جاء أحد المخالفين للشاعر السوري: نزار قباني فقال:

هل للروافض مع الحسين من نسب؟

فلماذا يبكونه وقد مات واكل عليه الدهر وشرب؟

فرد عليه نزار قباني بقصيدة رائعة عن البكاء على الحسين (ع)

تشرّفتُ بتخميسها:
**************
للناصبينَ مُحَتّمٌ ولقــــــــد وَجَبْ / يَتيقّنــــــوا أنْ يَعرفوا منّا السببْ
عندي الجواب أفيدكمْ بالمُقتَضَبْ/ سألَ المُخالف حينَ أنهكهُ العجبْ
هـــــــــلْ للحسين مع الروافض مِن نَسَبْ

لم يهدؤا مـــــــدَّ العقود بدهرهِمْ / يَتناوبونَ مـــدى الزمان بدورهِمْ
هـــمْ يَحلمون بأنّ ذاكَ لنصرهِمْ / لا ينقضي ذكر الحسين بشعرهِمْ
وعلــــــــــــــى امتداد الدهر يوقد كاللهبْ

بَدَل الدمـــــــــوع لكربلاء بِعَنْدَمٍ / نَسقـــــي ثراها والوجود بموجمٍ
ذكــــــــــر الحسين مُجدّداً بتَوسِّمٍ / وكأنَّ لا أكل الزمان علــــى دَمٍ
كتــــــــــــــمَ الحسين بكربلاء ولا شربْ

ذا الحبّ فــي كلّ الخوافق قد رَسا/ ولذا البكـا حَتمٌ لأصحاب الكسا
ولِما جرى في كربلاء منَ الأسى/ أوَ لمْ يحق كفُّ البكاء فما عسى
يُبدي ويُجدي والحسين قـــــــــد احتسبْ

إنْ عــدَّ في الحوماء ليت رجالكمْ / قامــــوا بدَورٍ يُصلحونهُ حالكمْ
النصـــــبُ مَرفوعٌ , تودّوا مآلكمْ / فأجبتــــــــهُ ما للحسين ومالكمْ
يا رائدي ندَوات آليـــــــــــــــة الطرَبْ

نتلــــــــو الرثاء وإنْ تَقادمَ حيننا / نجلـــــي إذا خَتَمَ الخوافق رَيننا
تَعلو بــــــــهِ الأنساب صِدقاً إنّنا / إنْ لم يكـــنْ بين الحسين وبيننا
نَسَــــــــبٌ فيكفينا الرثاء لــــــــهُ نَسَبْ

أهواهُ بــــلْ أهوى الوصيّ وجدّهُ / أهلــــــي وخلّاني سنبقى جُندهُ
أعطى لدين الله كــــــــلْ ما عندهُ / والحـرُّ لا يَنسى الجميل وردّهُ
ولئن نسى فلقـــــد أساء الـــــى الأدبْ

حــــــــبّ الحسين فلمْ يُخيّب ظنّنا / ولــــــــــذا سيبقى للقيامة أنّنا
مِـــــــــن عاديات زماننا كم صاننا/ يا لائمي حـبّ الحسين أجنّنا
واجتاحَ أوديــــــــة الضمائر واشرأبْ

لو صَحَّ لي ناديتُ في أعلى زُحَلْ/حبّ الحسين هو النجاة منَ الوَجَلْ
ترياقنا فـــي الدنيتين , هو الأملْ / فلقد تَشَرّبَ فــي النخاع ولم يَزَلْ
سَرَيانهُ حتّى تَسَلّطَ فــــــــــــي الرُكَبْ

أوليهِ قلبي بــــــــل حياتي إنّما / قـــــد صار ترياق الحياة وبَلسَما
فلغيرهِ أضحـــى الوداد مُحرّما / مـــــــن مثله أحيا الكرامة حينما
ماتــــــــــتْ علــــــــى جبابرة العربْ

دنيا تقلّبكمْ وفـــــــــــي حالاتها / وجهاً تُريك كأنّ فــــــي هالاتها
تهدي الصروح وتلك من غَلّاتها/ وأفاق دنيــــــا طأطأتْ لولاتها
فَرَقــــــــــــى لذاك ونال عالية الرُتبْ

تغري وتُضمـــر وجهها مُتقزّزاً / لا أنْ تُريـــكَ بما تريد تنفرزاً
وبقول أحمد والوصـــــيّ معزّزاً / وغدى الصمود بإثرهِ مُتحفّزاً
والذلّ عـــــــن وهج الحياة قد احتجَبْ

نولي الحسين من الطفوف برجزنا / والصحب صرعى والعدوّ يبزّنا
لاهٍ , وما غيـــــــــر الحسين يهزّنا / أمـــــا البكاء فذاك مَصدر عزّنا
وبـــــــــــــــــهِ نُواسيهمْ ليوم المُنقَلَبْ

أفتعجبون , فــــــــــلا أراه روايةً / أو لا نريد بقاتليــــه نِكايةً
ولذا البكاء بمـــــــــا أتوهُ جنايةً / نبكي على الرأس المُرتّل آيةً
والرمح منبرهُ وذاكَ هــــــــو العجبْ

يتلـــــو بأصحاب الرقيــــــم بأنِّهِ / ويشيـــــــر حمداً للإله بمنّهِ
ولذا البكا أن لا يخيـــــب بظنّهِ / نبكي على الثغر المكسّر سنّهِ
نبكي علـــــى الجسد السليب الملتهبْ

بكت السماء وأضرمتنا جمرةً / والشمس كاسفــــةٌ عَلَتها حُمرةً
والسبيّ للشامات يُجري عَبرةً / نبكي على خدر الفواطم حسرةً
وعلـــــــــى الشبيبة قُطّعوا إرَباً إرَبْ

يا سائلين عن السبيّ ورهطهمْ / مسرى الخلود سُراتهمْ إنْ تُعطهمْ
صفــة الأُسارى للشآم بسفطهمْ / دعْ عنـكَ ذِكر الخالدين وغبطهمْ
كـــــــــي لا تكون لنار بارئهمْ حطبْ

ابو منتظر السماوي