{ تخميس أبيات الشاعر الدكتور عبد الله الكيلاني }


جارَ الزمان ودارَ فيَّ عِتيّا
وأنا ببوحي للإله نجيّا
ما كنتُ يوماً في الهيام فرِيّا
وأخذت في قلبي المكان قَصِيّا
++++ والهاملات على الجفون جثِيّا

ناديتها حتى تورّمَ سمعها
واختلَّ في وضع الحبيبة وضعها
لمّا تبيّنَ في الهوى لي صدعها
أرّقتها لمّا تنهنهَ دمعها
++++ والشوق يغشى كالنجوم عشيا

فتهجّدَت والقلب منها داعيا
لله في عتم العشيّة ساعيا
وكأنهُ يرثي بحقٍّ ناعيا
قالتْ الهي كُنْ لقلبي راعيا
++++ هَبْ لي الهي من لدنكَ وليا

قالت بأنْ قلب العشوق يكفّهُ
ربّ السماء عن الحرام يعفّهُ
بالطيّبات من الأمور يلفّهُ
قلبي بحبّك والغرام يشفّهُ
++++ فأراه فيك من الهيام حفيّا

أحسستُ في قلبي الدعاء سُلافةً
وكأنّها فرضت عليّ خلافةً
منها أصبت بذي الحياة نحافةً
سِرّي تخبأه العيون مخافةً
++++ حتّى مضى السرّ الجميل خفيّا

فيها تسعّر خافقي وبها اكتوى
ما بحتُ سرّي والفؤاد به الجوى
ولأن حبي في الفؤاد قد انطوى
أنا لم أبح يوماً بأسرار الهوى
++++ لازلتُ عن بوح الضمير أبيّا