رب صدفة خير من معاد

بعض التنسيقات لا أستطيع إضافتها إلا بنقل المادة منسقة إلى ( إكسبلورر ) في منتدانا ثم فتحها في منتدانا على ( كروم ) ونقل تنسيقها من نافذة التعديل للممنتدى الآخر.

فتحت الصفحة وبنيتي حذف المشاركة بعد الفراغ منها ثم تذكرت أنك في الخفيف وأنه من المناسب لفت انتباهك لرواية التخاب فأبقيت هذا النص بعد أن نقلته لموضوع أستاذتي
ثناء على الرابط:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=87611

أتمنى أن تصبحي مثلها في الرقمي، عندما تتمين ما أتمته. وإليك روايتها الخاصة بالتخاب:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=82145


4- تحديد المناطق المشتركة بينهما في آخر العجز ( منطقة الضرب )
لما كان الطرفان متفقين أن الأوثق لا يحول دون تفعيل التكافؤ الخببي فيما بعده، فقد اتفق الطرفان على توحيد جهدهما لصياغة تفصل ذلك وتبينه على نحو يفسر الواقع. وأسفرت جهودهما المشتركة عن التوصيف التالي:
كل تركيب بعد الأوثق يمكن أن يصاغ صياغة خببية فله أن يمارس استعمال التكافؤ الخببي مرة أو مرتين، كيف ؟
كل تركيب له صيغة الخبب له أن يمارس التكافؤ الخببي وصولا إلى 2 2 2 ولكن ممارسة التخاب ثانية انطلاقا من 2 2 2 لها شرط واحد هو أن يتضمن الحشو سببا خببيا نشطا أو مجمدا. وعندما لا يحوي الحشو سببا خببيا فالممكن هو زحاف أحد السببين الأول والثاني لينتهي الضرب ب 1 2 2 = 3 2 أو 2 1 2 = 2 3 وإلى التفصيل في هذا فهو يتناول ما بدأنا به من الفروق بين البحور التي تنتهي بكلمة أحباب = 2 2 2
هناك بحور ثلاثة تقبل الانتهاء بكلمة أحباب

الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 وسببه الخببي 2 ناشط
تحول آخر عجز الكامل إلى 2 2 2 يتم عبر عملية افتراضية يكون فيها آخر العجز
= 2 2 3 ويزاحف السبب الثاني فينتج عن ذلك 2 2 3 2 2 3 2 1 3 والتركيب
2 1 3 بعد الأوثق يمكن أن يأخذ التوصيف 2 11 2 = 2 (2) 2 وهو خببيا يكافئ 222

الرجز = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 ليس فيه سبب خببي
ونصل في نهاية عجزه إلى إلى 2 2 2 بنفس طريقة الكامل

الخفيف = 2 3 2 2 2 3 2 3 2 سببه الخببي 2 مجمد
ينتج عن الزحاف 2 3 2 2 2 3 1 3 2 وجود 1 3 2 بعد الأوثق وهذا التركيب يمكن وصفه ب (2) 2 2 ومن ثم يتحول بالتخاب إلى 2 2 2


ما ينتج عن الزحاف بعد الأوثق من سياق خببي يجوز فيه إحلال سبب خفيف محل سبب ثقيل في كل البحور، فمثلا في آخر الرجز في المتناوبة الأخيرة من العجز 3 2 2 3

فإن تحولها إلى 3 2 1 3 يجعل من الممكن اعتبارها 3 2 1 3 = 3 2 (2) 2، حيث يمكن تحول 2 (2) 2 إلى 2 2 2، فالتحول من ثقيل إلى خفيف سهل وهو بمثابة النزول لا يحتاج جهدا فالسبب الخفيف مشترك بين البحري والخببي .
ولكن التحول بعد ذلك لأي سبب خفيف إلى ثقيل في إطار التخاب يمثل صعودا لا يتأهل له السبب إلا إذا كان في جيناته عامل خببي نشط أو خامل والمقرر في ذلك الحشو (الكامل والخفيف) فإن وجد في الحشو سبب خببي مناظر للسبب الأول من
التركيب 2 2 2 الذي في منطقة الضرب جاز انتقاله 2 إلى السبب الثقيل. وإذا عدم السبب الثقيل في الحشو جاز فيه الوجهان البحري والخببي ، ولرفع اللبس اضيف
هب أن لدينا البيت : 2 2 3 2 2 3 2 2 3 .............2 2 3 2 2 2 2 3 2
كيف سنعرف أن السبب الأول من 2 2 في الحشو خببي أم بحري لنعامل السبب الأول من 2 2 2 على أساس وحدة جيناتهما ؟

