أحكامُ "لا" إذا تَكَرَّرَت

إذا تكرَّرت "لا" في الكلام، جاز لك أن تُعمِلَ الأولى والثانية معاً كإنَّ، وأن تُعمِلَهما، كليسَ، وأن تُهمِلهما، وأن تُعملَ الأولى كإن أو كليْس وتُهمِلَ الأخرى، وأن تُعمِلَ الثانية كإنَّ أو كليس وتُهملَ الأولى.
ولذا يجو ز في نحو: "لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ" خمسةُ أوجهٍ:
(1) بناءُ الاسمين، على أنها عاملةٌ عملَ "إنَّ" نحو: "لا حول ولا قوةَ إلاّ باللهِ".
(2) رفعُهُما، على أنها عاملةَ عملَ "ليس"، أو على أنها مُهملةٌ، فما بعدها مبتدأٌ وخبر، "لا حولٌ ولا قوَّةٌ إلاّ بالله" ومنه قول الشاعر:
*وما هَجرْتُكِ، حَتَّى قُلتِ مُعْلِنَةً * لا ناقةٌ لي في هذا ولا جَملُ*
((3) بناءُ الأوَّلِ على الفتح ورفعُ الثاني، نحو: "لا حولَ ولا قوَّةٌ إلاّ باللهِ"، ومنهُ قولُ الشاعر:
*هذا، لَعَمْرُكُم، الصَّغارُ بِعَيْنِهِ * لا أُمَّ لي، إنْ كانَ ذاكَ، ولا أبُ*
(4) رفعُ الأولِ وبناءُ الثاني على الفتح، نحو: "لا حولٌ ولا قوةَ إلا باللهِ"، ومنه قول الشاعر:
*فلا لَغْوٌ ولا تَأْثيمَ فيها * وما فاهُوا بهِ أَبداً مُقتمٌ*
(5) بناءُ الأولِ على الفتح ونصبُ الثاني، بالعطف على محلّ اسم (لا)، نحو: "لا حولَ ولا قوةً إلاّ باللهِ" ومنه قولُ الشاعر:
*لا نَسَبَ اليَومَ ولا خُلةً * اتسَعَ الخرْقُ على الرَّاقع*
وهذا الوجهُ هو أضعفُها، وأقواها بناءُ الإسمينِ، ثم رفعُهما.
وحيثُما رفعتَ الأولَ امتنعَ إعرابُ الثاني منصوباً مُنوَّناً، فلا يقالُ: "لا حولٌ ولا قوةً إلاّ باللهِ"، إذْ لا وجهَ لِنَصْبهِ.(لانك إن أردت عطفه على (حول) وجب رفعه. وكذا إن جعلت (لا) الثانية عاملة عمل (ليس)، كما لا يخفى. وإن جعلتها عاملة عمل (ان) وجب بناؤه على الفتح من غير تنوين، لأنه ليس مضافاً ولا مشبهاً به).
وإذا عطفتَ على اسم "لا" ولم تكرّرها، امتنعَ إلغاؤُها، ووجبَ إعمالُها عملَ "إنّ" وجاز في المعطوفِ وجهانِ: النصب والرفعُ نحو "لا رجلَ وامرأةً أو امرأةٌ، في الدار". والنصب أولى: ومن نصبه قول الشاعر:
*فلا أبَ وابْناً مِثْلُ مَرْوانَ وابنهِ * إذا هُو بالْمَجدِ ارْتَدى وتَأزَّرا*
(جامع الدروس العربية)