اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
الأستاذ الفاضل حشان
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة

هنا ردي على ما تفضلت به :

1 = عدد حرف واحد متحرك

ه = عدد حرف واحد ساكن

يعني كل من ه و 1 حرف وهما متساويان من حيث العدد أو الكم مختلفان من حيث النوع والحكم

لنتوقف هنا أستاذ خشان , فالحرف المتحرك حمل الرقم ( 1 ) والحرف الساكن ( ه )
الحرف المتحرك = 1
الحرف الساكن = ه
السبب الخفيف = / ه = 1 + ه = 2
وننظرها رياضيا:
/ ه – ه = /
2 – ه = 1
إذن ه = 1
مما يعني أن الحرف الساكن = الحرف المتجرك وكل منهما يساوي 1.
هل هذا صحيح رياضيا أولا ؟ وهل هذا صحيح عروضيا ؟
ألم يتفق العروضيون جميعهم على أن الحرف المتحرك أثقل من الحرف الساكن؟


1 لا يحذف من السبب ...ه قد يحذف من السبب

نعم وأنا أتفق معك في المقولة فيما يحذف وما لا يحذف

مفعولاتُ = 2 2 2 1 = 1 ه 1 ه 1 ه 1 .... من سبعة أحرف

مفعولاتْ = 2 2 2 ه = 1 ه 1 ه 1 ه ه .....من سبعة أحرف


صحيح أيضا , لكن الفارق هو أن ( مفعولاتُ ) تتكون من أربعة أحرف متحركة وثلاثة ساكنة بينما (مفعولاتْ) تتكون من أربعة أحرف ساكنة وثلاثة متحركة,
ووزنهما لا يتساوى أبدا لأن ( مفعولاتُ) أثقل من ( مفعولاتْ ) وليس المعنى بعدد الحروف فقط بل بنوعها الذي يؤثر نطقا وسمعا.
والفارق هو بين ( / ) و ( ه ) والفرق بينهما الذي لم يميزه الرقم كثقل صوتي.
لأنه كما أوضحت في البداية أن / = ه = 1 لكل منهما لما كان جمعهما يساوي ( 2 )



ولا يختلف الحال حول رمز الساكن فأولى رمز به هو علامة السكون ْ .... لكنها صغيرة ولا بأس من اعتماد الصفر الإنجليزي 0 أو حرف o
ونستعمل النجمة * أحيانا ولا أمانع أن نرمز له بالحرف س أو ض أو &.... فالمهم الجوهر

لاحظ 1 ه = 2 فإذا زوحف صار 1 ه = 1 أبقينا الرمز وغيرنا لونه للدلالة على أن مكانه فارغ لأنه حذف.

التاء حرف سواء كانت متحركة أم ساكنة. مـــفْــــعــــولـــاتْ كل حرف ساكن أو ممدود رمزه ه


أخي العزيز
وهذا هنا هو وجه اعتراضي
السبب الخفيف = / ه = 2 , وإذا زوحف بحذف ساكنه ( ه ) أصبح حرفا متحركا فقط ويساوي ( 1 )
إذا ماذا نقص منه رياضيا ؟ أليس الرقم ( 1 ) أيضا ؟
أما الترميز للحذف أن يصبح 1 ه , للدلالة على ما حذف , وهذا برأيي لا يجوز ,
لأن الترميز بالهاء أو الصفر هو للحرف الساكن كما نص عليه المنهج.
كما لجأ بعض المجتهدين العروضيين للترميز ( 1 0 ) كبديل للترميز ( / ه ) وهو لا يغير شيئا فالترميزان صحيحان لغرض التقطيع العروضي.



كل حوار يتخطى الاتفاق أو الاختلاف على هذا المبدأ لا يمكن أن ينتهي إلى شيء لأنه حوار في الفراغ.
أخي العزيز , الإتفاق هو حين توفر القناعات لدى الطرفين , وربما تبقى الإختلافات قائمة أو تنقص أو تزيد وفقا لما يتم التحاور فيه وأسلوب الإقناع المتبع.

ليتك تدرس الرقمي منهجيا دون إسقاط قناعاتك السابقة عليه، وبعد فهمه كنظام متكامل تنقضه أو تثبته أو تنتقده أو تصوبه

أجبتك عن هذا وأكرره صدقني لم أطرح رؤيتي إلا بعد دراسة مستفيضة لما طرحتموه , وما أطرحه الآن هو من ضمن التساؤلات التي نتجت من خلال اطلاعي بتمعن للمنهج.

