% تخميـــــس أبيـــــــات إبــــــن الــــــــــــوردي %

%%% أيــــــــن نمــــــــرود وكنعــــــــان %%%


يا خليلي لــــــو ترى نجمي أفلْ :: فاتّعِظ فيمـــــــــا أجادوه الأُوَلْ
خُــــــذْ بقولي لا تكن بي ذا وَجَلْ :: إعتزل ذكــــر الأغاني والغزلْ
وقــــــــــــل الفصل وجانِبْ مَــــــــــن هَزَلْ

لا تكـــدّ النفس فـــي سرب المها :: لا تطش جهــــــــلاً سراباً وَلَها
إنما دنياك والديـــــــــــــن النُهى :: واتــــــــرك الغادة لا تحفل بها
تُمـــس فـــــــــــــــــي عــــــــزٍّ رفيعٍ وتُجَلْ

هاك قلبــــي كم بــــه الدهر عَتا :: ولفجّـــــــــار الهوى لن تنصتا
إنما العقل بزَيـــــنٍ قــــــــد أتى :: وأهجـــر الخمرة إن كنتَ فتى
كيف يسعى فــــــــي جنونٍ مَـــــــــــن عَقَلْ

إنّ لله شؤونـــــــــاً كلمــــــــــا :: يقرب العبـــــد لـــــه أن يسلما
فاستمع للقول تجنــــــــي مَغنما :: واتــــــــــــقِ الله فتقوى الله ما
جاورت قلــــــــبَ امــــــــــريءٍ إلا وَصَلْ

لا تعش همّـــــــاً وطوراً وجِلا :: لا تـــــــدع للشـــــر يوماً أمَلا
فطريـــــــق الشر ما يوماً حلا :: ليس مَـــــــن يقطع طُرْقاً بَطَلا
إنّما مَــــــــــــــن يتّقـــــــــــــــي الله البَطَلْ

خـــذ من الدهر دروساً وحكمْ :: ليس معروفٌ تُجــــازى باللممْ
إنما الإنسان مــــــــن لحمٍ ودم :: كُتبَ الموت علـــى الخلق فكمْ
فَـــــــلَّ مـــــــــــن جيشٍ وأفنى من دولْ

فـــــي الأحاديث أتانا والسننْ :: كم مــن الأحداث مرّت والفتنْ
وروى عنها زماني عن وعنْ :: أيــــــــــن نمرود وكنعان ومَنْ
مَلَـــــــــــــكَ الأرض وولّــــــــى وعزلْ

كلّهمْ بادوا كأنْ ما قــــد جَنوا :: جمعـــــــوا الدنيا وبَعداَ أوْهِنوا
ومـــــن الأهوال مرآهمْ دَنوا :: أيــن مَــن سادوا وشادوا وبَنوا
هَلَـــــكَ الكـــــــلّ ولم تُغــــــــــــن القُلَلْ

هــــــــذه الدنيا وذي أعمالها :: ضَمَّخَتْ مَـــــن رامها أوجالها
فعلى الدنيا العفـــــا إذ يا لها :: أيــــنَ أرباب الحجا أهل النُهى
أيـــــــن أهـــــــــــل العِلم والقوم الأُوَلْ

حَدّضثَ الدهر اقتضاباً عنهمُ :: إذ تفادوا واستقـــــــــوا ريعهمُ
إن سَرى قَسراً بهــمْ ضَعنهمُ :: سيعيـــــــــــــــــد الله كلّاً منهمُ
وسيجـــــــزي فاعلاً ما قـــــــــــد فَعَلْ

إنَّ للعلـــــــــم السَوي أحبابهُ :: فهـــــــــو موقورٌ تُرى أطنابهُ
تجدي رَوعـــــاً وسَناً أعتابهُ :: لا تقــــــلْ قـــــد ذهَبَتْ أربابهُ
كلّ مَـــــــــن سارَ على الدربِ وَصَلْ

لا تكــــــــــنْ للعلم واهٍ مُعتدٍ :: بعلوم الأرض كــــــن إذ مُقتَدٍ
لا يضاهيه جمالُ خــــــــرّدٍ :: أنا لا أختــــــار تقبيــــــــل يَدٍ
قطعها أجمــــــــــل مــــــن تلك القُبَلْ

إنْ تكُ الدنيا سَنَتْ في ذاتها :: كــــن نبيهاً واحتلب من شاتها
ودع المأفون مــــن ربّاتها :: إطرَح الدنيا فمــــــــن عاداتها
تخفض العالــــــــــي وتُعلي مَن سَفَلْ

كـــن ذكيّاً أنت في تدويلها :: بقليــــــلٍ راغــــــــبٍ تنويلها
وأقنِـــع النفسَ بذي إقلالها :: عيشةُ الراغب فــي تحصيلها
عيشة الجاهـــــــــــل فيهــــــا أو أقَلْ

لا تكن فيما حويتَ مُقتِرا :: وعـــــــن الأنعام حدِّث مُجهرا
وجميل الخلق فيها مُحضِرا :: كــــم جهولٍ باتَ فيها مُكثِرا
وعليمٍ بــــــاتَ منها فــــــــــــي علَلْ

إسلك الدرب ولا تنوي تزِلْ :: وعلـــى الغير بعينٍ لا تَطِلْ
ها أنا أنذرتُ كن منّـي بحِلْ :: وأترك الحيلــــة فيها وأتّكِلْ
إنّما الحيلـــــــة فــــــــي ترك الحِيَلْ

جِدْ لرأس الفتنِ طوعاً وحِزْ :: وعش الأيام فـي الدنيا بعزْ
وإن العُتمـــــــة لاقَتكَ فَجزْ :: قَصِّرْ الآمال فــي الدنيا تفزْ
فدليل العقــــــــــــــل تقصير الأملْ

ومنَ الحاضر فأغنَمْ آمناً :: في شباب الزهو أم إن طاعناً
فاز باللذات مَن لا واهناً :: فبمكــــــــــث الماء يبقى آسِناً
وسُرى البـــــدر بــــــه البدر اكتمَلْ