تخميس قصيدة الشاعرالأستاذ علي حميد الحمداني


في الهوى قد طال يا قلبي مطالي/ وعذولي قـــد رثا جهراً لحالي
إنْ سألــــتُ اليوم ما فحواه حالي / يا فؤادي لا تجبني عن سؤالي
إنْ هوى الصرح أو الصرح تسامى

إنْ طغى الحـــــبّ فما كان منالي / لا ولا حقّاً له كنـــــــتُ أُوالي
مُـــذ عرفتُ الحبّ كان الحبّ قالي/ لم يكن غير بناءٍ فـــي خيالي
أو كخمرٍ سلبـــــــــت عقل الندامى

في الصِبا قــد عشتها إذ فِيَّ تَدوي/ في الحشا آلام للأحشاء تكوي
مـن كؤوسي تلك أطلاليَ تَروي/ إسقني منها فذي الأطلال تَهوي
كعروشٍ هدّهــــــــا الطيش انتقاما

في الهوى كُثرٌ تعاطوا الحبّ فَرطا/ أصبحوا في عالم العشاق سقطا
وتعاطوا ليس مثلـــــــي ذاكَ قَحطا/ إنّني أعطيتُ , مَن مثليَ أعطى
وأذاب الروح حبّـــــــــــاً وغراما

فقيود الحـــــــــــــبّ آهٍ سلبتني/ لا حجا في الأسر , جوراً أرهبتني
عيـلَ صبري وقيودي أوهبتني/ معصمـــــــــي يشكو قيوداً أتعبتني
فإلى مَ الصبر يا قلبــــــــي الى ما

لم يعد بيـــــن الهوى والقلب صُلحُ / لا ولا بينهما قــــد بانَ نُصحُ
إنّما لي فـــــــــي الهوى همٌّ وجرحُ / كان لـي قلبٌ تناديهِ فيصحو
زارهُ اليأس علـــــــــى هجرٍ فناما

عشــــــــــــتُ آلاماً وأسقاماً وتيها / لم أكنْ في ذي حياتي أبتغيها
فعهود الحــــــــــــــبّ وهمٌ ألتقيها / ما احتفاظي بعهودٍ كنتُ فيها
راضخاً للوهـــــم جهلاً واعتصاما

قادني الحـــــبّ أسيراً كمجوسي / فهو حربٌ في قيامي وجلوسي
أفلت أقمار حبّـــي وشموسي / وصلاة العشق غابت عن طقوسي
بعدما كنــــــــــــــــــتُ نبياً وإماما

أصبح الحبّ أرى من دون رؤيا / وجهاراً لا اختشاءً قال كُـن يا
عاشقاً بالهجـــــــر مدحوراً سبيّا / أيكة العشاق أمست دون سُقيا
وجنان الحـــــــــــبّ قفراً وركاما

إننا لم نــــــــــــــكُ للعشق ارتقينا / يا إمام العشق لا منهُ استقينا
خُيَلاءً بــــــــــل جرى فينا , شقينا/ فإذا يوماً على الدرب التقينا
دون ميعاد فلا تلـــــــــقِ السلاما

قد تمادى ذا الهوى مدّاً وجزرا / فهو لا بالظن قـد أدعوهُ سحرا
مسُّ كالجنّ لمــن يدناهُ قهرا / نحن شئنا أن نذيق الوصل هجرا
فلماذا نشبـــــــــــــع الحظ ملاما

غيــــــــــر نأيٍ وهوانٍ ما جنينا / إذ كفرضٍ كتبَ الدهر علينا
بينما إنّـــــــــــي أراهُ الحبّ دينا / أحلالٌ طعنـــة الهجران فينا
ومتــــــــى كان اللقا منّا حراما