][ ذات الكرامــــات العجيبـــــه ][


زُر غَوطة الشامات وارمق مرقد الحورا الزكيَّــــه
أكــــــــرِم بلبــــوة حيدرٍ ذات النجار الهاشميَّــــــه
فأمامَها ركعَـــتْ علـــوج البغـــي أولاد البغيَّــــــه
أَسِرَتْ حِجاهمْ وانثَنَــــــتْ تكديهمُ برؤىً عليَّـــــه
قــــد ذَكَّرتهمْ بالمَعاد وخصمهمْ عنـــــد المنيَّـــــه
()()() فكــــأنَّ حيدرَ فـــــي الوغـــى وبـــذي الفقار يُرى وجيبه

عجبـــت ملائكة السماوات العلى مـــن صبرهــا
حفظـــت عيالات الرسالة فـــي غَياهب أسرهـــا
ما حَــطَّ من شأنٍ لها في الأسر , لا من قدرهــــا
أدَّتْ بما رام الحسين , وما وَنَتْ فــــي دَورهــــا
والدهـــر منهمــكٌ بـــدا فـــي مُدلَهِمَّــة سِفرهــــا
()()() والشمـــــر يَحــــدو زينبــــاً ورؤوس أخوتهـــا الخضيبه

مِــن بَعــد ضَيغم ركبها يحدو بها شمــر الخنـــا
وبظهــر أقتاب المَطايـــا زاجريهــــــــا بالعَنــــا
ورؤوس آل الله شيلَـــتْ فــــوق شاهقــة القَنـــــا
يا صبـــر زينـــب نال منها الأدعيا جلّ المنـــى
عَجَبـــاً لدنيا لا تؤول الى الخَراب , الى الفَنـــــا
()()() فالشمـــس كاسفــــــةٌ أشعّتهـــــــا وحمــــــــراءٌ سليبـــه

يا ثَلمـةً عَصفَتْ بأرض الطــفّ والحورا سبيّــه
تُهــدى الــى الكوفان قَسراً واصباً لإبن الدَعِيّــه
مُتَشَفِّيـــاً قــــد قالهـــــا الوغــد اللئيم بعنجهيَّـــه
أشفــى صدور العالميـــن بقتلكم ربّ البريـــــه
أومَـــتْ بإنّـــا لا نَـــرى إلا جميلاً , إذْ سَجيَّـــه
()()() وكرامــــةً قــــد خَصًّنـــا الله بهــــا ليسـتْ غريبــــــــه

بخطابهــا جَعَلَــتْ أعاديهــا تَحيـــض كنســــوةٍ
قـــد أعلَنَتهـــا إحتجاجاً يــــا لهــــا مــــن ثَـورةٍ
لا غـــروَ فهــــي سليلةٌ للمصطفى , مِن صَفوةٍ
زأرَتْ أمـــام المارقيـــن تغيضهــــــمْ وكلبــــوةٍ
أفَغَيــــر بنـــت الأكرميـــن وتُستساغ كقــــــدوةٍ
()()() فهــــي المَنـــار لـــــذي الحجــــاة , وللكرامات الربيبه

هــــلْ أَخبَــــرَ التاريــخ أنَّ أسيرةً ملِكاً تخاطـبْ
قـد عَنَّفتْهُ بزجرها كِدْ ما استطعتَ فأنتَ حاطبْ
وتبــوء فــي الدارين تكسب مــن عواقبها مثالبْ
لــنْ تَمحــوَ الذكــر القويــم لأحمدٍ مهما تواضبْ
إنْ كنــتَ تَسعـى يا غَريم لمحونا , وَهماً تطالبْ
()()() عهــــــدٌ مـــــــنَ الجبّــــار للمختـــار فِعلتكــمْ مُريبــــهْ

تالله مِــــن غِيَـــر الزمان ورهطهـــــا والعاتياتِ
فيهـــا كواكـب قـــد بَــدَتْ بسيوف غــدرٍ آفلاتِ
بملائـــك الرحمـن أكدَتْ , والمَلا , والصالحاتِ
نـــادتْ وأجســــادٌ خضيبـــة بالدمـــــاء وبالفَلاةِ
خُـــذْ ما تَشا مِــن فَيضِنـــا ربّ العلى والكائناتِ
()()() وهـي الهصورة فـــي الوغـــى ذات الكرامات العجيبه

تَحظـــى قِراهـــا والملائـــك فــي فناهـــا سُجَّدا
وببابهـــا تيجان جـــلّ ملوك أرضـــــكَ عُبّــــدا
إنء زُرتهــــا زرتَ الوصـيّ وفاطماً ومحمـــدا
مِـــن شَيبة الحمد النِجار , منَ الهواشم مُحتدى
تَحظــى بنائلـــةٍ إذا رِمـــتَ العطايا والنـــــدى
()()() فكــــرام أهــــل البيـــت لم تعسر بحضرتهم مصيبـــه