفي
باقٍ أبث مشاعري وعواطفي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ حتّى يَرقّ لعبرتي خلّاني

قلبي المُعنّى ذاكَ مِن أوصابها
أفيا عذول أما طرقتَ رحابها
أأبثُّ أشجاني على أبوابها
أن لا ترى هذي الشجون وما بها
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ قد تسمع الأخبار من جيراني

أهوى ولوجي للفؤاد بلا هدى
ذهبَتْ تباريحي بحبّكِ ذا سُدى
خَضّبتُ كفّي من وريدي وقد بَدا
لانتْ دموعٌ بين أروقة الردى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ وتكدّستْ عند الحشا نيراني

أضحتْ دموعي والدماء تعانقاً
من قبل رمتُ بأنْ تكون شقائقاً
لكنما ألظى وقلبي بواتقاً
فجعلتُ أطفيء بالدموع حرائقاً
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ألهبتها من خافقٍ وأماني

ليتَ الزمان أصابهُ جمر العمى
كون اللقا ما بيننا قد حُرّما
فدم الوريد ودمع عيني قد هَما
لا النار يطفؤها البكاء ولا الدما
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ تكفي لها كي ينتهي حرماني

للقاء مَن أهفو لعلّ بصدفةٍ
وأشمّها بشمائلي وبعفّةٍ
وأقول إني قد حظيتُ بطُرفةٍ
لازلتُ أنتظر اللقاء بلهفةٍ
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ وأطير شوقاً لو دنا ودعاني

صبراً , فجودي بالوصال , لخاطري
وعواذلي نَحّي , ونحّي السامري
فالكلّ منهم يا حبيبة واتري
مُتحيّراً أرنو إليكِ وناظري
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ فقدَ التصبّر والهوى أقصاني

تمثال في قلبي رسمتُ وبالعَنا
وأحطتهُ بشذى الحبيبة والسَنا
يا مُنيتي يا لي لذيذة مُجتَنى
لكِ صورةٌ في الخلد تحفظها المنى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ لا يَعتريها تباعد الخلّانِ

مَغنايَ يهفو غثّهُ وسمينهُ
ليبثّكِ آهاتهُ وأنينهُ
قلبي لقلبكِ هل نسيتِ قرينَهُ
وحديث ودٍّ لا يزال رنينهُ
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ في سمعي أحفظهُ وفي وجداني

لم أنسَ في بيداء عمري نَجمةً
لم أنسَها إذ لمْ تكنْ لي قِسمةً
فرضاب ثغركِ قد غدا لي حُرمةً
وجمال طبعٍ لا يُفارق بَسمةً
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ كتمازج الأزهار في الألوانِ

أرنو لمطلعكِ البهيْ وجمالِهِ
فاستشعري قلب الوفيّ وحالَهُ
قيثارتي أنتِ وأنتِ مآلهُ
أما الحضور بمجلسي فخيالهُ
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ أحيا بهِ دونَ الورى والجانِ