في غياب السبب الثقيل (2) لنا أن نعتبر البيت

أ - من الرجز ويجوز فيه ...4 3 4 3 1 2 2
ب من الكامل ويجوز فيه ....4 3 4 3 11 2 2

ولكن إن وجدنا سببا واحدا بحريا (2) 2 جزمنا بأنه من الكامل.

وعلى ضوء ذلك فلنستعرض 222 هذه بعد احتلالها آخر العجز، حيث يترتب على جينات السببين الأولين منها ما يجوز فيها وما لا يجوز.
ولنأخذ السبب الأول 2 2 2 وما يترتب على جيناته في البحور الثلاثة
الكامل: 4 3 4 3 2 2 2 فيه هذا السبب خببي شأنه شأن مثيلاته في الحشو، ولذا يجوز فيه التكافؤ الخببي فيجوز أن تأتي نهاية العجز2 2 2أو (2) 2 2 = 1 3 2
لا يجوز فيه الزحاف فلا تأتي نهاية العجز بعد الأوثق 1 2 2 = 3 2
الرجز :4 3 4 3 2 2 2 هذا السبب بحري لا يجوز فيه التكافؤ الخببي فلا يجوز فيه بعد الأوثق ورود(2) 2 2 = 1 3 2
يجوز فيه الزحاف فتأتي نهاية العجز بعد الأوثق 1 2 2 = 3 2 في الرجز
يجوز فيه الزحاف فتأتي نهاية العجز بعد الأوثق 2 1 2 = 2 3 في الرجز فينتقل إلى السريع، واستقل السريع بهذا الاسم لأن قافية الرجز ذاتها إذا انتهى عجزه ب 3 2 أو4 2، ولكن القافية إذا انتقلت إلى 2 3 وجب التزامها إذ لا تتفق معها القافية 4 2
وإذا كان التخاب يسمح في الرجز لِ 2 2 2 بالتحول إلى 1 3 2 فإن ذلك لا يعتبر من الشعر بل من الموزون وإن أساغته الآذان ومن ذلك ، تحوير أبيات أحمد درويش


الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنِ .... أكفّه تغزل لي في كفني


فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ .... غيرَ جريحٍ في إهابي مثخنِ


غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ من .... الدموع لم تزل في أعيني


لتصبح

الليلُ عاد عاد بالأشجان ... أكفّه تغزل لي أكفاني (اكفاني = 222)


فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ... غيرَ جريحٍ في إهاب عانِ ( ب عانِ =221)


غير بقايا مُقعدٍ ومدمعي .... عيناي من حزني به تكِفانِ ( تَ كفا ني = 1 3 2)


البيتان الأول والثاني من الرجز ولا اعتراض عليهما، وأما البيت الأخير فعجزه من الكامل، فوزن عجزه = 4 3 4 3 ((4) 2، ومنطق قبوله في الرجز كمنطق قبول الوقص والخزل في الكامل، هذا من ناحية رسمية، أما ما قد تجده الأذن من سلاسة فمرده إلى وشائج القربى بين الرجز والكامل.

ولكن حسب جواز زحاف 2 2 2 إلى 2 1 2 = 2 3 فإنه يصح نظريا الوزن التالي:

وبهذا الصدد أنقل مما نشر في المنتدى :
مستفعلْ = مس تف علْ = 2 2 2 - متفْعلْ ( فعولن) = 3 2 - مستَعلْ (فاعلن) = 2 3
مفعولا = مف عو لا = 2 2 2 - معو لا ( فعولنْ) = 3 2 - مَفْعُلا ( فاعلن ) = 2 3

هذه أبيات لأحمد درويش على الرجز :


الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنِ ..... أكفّه تغزل لي في كفني