وزن المقطع الرقمي = عدد حروفه وهذا هو منطلق دراسة هندسة البيت الشعري. ووجه الدقة فيه المطابقة بين الرمز وعدد الحرف
وترميز الغربين لا يوفر هذا الأساس الرياضي الضروري لأي تصور هندسي

أخي العزيز هنا أختلف معك , فوزن المقطع العروضي ليس بالضرورة يساوي ععد حروفه , بل ما به من متحركات وسواكن وهي التي تؤسس المقطع العروضي
ف مستفعلن لا تساوي متفاعلن وزنا وثقلا وسمعا رغم أن كلا منهما يتكون من سبعة حروف.
و مفاعلتن لا تساوي مفاعيلن
و مفعولاتً لا تساوي مفعولاتْ
وكلمة عِلُ لا تساوي كلمة علْ رغم كونهما تتكونان من حرفين.
أنا لا أؤمن بترميز الغربيين , حتى ولم أطلع عليه لأن أهل مكة أدرى بشعابها.
وما وجدته في منهجكم الرقمي , ورؤيتي ما يكفي للتعمق في دراسة الشعر العربي هندسيا.
أنت تعتمد عدد الحروف في الترميز,
وأنا أعتمد ( وزن ) الحروف في الترميز , وهذا يظهر الفرق بين منهجكم ورؤيتي وأساسها السبب الثقيل.
وهنا نقطة اختلافنا.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري



أخي وأستاذي الكريم عادل العاني

شكرا لسعة صدرك التي أوصلتنا أخيرا إلى منشإ الاختلاف بيننا في أمر الرقمي. وأن يتضح الأمر أبعد لأي خير من أن يبقى الاختلاف عصيا على التشخيص. لا شك أن حوارنا ساعد كلا منا في الوصول إلى هذا التشخيص، ولعله لو كان بهذا الوضوح لديك منذ البداية لما كنت تبخل علي بما ييسر فهمي له وذلك بإشارتك إلى أصل هذا الاختلاف في الدورة الأولى منذ بداية حوارنا. كما أني لم أكن لأبخل عليك – لو فهمته منذ بداية حوارنا - بالرد الذي أراه حوله.

**

الأستاذ الفاضل حشان

هنا ردي على ما تفضلت به

1= عدد حرف واحد متحرك
ه = عدد حرف واحد ساكن
يعني كل من ه و 1 حرف وهما متساويان من حيث العدد أو الكم مختلفان من حيث النوع والحكم

لنتوقف هنا أستاذ خشان , فالحرف المتحرك حمل الرقم ( 1 ) والحرف الساكن ( ه)

الحرف المتحرك = 1
الحرف الساكن = ه
السبب الخفيف = / ه = 1 + ه = 2
وننظرها رياضيا:
/
ه – ه = /
2- ه = 1
إذن ه = 1
مما يعني أن الحرف الساكن = الحرف المتحرك وكل منهما يساوي 1.

الصحيح رياضيا أن عدد ثلاث تفاحات = عدد ثلاث برتقالات.

لكن التفاحة تختلف عن البرتقالة في الشكل والطعم. كما أن التفاحات تختلف فيما بينها من ناحية وزن كل منها، وكذلك البرتقالات. وقد تختلف الطعوم بين كل برتقالة وأخرى إذا كانا من صنفين من البرتقال، وقل ذات الشيء عن التفاح. ناهيك عن التركيب الكيميائي لكل من الأصناف.

إذن لدى أية مقارنة ينبغي تحديد وجه المقارنة.

**

هل هذا صحيح رياضيا أولا ؟

من الصحيح منطقيا أن أي حرف واحد عدده واحد

رياضيا طبعا هذا صحيح إن كلا من مْ ، مَ بتسكين الميم وفتحها والألف والراء تشكل حرفا واحدا، ولكن ما دمنا انتقلنا للرياضيات

فهناك -1 ، +1 وهناك للرقم 1 الكم المطلق والكم المتجه والعدد التخيلي. وهناك الرقم 1 على كل من االمحاور الثلاثة س ، ص ، ع هذا إذا لم نضف محور الزمن.

فسؤالك عن صحة العلاقة بين الساكن والمتحرك رياضيا والرياضيات دقيقة جوابها :

لا أستطيع الربط بين الساكن والمتحرك رياضيا إلا باعتبار أن كلا منهما حرف واحد... قد تكون هناك علاقة أخرى بينهما رياضيا من حيث الاعتبارات الرياضية الأخرى. لكني عاجز عن إدراكها.

**

وهل هذا صحيح عروضيا ؟

إذا كان مرجعنا عروض الخليل فثمة جوابان أنا متأكد من صحتهما.. أما إذا كان المرجع غير عروض الخليل فلا أملك جوابا حتى أفهم ذلك العروض من أصل مبدئه.

الجواب الأول : قسمان

القسم الأول من الجواب الأول : في ثاني السبب الخببي يتكافأ الساكن والمتحرك. بحيث يحل كل منهما محل الآخر. فكلمتا ( حضَرتْ ) و ( جاءت ) في الخبب متكافئتان ، بينما يستقيم الوزن في ( جاءت لنا 1 ه 2 3 ) و ( أتتْ لنا – 1 2 3 ) دون أن يعني ذلك أن الهاء التي حذفت أو رمز الساكن أيا كان يعني صفرا . بل هو حرف واحد في موقع عروضي محدد تجيز قوانين العروض حذفه مع بقاء الوزن صحيحا مستساغا دون أدنى علاقة بالحساب المجرد مبتوت الصلة بالهيئة.

القسم الثاني من الجواب الأول : أول السبب الخببي لا يكون إلا متحركا. وفي هذا الموقع ثمة تميز بين الساكن والمتحرك

الجواب الثاني :

في السبب البحري الذي يستساغ زحافه فإن السبب غير المزاحف ( 2= 1 ه ) والسبب المزاحف ( 1 ) يحل أحدهما محل الآخر وهذا الحلول ليس ناتجا عن كون الساكن المحذوف لا قيمة له ، فقيمته العددية أنه واحد محذوف. وإنما تأتي سلامة الوزن من سلامة الهيئة التي تجعل التضاريس السمعية كالتضاريس البيانية تأخذ الرقم 7 ( المقارنة هنا مع الرسم البياني أو الجغرافيا وليس مع الحساب المجرد ) يعني في أول المتقارب 3 2 3 و 3 1 3 يقوم بهما الوزن على نفس الدرجة من الصحة. دون أن يعني ذلك أن الهاء المحذوفة أو رمز الساكن ايا كان صفر القيمة.

**

ألم يتفق العروضيون جميعهم على أن الحرف المتحرك أثقل من الحرف الساكن؟

ليست الإجابة على هذا السؤال مطلقة شاملة وربما يكون لغير العروضيين رأي لا يمكن للعروضي تجاهله

https://books.google.com.sa/books?id...%D9%84&f=false

وكذلك لا تستوي المتحركات ذاتها في الثقل تبعا للحركات،

http://www.alukah.net/literature_language/0/33188/
وما بيْن الصوائت اختلاف في الدَّوران، وقد انتبه العلماءُ العربُ إلى هذا التفاوت في نِسب الشيوع بيْن الصوائت، مِن حيث كثرة الاستعمال "فلمَّا كثرت المفاعيل اختير لها أخفُّ الحرَكات وهو النَّصْب، ولما قلَّ الفاعل اختير له أثْقل الحرَكات وهو الرَّفْع، حتى تقَع الزيادة في العدد مقابلة للزِّيادة في المقدار فيحصل الاعتدال"[19]، فتوزيع الصوائِت على الوظائف يتمُّ بمعيار خِفَّة وثقل الصوت، فالضمَّة أقوى مِن الفتحة؛ لهذا أعطوها أقلَّ الوظائف، لما فيها من تكبُّد الجهد.
وضع الضمَّة في مقدمتها لثقلها في النُّطق تليها الكسرة، ثم الفتحة التي تعدُّ أخفَّ الحرَكات

http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=78848

نقول أن الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها فيقول قائل من قال هذا الكلام؟ نأتي الى الجانب التجريبي فلما نأتي الى ولادة الحركات نجد أن الفتحة تولد باسترخاء اللسان في الفم فيه شيء قليل من ارتفاع مع اهتزاز الوتيرين الصوتيين وتلفظ بمجرد انفتاح اللسان لكن الضمة أثقل الحركات يقول علماؤنا القدماء أن الضمة أثقل الحركات لأنها تكون باستدارة الشفتين والعلم الصوتي الحديث يقول أنه وصل الى أنه اضافة الى استدارة الشفتين تلفظ الضمة بارتفاع اللسان من أقصاه الى أقصى نقطة يمكن أن يرتفع اليها من الخلف ولو صعد فوقها لصار هناك احتكاك مسموع مع اهتزاز الوترين الصوتيين فالضمة اذن ثقيلة. المقطع الصوتي نواته (السائط) أي الحركات ونواة المقطع الحركات الطويلة والقصيرة إذا كانت الحركات ثقيلة يكون المقطع ثقيلاً وإذا كانت الحركات خفيفة يكون المقطع خفيفاً. وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس فيها مقطعين الأول خفيف وحركته خفيفة (أَن) والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة نفوس ففيها مقطعين كلاها فيه ضمة ثقيلة الأول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس أخف من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين ونسأل لماذا استعملها للمرتين؟

ثم ألا تفتح هذه الدقة في الحكم على الثقل الباب واسعا لمن يقول بأن المد يختلف عن السكون وأن ( با بمد الألف = 1 ه = 2 ) تختلف عن ( 0بأْ = 1 ه = 2* )، وأن مساواتهما تشكل ثغرة في عروض الخليل. يعني ذلك أن ( هـ السكون ) تختلف عن ( ه المد ) .

ليس هذا خيالا بل هو ما قاله د. محمد توفيق أبو علي :

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/thaghrah

ثم انظر إلى قول الأستاذ ذياب شاهين

http://www.alnoor.se/article.asp?id=66791

الأستاذ ذياب شاهين

تقوم رؤيتنا للإيقاع في الموازين العربية وفي غيرها من أنظمة في اللغات الأخرى على حقيقة أن عملية نطق (الفونيمات) الحروف صوتيا واحدة ومتشابهة عند جميع البشر، وهي بحسب "سوسور"(19)عبارة عن دفع الهواء من الرئتين صوب الحنجرة فيؤدي ذلك إلى اهتزاز أوتارها وتذبذبها مولدة الأصوات التي تنغم من خلال عضلة لسان المزمار أثناء عملية ارتخائها وتقلصها، أما السيطرة على هذه الأصوات فتتم داخل الفم عن طريق اللسان والأسنان أو بقية الأجزاء بإظهار الحروف المختلفة، ومن ثم توفير الرنين الأنفي المناسب لتنطلق الحروف بصورة طبيعية وغيرمشوهة لتصل أذن المتلقي واضحة ومؤثرة، وهذا يعني أن عملية نطق حرف الفاء على سبيل المثال والتي تتم عمليا كما هو معروف بوضع الأسنان العليا على الشفة السفلى ينجزها العربي والفرنسي والصيني بذات الطريقة رغم إقرارنا باختلاف الدلالة عند كل منهم، وإذ نرى في ثنائية سوسير حول تمظهر الفونيم (الحرف) بوصفه إما انفجارا خارجيا أو انفجارا داخليا(20) ويقابل ذلك خليليا الحرف المتحرك والحرف الساكن على التوالي، فإن جمع الصيغتين للفونيم الواحد أو لذات الفونيم ليست بذي فائدة ولكن جمعهما لفونيمين مختلفين هي المهمة والخطيرة وهذا ما لم يذكره سوسور ولكنه بدا واضحا وجليا عند الخليلي خصوصا عندم أشره بوصفه جزء من منظومته العروضية وأعطاه دالا اسميا هو السبب الخفيف .
إن المقطع الصوتي (فا/1) أو ما يسمى عروضيا بالسبب الخفيف يمكن اعتباره أساسا متينا لبناء نظام هندسي وإيقاعي يفي باحتياجات اللغة العربية بصورة شبه مكتملة كما أنه يحتاج لكثير من الجهود لمعرفة جدواه عندما يطبق على الأنظمة الإيقاعية في اللغات المختلفة رغم أن جهودنا تنصب وتهتم بالميزان العربي .
في نظامنا هذا نفترض وجود وحدة إيقاعية أولية، أو كم إيقاعي أساسي هو الفونيم//المصوت// بصيغتيه الصائتة والساكنة وتأسيس علاقة رياضية بينهما، وهذه العلاقة هي علاقة جبرية وليست علاقة جمع عادي، وهي علاقة جمع بين زمنين أحدهما أفقي يستغرقه الحرف المتحرك(الصائت) والآخر عمودي يمثله الحرف الساكن،وخير ما يمكن أن يمثل هذه العلاقة هي صيغة العدد المركب (Complex Number) (21) ويمكن كتابتها بالصيغة التالية: ا+ب ت
حيث : ا تمثل الجزء الحقيقي
ب تمثل الجذر الخيالي
ت تمثل الجزء التخيلي
هذه العلاقة بين المتحرك والساكن ليست بالضرورة هي العلاقة الطبيعية بينهما ولكننا استخدمناها لأغراض توضيحية بحتة ، ولكن يجب التأشير أن الكم الإيقاعي قد يشابه ذرة الهيدروجين البسيطة والتي هي عبارة عن ألكترون يدور حول نواة فيها بروتون واحد، وعملية تكوين الإيقاعات ستشاكل عملية تكون جزيئة الهيدروجين ونظائره كالديتريوم(22)مثلا.
الزحاف الخليلي رؤيا معاصرة
يشتمل الزحاف في نظرية الخليل على حقيقتين مهمتين، الأولى هي حذف السواكن، والثانية هي تسكين المتحركات(23)، فالحذف يصيب التفعيلة في أماكن معينة لتتحول إلى تفعيلة أخرى، وقد ثبت الخليل هذه الزحافات ووضع لها أسماء مختلفة باختلاف المكان الذي يحدث فيه الحذف ومنها الطي والخبن والقبض، وكذلك بالنسبة لتسكين التحرك والذي غالبا ما يحدث في بحري الكامل والوافر، ويسمي الخليل تسكين المتحرك في الكامل بالإضمار حيث تتحول التفعيلة ( متفاعلن/←←1←1 ) إلى التفعيلة (مستفعلن/11←1 ) ،ويسميه بالعصب في بحر الوافر حيث تتحول التفعيلة (مفاعيلن/←1←←1 ) إلى التفعيلة (مفاعيلن/←111 ).
إلا أن السؤال المطروح هو كيف يمكن لتفعيلة صغيرة(أربعة أجزاء) أن تحل مكان أخرى أكبر منها (خمسة أجزاء) بالطاقة والأثر الصوتي ولا تحس به أذن المتلقي ،إذ ان هذا مخالف لقانون الطبيعة وللقوانين الفيزياوية فالصوت هو طاقة والطاقة كما هو معروف لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وإذا كان لكلتا التفعيلتين ذات الطاقة الصوتية والأثر السمعي فهذا يعني أن الحرف الساكن لم يحذف بل انتقل إلى مكان آخر في التفعيلة وبالتالي بقي الإيقاع والأثر الصوتي في كلتا التفعيلتين واحد ولم يتغير ولكن الصورة البصرية (الكتابية) للتفعيلتين لم تستطع توضيح هذا الإختلاف. وهذا يعني أن مستفعلن في بحر الرجز هي ليست مستفعلن في بحر الكامل كما أن مفاعيلن في بحر الهزج هي ليست مفاعيلن في بحر الوافر.
السلم الإيقاعي في الموازين العربية
إن مثل هذه الحقائق وغيرها استطاع نظامنا المقترح في هذه الورقة أن يؤولها، وذلك من خلال تأشير سلم إيقاعي يؤشر درجات الثقل والخفة في التفعيلات وقد حصلنا عليه من خلال تطبيق المعادلة الرياضية أعلاه وقد جاءت الحسابات مؤشرة الدرجات الإيقاعية وكما يلي:-
1- إيقاع الصفر(0)
ويمثله الحرف المتحرك (فَ /←)، وهو ليس إلإ زمنا أفقيا بقيمة رياضية مقدارها وحدة واحدة وقيمته(1) وليس له أثر إيقاعي ولا خطوة (زاوية) .
2- إيقاع النصف (1/2)
وهو إيقاع السبب لخفيف(فا/1)، وهو الإيقاع الرئيس في نظامنا و قيمته (1.41) كما أن مساحته الإيقاعية (1/2) بخطوة إيقاعية مقدارها 45 درجة، وهو الإيقاع الأساس في هذا النظام.
3- إيقاع الواحد(1)
ويمثله السبب (لان/1 0)، وهو أثقل من سابقه بقيمة مقدارها(1.581) وبخطوة إيقاعية مقدارها( 62 درجة) ومساحته الإيقاعية (1) وهو يصطف مع كل من الوتد المجموع أو المفروق.
4- إيقاع الواحد والنصف (3/2)
وهو إيقاع ثقيل وأثقل من سابقيه ومقداره (2.336) وخطوته الإيقاعية (72.5)ومساحته مقدارها (3/2 ) وهو موجود في كل من بحور الكامل والوافر والخبب ويصطف مع التفعيلة (فعلن/←←1)
5- إيقاع الإثنين (2)
وهو أثقل الإيقاعات في السلم الإيقاعي ونجده في التفعيلة (فعلتن/←←←1) وهو يمثل إيقاع البيون في اليونانية وقيمته (2.915) و زاويته (76.1) درجة ومساحة إيقاعية مقدارها (2) ،وهو إيقاع نادر الحدوث في الشعر العربي.
ونستطيع أن نؤشر ما يلي على السلم أعلاه :-
أ - إن الحرف المتحرك له زمن أفقي وليس له إيقاع ، كما أن حذفه لن يؤثر على إيقاع التفعيلة ، وتسمى هذه الظاهرة عروضيا عندما تكون في بداية البحر بالخرم والتي تحدث في بحر الطويل.
ب - هنالك أربع درجات للثقل في الميزان العربي العروضي، ولا شك أن هذا التنوع الإيقاعي له دور كبير في حيوية الإيقاعات العربية وسحره الأخاذ والذي بدا وكأن الصور البصرية الكتابية عاجزة عن تبيان درجات الثقل هذه.
ج - إن درجات الثقل لها علاقة بعدد المقاطع القصيرة المتمثلة بالحروف الصائتة/المتحركة/ في التفعيلة.
د ــ إن الأجزاء /الدرجات/ الإيقاعية الثقيلة والتي تشتمل على أكثر من حرف ساكن وهو ما تمثله الإيقاعات من 2 إلى 5 في السلم أعلاه لن يصيبها الزحاف أبدا، وهذا يفسر لنا السبب الرئيسي في عدم تعرض الوتد للزحاف في التفعيلة.
ه - لما كان الحرف المتحرك بدون إيقاع، وأحيانا يحذف من التفعيلة دون أن يؤثر ذلك على إيقاعها (الخرم) مثلا ، فإن عدد السواكن في التفعيلة سيكون المعول عليه في تأشير التعادل الإيقاعي في البيت الشعري بوصفه جملة إيقاعية كبيرة والتفعيلة بوصفها جملة إيقاعية صغيرة .
و ــ إن مراكز الثقل في الأنظمة الإيقاعية (التفعيلات) ذات تواجد نسبي وليس مطلقا، ورغم أن هذه النسبية تعمل على تزويد الشاعر بحرية كبيرة عند الإنشاد إلا أن هذه النسبية لا تتميز بالفوضى أوالعشوائية ولكنها محكومة بقوانين محسوبة زمنيا على أساسها يحدث الشعر وينتظم بهندسية بارعة ينبعث منها الأثر الصوتي مكونا مع بقية التفعيلات التي تجاوره في البحرالواحد ملامحه وشخصيته الإيقاعية والموسيقية المعروفة.
وأخيرا نود أن نقول إن هذه الرؤيا للإيقاع في الموازين العربية هي من ضمن بحث طويل نعكف على كتابته حاليا وهي رؤيا قابلة للنقاش والجدال وكذلك قابلة للتطوير لتحتاز قبولا أو رفضا من جمهور القراء والأساتذة العروضيين.
**

ثم من قال إن الباء الساكنة في ( عبْ ) يتساوى مع النون الساكنة في ( منْ )

**

ثم حتى في ذات الكلمات والحروف لو كان الأمر أمر كم فقط لتساوت متفعلن في أول البسيط مع متفعلن في حشوه ولتساوت في العروض مفاعلن الأولى والثانية في شطر المتفاعل، وقد ميز العروضيون بين زوجي هذه التفاعيل حتى وصل الحال ب د. إبراهيم أنيس يصف الزحاف المؤدي إلى متفعلن الثانية في البسيط بأنه " شاذ غريب " -يبعث من الشعور لدى السامع ما هو " اضطراب في موسيقى الشعر غير مألوف ولا مستساغ " – ( موسيقى الشعر –ص 74) ويعتبر ( مفاعلن الأولى ) في شطر الطويل بأنها " قي=بيحة مرذوله " – ( موسيقى الشعر – ص – 60 )

وليس بين كل من أفراد الزوجين أيما اختلاف في الثقل على أي وجه كمي كان.

الجواب تجده في الهيئة التي لم يتناولها أحد قبل الرقمي. وقد تكررت إشرتي إلى رابطها.

**

1 لا يحذف من السبب ...ه قد يحذف من السبب

نعم وأنا أتفق معك في المقولة فيما يحذف وما لا يحذف

مفعولاتُ = 2 2 2 1 = 1 ه 1 ه 1 ه 1 .... من سبعة أحرف

مفعولاتْ = 2 2 2 ه = 1 ه 1 ه 1 ه ه .....من سبعة أحرف


صحيح أيضا , لكن الفارق هو أن ( مفعولاتُ ) تتكون من أربعة أحرف متحركة وثلاثة ساكنة بينما (مفعولاتْ) تتكون من أربعة أحرف ساكنة وثلاثة متحركة

أستاذي الكريم يتم الوصل إلى النتيجة الخطأ لأحد سببين أ – الخطأ في ذات المعلومات ب – الخطأ في طريقة الربط

أنا أوردت الرمزين السابقين لأوضح ما عرَض من ملابسة أن هـ تعني صفرا. ولأقرر أنها حرف عدده واحد.

**,
ووزنهما لا يتساوى أبدا لأن ( مفعولاتُ) أثقل من ( مفعولاتْ ) وليس المعنى بعدد الحروف فقط بل بنوعها الذي يؤثر نطقا وسمعا.

أنا لم أقل ولا يترتب على كلامي أنّ مفعولاتُ لها ذات وزن مفعولاتْ، ولعل أكبر دليل ذلك أن مفعولاتْ لا يمكن أن تحل في الحشو محل مفعولاتُ .


والفارق هو بين ( / ) و ( ه ) والفرق بينهما الذي لم يميزه الرقم كثقل صوتي.
لأنه كما أوضحت في البداية أن / = ه = 1 لكل منهما لما كان جمعهما يساوي (2)

لا ينبني على وحدة مفعولاتُ ومفعولاتْ من حيث عدد الحروف أي حكم عروضي ، تماما كما لا ينبني على وحدة عدد الحروف بين مستفعلن ومفاعيلن أي حكم عروضي.


ولا يختلف الحال حول رمز الساكن فأولى رمز به هو علامة السكون ْ .... لكنها صغيرة ولا بأس من اعتماد الصفر الإنجليزي 0 أو حرف o
ونستعمل النجمة * أحيانا ولا أمانع أن نرمز له بالحرف س أو ض أو &.... فالمهم الجوهر

لاحظ 1 ه = 2 فإذا زوحف صار 1 ه = 1 أبقينا الرمز وغيرنا لونه للدلالة على أن مكانه فارغ لأنه حذف.

التاء حرف سواء كانت متحركة أم ساكنة. مـــفْــــعــــولـــاتْ كل حرف ساكن أو ممدود رمزه ه


أخي العزيز
وهذا هنا هو وجه اعتراضي
السبب الخفيف = / ه = 2 , وإذا زوحف بحذف ساكنه ( ه ) أصبح حرفا متحركا فقط ويساوي ( 1)
إذا ماذا نقص منه رياضيا ؟ أليس الرقم ( 1 ) أيضا ؟

أخي وأستاذي الكريم

تقدم الحديث عن رياضيا هذه وأرجو أن يكون فيه ما يقنعك. وإلا فلكم عروضكم ولي عروض الخليل، ولا بأس من تعدد الرؤى .

**


أما الترميز للحذف أن يصبح 1 ه , للدلالة على ما حذف , وهذا برأيي لا يجوز ,
لأن الترميز بالهاء أو الصفر هو للحرف الساكن كما نص عليه المنهج

ومن قال إن (هـ) لا ترمز للساكن ؟

هـ الواضحة ترمز للساكن غير المحذوف .... هـ الخافتة ترمز للساكن المحذوف

التلوين هنا وسيلة إيضاح مكافئة للشرح المتقدم بالكلمات ، والموقف من هذا الأسلوب في التعبير لا يؤثر على مجمل الموقف العروضي

أختصر هذا بالقول السبب المزاحف الذي صار1 أصله 1 ه أي 1 ه بعد حذف الهاء

أختصر هذا: السبب: لمْ = 2 = 1 ه ، فإذا حذفنا الساكن بقي 1 لحذف الساكن

**

.
كما لجأ بعض المجتهدين العروضيين للترميز ( 1 0 ) كبديل للترميز ( / ه ) وهو لا يغير شيئا فالترميزان صحيحان لغرض التقطيع العروضي.



نعم متفقان فأي رمز للساكن جائز


**

كل حوار يتخطى الاتفاق أو الاختلاف على هذا المبدأ لا يمكن أن ينتهي إلى شيء لأنه حوار في الفراغ.
أخي العزيز , الإتفاق هو حين توفر القناعات لدى الطرفين , وربما تبقى الإختلافات قائمة أو تنقص أو تزيد وفقا لما يتم التحاور فيه وأسلوب الإقناع المتبع.

