المتواضعة كلمات

شكرا لك ، وهنا تتمة :


أتعجبُ إن أزرى بنا زمنُ = وأولُ إنجازاتنا الكزينو
وأوّل شطبٍ كان من لجأوا = وأُتْبِعَ في إثْرٍ له الوطَنُ

حول هذا الوزن، في حوار على المسنجر مع الدكتور أحمد مستجير قال إن هذا هو الطويل
قلت أجل ولكنه ناقص سببين في آخره.

ثم أخذت أفكر في كلام الدكتور أحمد مستجير، فهو لا يمكن أن يدعوه الطويل هكذا جزافا، ولا بد أنه يعرف بنقص سببين في آخره.

رجعت إلى كتاب الدكتور مستجير ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) فوجدته يعرف الطويل بأنه:

" مفعولاتُ مفعولاتُ مستفعلن ،والشكل المعروف له يضاف إليه إليه سبب أو سببان في نهاية كل شطر"


مفعولاتُ مفعولاتُ مستفعلن = 2 2 2 3 2 2 3 2 3 = 6 3 4 3 2 3 + 4

وأفهم أن هذا منسجم مع نظرية الإحلال لديه أي أن الأصل مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ ثم حلت مستفعلن محل مفعولاتُ الأخيرة

ومع أن هذا ليستقيم على الطويل يحتاج إلى زحاف إجباري لأول سبب في 1222 لتصبح 123 إضافة إلى زيادة 4 أو 2 في آخره ( وفي هذين التعديلين الإجباريين نقطة ضعف في هذه الجزئية )


لكنه جعلني أتأمل قول الدكتور على أكثر من وجه

أولها ماذا لو زاحفنا أول 222 1 على 2 1 2 1 = 132 ليصبح وزن الطويل

2 3 1 – 2 2 2 1 – 22 3 – 2 أو 3 أو 4 = 2 3 3 4 3 2 3 – 2 أو 3 أو 4

وإذ ذاك نستطيع أن نحور البيت الي أورده د. مستجير شاهدا

إذا أنت لم تعشق فتصبح هائما ................ولمْ تكُ معشوقا فأنت حمارُ
3 2 3 4 3 1 3 3 ...............................3 1 3 4 3 1 3 2

ليصبح :

2 3 3 4 3 1 3 3 ...............................2 3 3 4 3 1 3 2
إن ظللت دوما دون عشقِ حبيب ...........فاعلمنْ ستبقى دون وصل قريبِ


هو طبعا دون طلاوة الطويل وعذب موسيقاه، ولعل ذلك راجع لاستئثار بحور دائرة (المشتبه –د) بالتركيب 332 واستئثار المقتضب منها ب 332 في أوله.

كان هذا استطرادا ثانويا، ولكن الذي استرعى انتباهي هو قول الدكتور مستجير المتفق مع أصل تنظيره من أن وزن الطويل هو 3 2 3 4 3 1 3، ووجدتني أطيل التأمل فيه.
ثم خطر لي بيت الشعر :

قومي همو قتلوا أميم أخي = 4 3 1 3 3 1 3 - الكامل الأحذ
ووجدتني أعود إلى وجه الشبه بين عجزي الطويل والكامل حيث
عجز الطويل = 3 2 3 4 3 1 3 2
= 1+ 4 3 4 3 1 3 2 ( الطويل محذوف مفاعيلن)
وعجز الكامل =
4 3 4 3 1 3 2 ( الكامل مقطوع متَفاعلن )

وقلت لم لا يبقى وجه الشبه قائما بينهما في حال الكامل الأحذ 4 3 4 3 1 3
ووجدتني أردد :

قومي همُ قتلوا أميمَ أخي = 4 3 ((4) 3 1 3
وللتخلص من الفاصله : قومي همُ أرْدَوْا أميمَ أخي = 4 3 4 3 1 3
ماذا لو أضفنا قبله ذات المتحرك الذي يزيد به الطويل في أوله عن الكامل:

لَقومي همُ أرْدَوْا أميمَ أخي = 1+ 4 3 4 3 1 3 = 3 2 3 4 3 1 3
وهذا الوزن هو وزن : أتعجبُ إن أزرى بنا الزمن = 3 1 3 4 3 1 3

والبيت الذي أحفظ ( وربما تخون الذاكرة في مفرداته) ولم أجده في الموسوعة الشعرية:

قومي همُ قتلوا أُميمَ أخي ..........فإذا رميت أصابني سهمي


ويصبح ببعض التحريف

بَنِيَّ همُ أردَوْا أُميمَ أخي ..........فإن أرمهمْ يرتدّ لي سهمي
3 1 3 4 3 1 3 ....................3 2 3 4 3 4


لاحظ العلاقة بين منطقتي العروض والضرب 313 و 223
كتلك التي بين منطقتي العروض 313 والضرب في البسيط 223.