2 2 3 3 3 2 1 3 ..... 3 3 2 1 3 2 1 3


فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ..... غيرَ جريحٍ في إهابي مثخنِ


غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل في أعيني


وحجرةٌ جفّ على جدرانها ...... عتابِيَ المُرُّ لهذا الزّمنِ


هذا تحوير لتلك الأبيات يجعلها من ثاني الرجز

الليلُ عاد عاد ليلُ الحُزْنِ ..... بوشوشاتٍ لم تزل في أذْني


2 2 3 3 3 2 2 2 ..... 3 3 4 3 2 2 2


فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ...... غيرَ جريحٍ في إهابٍ مُضْنِ


غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل في عيني


وحجرةٌ جفّ على جدرانها ..... عتابِيَ المُرُّ لهذا الغُبْنِ


السؤال هل السبب الثاني في الضرب ( مستفعلْ ) قابل للزحاف أم لا ؟

هنا يصف ابن عبد ربه ( بالضرب المقطوع الممنوع من الطي ) في الأبيات :


قلبٌ بلوعات الهوى معمود .... حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ


من ذا يداوي القلب من داء الهوى ..... إذ لا دواء للهوى موجودُ


أم كيف أسلو غادةُ ما حبّها ..... إلا قضاء ما له مردود


القلب منها مستريح سالم ......والقلب مني جاهد مجهود


قوله المقطوع من الطي ( يعني 222 التي لا يجوز أن تزاحف على 212 = 2 3 ) وهذا يعني المسموح خبنه أي تحوله إلى 1 2 2 = 3 2

وعليه فإن الوزن التالي لا يعتبر من الشعر فالصدر من الرجز، والعجز من السريع


الليلُ عاد عاد ليلُ الشجنْ ..... أكفّه تغزل لي في الكَفَنْ


فليلَةُ الموعدِ جاءت لم تجدْ ..... غيرَ جريحٍ في إهابي غُبِنْ


3 3 2 1 3 4 3 ......2 1 3 4 3 2 3


غير بقايا مُقعدٍ وحفنةٍ ..... من الدموع لم تزل تُمْتَهَنْ


وحجرةٌ جفّ على جدرانها ..... عتابِيَ المُرُّ لهذا الزّمنْ


وإذن فهذا من ( الموزون ) لا من الشعر، إلا إذا وجدنا من شعر العرب المعتبر ما يوافقه. ويراجع في هذا المجال:

الخفيف: 2 3 2 2 2 3 2 2 2 هذا السبب خببي متصل الجين بالسبب الأول من 222 في الحشو وهو خببي أصلا ولكنه مجمد، وهو بعد الأوثق يستأنف كامل خببيته شأنه في ذلك شأن السبب الأول في آخر عجز الكامل، وله ذات أحكامه.

على أن لخاتمة العجز شخصيتان تحتفظ بهما معا وتعمل 1 3 2 كمحول بينهما فهي من جهة = 1 3 2 المتكافئة والمتآلفة مع 2 2 2 ومن جهة أخرى = 1 3 2 المزاحفة من والمتآلفة مع 23 2، ولهذا يأتي في نهاية عجز الخفيف كل من 2 3 2 و 1 3 2 و222 و222 تُدعى في عروض التفاعيل بالتشعيث وتعرف في التفعيلي على أنها علة تجري مجرى الزحاف ناجمة عن حذف أول الوتد المجموع. وفي هذا من كسر ثابت أساس في العروض ما كان ينبغي أن يمر مرور الكرام طيلة هذه القرون.
وإن ما قدمه الخبب من تفسير أعلاه لتحول 2 3 2 إلى 2 2 2 دون المساس بوتدية الوتد وثابته أثار ارتياحا كبيرا لدى دولة اللونين. وبعد انتهاء التوصل لهذا التفسير شرح مندوب الخبب وجهة نظره على نحو أثار إعجاب الحاضرين وتصفيقهم. فقال : لا يتغير الوتد حين يتغير وهو وتد، وإنما يعتوره التغيير حين يوجد في سياق خببي بعد الأوثق يفقد معه وتديّته فيه . وذكر بالحديث الشريف :" لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن"