(( وزليخــا حَصحَصَ الحــقّ أشارَتْ ))


جـــاءَ عبــــدٌ لزليخــــا حَسِبَتْــــــــهُ كالمــلاك
لعزيـــز المصر قالتْ مَــــــــن بـــه هذا حَبـاك
شُغِفَـــت فــــــــــي حبّهِ نالت عذاباً وهــلاك
راودتــــهُ ,غَلَّقَـــــــت أبوابها ,صـــار اشتبــاك
هيتُ لَك قالـــــــــت فما راعَـــت ذماماً لا اختَشَتْ ********

ولقــــــــــــــد هَمَّت بـــهِ والعبد قــد همَّ بها
ذابَ قلــــــبُ العاشِقَـــه حبــاً , هياماً , وَلَها
فرآى بُرهــان ربّ الكــــون , عنهــا فانتهـــى
فَــــــرَّ منها , قَــدَّت الثوب ومـا قــــــد شانها
ولدى البــــــــــاب ألفَيـــــــــــا سيدها إذ بَهتـــــتْ ********

قــــــــــال ما الأمـر فقالــت رامَ سوءً وانطَلَقْ
إنّــــــــهُ عبــــــــــدٌ ويوزرسيف عبــــــد وأبَقْ
إرمهِ السجن أما يَخشى منامي في الغَسَقْ
وإذا مِــــــــــــن أهلها الشاهـد بالحــقِّ نَطَقْ
إنْ يــــــــكُنْ مِــــــــن قُبُلٍ قُـــــدَّ القميصُ صَدَقَتْ ********

أو يكُــــــــنْ مِـــــــــــن دُبُرٍ قُدَّ , زليخا كاذبـهْ
شاهدٌ فــــــــــي صغرهِ لكـــــــن حِجاهُ ثاقِبَهْ
قالَ ذا كيــدٌ عزيـــــز المصــر فامضــي عازِبَهْ
غافراً آمــــــون إنْ تَستَغفـري الذنــــــب آيبهْ
لمْ تَتُــبْ مِــــــــن يوسفٍ إذ فـــــــي هواهُ علُقَتْ ********

ونساء المصر قالــــــــــــتْ عن زليخا شَغُفَتْ
عبد عبرانـــــــــــــــيّ أغواها وفيهِ قـد صَبَتْ
أحضَرَتْهُـنَّ الـــــــــــــــــى البهو وسكّيناً أتَتْ
وعليهـــــــــــــنَّ زليخا قالــــتْ أُخرج وانتَحَتْ
فرأيْــــــنَ العبــــــد قَطَّعـــــــــــنَ الأيادي وارتَوَتْ ********

دخــــــــــــــــل السجن مُضاماً ومعاهُ الفَتَيانْ
رئيا فــــــــــــــــي النــوم رؤيا حَدَّثوها للعَيانْ
قالَ أخبِركـــــمْ , قضى الأمر الذي تَستَفتيانْ
تأكـــــــل الطيـر برأس الأول العاتـــي المُهانْ
وسينجـــــــــــــــــو آخرٌ يَعصرُ خَمـــــــراً عُتِّقَتْ ********

قالَ للناجــــــــــي ألا فأذكر مقالـي عنـدَ ربِّكْ
وقضـــــــى بِضعَ سنيـنٍ بيـــنَ لأواءٍ ومُشرِكْ
فرآى الحاكـم حلماً هالَـــــــــــهُ ما كانَ يَملكْ
ذكرَ الناجـــــــي مشيراً يوسفاً عبداً بسجنِكْ
قالَ فأتونــــــــــــي أستَخْلِصهُ والرأيُ ثَبَـــــــتْ ********

قالَ فإسألْ ما اللواتـــــــــــي قُطِّعَتْ أيديَهُنْ
أجمَعــوا لا سوء فيــــــــــــهِ إنّمـا ذا كيدهُنْ
وزليخـــا حَصْحَــصَ الحـــــقّ أشارَتْ بَعدَهُـنْ
إنْ أكُـنْ راودتـهُ فهــــــــــــوَ الأمينُ لمْ يَخُـنْ
وعلى العرش استوى والمصر فيــــــــه ازدهَرَتْ ********