على هذه الصورة أو الوزن الأبيات التالية:

يقولون لي ما سرّ حبّهما = يقولون لي تقضي بدونهما
أخالهما صيغا من الذّهبِ = فأنّى إذن لا أعتني بهما
أتنسين ما سطّرت سيدتي = فتاريخنا قد خُطّ فوقهما
وأخبارنا إن شئتُ أقرؤها = على صفحة تحكي اخضرارهما
3 2 3 4 3 1 3 ..............3 2 3 4 3 1 3


الوزن السابق محرف عن هذه الأبيات من الكامل الأحذ (أحذ = - 3) لنزار قباني:

لا تسأليني هل أحبهما = عينيكِ إني منهما لهما
ألديّ مرآتان من ذهبٍ = ويقال لي لا أعتني بهما
أبلحظةٍ تنسين سيدتي = تاريخي المرسوم فوقهما
وجميع أخباري مصورةٌ = يوما فيوما في اخضرارهما
4 3 4 3 1 3 ...............4 3 4 3 1 3




وعلى ذات الصورة مع مجيء منطقة الضرب 3 4 هذه الأبيات

يمينٌ بلطفٍ لامست كتفي = فخلت الطيور استرسلتْ تشربْ
تساوي بقلبي ألف مملكةٍ = وإنّ الذي في القلب لا يذهبْ
3 2 3 4 3 1 3 ..............3 2 3 4 3 2 2


فكيف بديع التّبر أرفضه = أيرفض إنسانٌ سنا كوكبْ
يقيم خيالي في ملاستها = وينهار عند الملتقى الكوكبْ

وهي محرفة من هذه الأبيات من الكامل الأحذ ومنطقة ضربه 223 وهي لنزار قباني كذلك:

يدك التي حطت على كتفي = كحمامة نزلت لكي تشربْ
عندي تساوي ألْف مملكةٍ = يا ليتها تبقى ولا تذهبْ
4 3 4 3 1 3 ...............4 3 4 3 2 2
تلك السبيكة كيف أرفضها = من يرفض السّكنى على كوكبْ
لهث الخيال على ملاستها = وانهار عند سوارها المذهبْ

ولو نظرنا إلى الشطر :
وينهار عند الملتقى الكوكبْ = 3 2 3 4 3 4
لوجدناه ناتجا كذلك من فك دائرة ( المؤتلف - هـ) من أحد محاور الوافر
فلو كان الوافر مفاعلْتُن مفاعلْتن فعولن ، فإن الوزن هنا = فعولن مفاعلْتُن مفاعلْتن
وعلى هذا الاعتبار فإن الوزن يمكن أن يأتي على
3 2 3 ((4) 3 ((4) = 3 2 3 1 3 3 1 3
وإذ ذاك تضعف صلته بالطويل، وعليه النص المحوّر:

يقولون لي أبداً تحبّهما = يقولون لا لا أعتني بهما
إذا حدّقا فرؤاهما حلُمٌ = فأنّى إذن سٍأعيش دونهما
أتنسين ما أبداً أردّده = حياتي هما وكذا الممات هما
وأخبارنا بهما معنونةٌ = على صفحة تحكي اخضرارهما

وميزة هذا الوزن أنه يأتي 3 2 3 1 3 3 1 3 = 3 2 3((4) 3((4)

فكأنه = فعولن مفاعلتن مفاعلتن، ولا يمت إلى الطويل بصلة لامتناع ((4) في الطويل.
بينما الوزن الذي يقبل الصورة 3 1 3 4 3 1 3
لا يمت إلى الوافر يمت بصلة إلى الطويل كما تقدم. وليس إلى تدوير الوافر الذي يتعذر بدؤه ب 3 1
الوزنان هما:
3 2 3 ((4) 3 ((4)............من تدوير الوافر
3 1 3 4 3 ((4) ..............من الطويل مع سقوط مقاطع من آخره.

أسوق كل ما تقدم كرياضة عروضية لمن يسكنهم إلحاح ما يرونه تجديدا وأخص بالذكر أخي الشاعر سامر سكيك، الذي أتوقع أن إحاطته بشمولية الرقمي ستسفر عن نتائج جيدة إذ تقترن بموهبته وتوقه للتجديد وضلاعته في الأرقام وتمثيلها كمهندس.

إن كان لأي تجديد نصيب من السلاسة يجعل أمامه فرصة للقبول فإنما يكون ذلك بمقدار قربه من عروض الخليل وانطلاقه من منطقه . وغني عن الذكر أن كل هذه الأوزان المحرفة ليست شعرا، وغاية ما يبلغه أفضلها أن نعتبره من مستساغ الموزون.

وإن ما سنحصل عليه متفاوت السلاسة ويتفاوت بذلك نصيبه من القبول، فمن بين ما تقدم أرى أن الوزن
3 2 3 1 3 3 1 3 = 3 2 3((4) 3((4) هو الأكثر سلاسة.
ولعل ما حال دون استكشافه هو أنه تدوير لبحر الوافر إن جاء على ثمانية محاور في حين أنه في ساعة البحور ورد على تسعة محاور، صحيح أن المحور التاسع لا مقطع فيه ولكن ظهوره على الدائرة ربما حال دون استقصاء إمكانيات تدوير الوافر.