ليتك تدرس الرقمي منهجيا دون إسقاط قناعاتك السابقة عليه، وبعد فهمه كنظام متكامل تنقضه أو تثبته أو تنتقده أو تصوبه

أجبتك عن هذا وأكرره صدقني لم أطرح رؤيتي إلا بعد دراسة مستفيضة لما طرحتموه , وما أطرحه الآن هو من ضمن التساؤلات التي نتجت من خلال اطلاعي بتمعن للمنهج.



أتمنى أن يكون ما تقدم قد اضاف جديدا وقدم إجابة على بعض التساؤلات

**
وزن المقطع الرقمي = عدد حروفه وهذا هو منطلق دراسة هندسة البيت الشعري. ووجه الدقة فيه المطابقة بين الرمز وعدد الحرف
وترميز الغربين لا يوفر هذا الأساس الرياضي الضروري لأي تصور هندسي

أخي العزيز هنا أختلف معك , فوزن المقطع العروضي ليس بالضرورة يساوي عدد حروفه , بل ما به من متحركات وسواكن وهي التي تؤسس المقطع العروضي

كل حركة أو سكون مقترنة بحرف

عدد المتحركات والسواكن هو عدد الحروف

فلا أدري كيف يفترق عددهما معا عن عدد الحروف.

وأيهما أدق تعبيرا : القول إن الزحاف حذف السكون أم حذف الساكن ( وهو الحرف وسكونه معا) ؟

إذا كان الجواب بأن الزحاف هو حذف الساكن فإن ذلك يستتبع أم يكون التعبير الصحيح عن السبب أنه من حرفين ساكن ومتحرك وإذا كان التعبير الصحيح أن الزحاف هو حذف السكون فمعنى ذلك أن السبب مكون من حركة وسكون. فانظر ماذا ترى يا رعاك الله.

**

ف مستفعلن لا تساوي متفاعلن وزنا وثقلا وسمعا رغم أن كلا منهما يتكون من سبعة حروف.

هذا صحيح بمعنى أنهما غير متطابقين 100%
و مفاعلتن لا تساوي مفاعيلن

هذا صحيح بمعنى أنهما غير متطابقين 100%

و مفعولاتً لا تساوي مفعولاتْ

هذا صحيح في كل الأحوال
وكلمة عِلُ لا تساوي كلمة علْ رغم كونهما تتكونان من حرفين.

هذا صحيح بمعنى أنهما غير متطابقين 100%



هذا صحيح إذا كان المقصود هو المساواة المطلقة حروفا وحركات. ولكن إذا كنا نتكلم عروضيا فإن السبب الثقيل (علُ) يكافي السبب الخفيف (علْ) بمعنى أن الوزن لا يتأثر لحلول أيهما محل الآخر وهذا هو ما يهمنا في العروض. ومنه يتفرع أن متَفاعلن ومتْفاعلن المضمرة متكافئتان عروضيا. واي اعتبار آخر خارج العروض سيفتح على أبواب مشرعة من المواقف الذاتية التي لا تقدم في العروض ولا تؤخر.

لا يستقيم عروض الخليل إلا بالتجريد المطلق لعدد الحرف كما ركز على ذلك موضوع

( العقد والإبرام في تجريد الأرقام )

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tajreed

قلت تجريد الأرقام المطلق في أحكام العروض ، وأما في القافية فتتميز بعض أحكامها عن أحكام العروض بالتمييز بين الساكن والممدود.

****

يعتبر تجريد الأرقام في الوزن أساسا لعروض الخليل سواء كان رقميا أو تفعيليا. ولم تبرز هذه المشكلة لأي ممن درسوا الرقمي على الأقل.

أنقل من موضوع ثغرة العروض :"

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/thaghrah

" أما ما يذكره عن قصور العروض الخليلي بمساواته بين كل الحروف عروضيا فإني أراه أيضا علامة تفوق وعبقرية للخليل ويساعد على تمثل ذلك نفس المثال الذي أورده العلامة ويشبه فيه أبيات قصيدة من بحر معين بطلاب صف معين يجمعهم وأن اختلفوا في القدرات والمهارات بل والصفات الخَلقية والخُلقية والظروف الاجتماعية والنفسية .فهل يعتبر قيام مدير مدرسة استقبلَت أعدادا كبيرة من الطلاب بتصنيفهم كل في فصل معين رغم الاختلافات المذكورة بينهم، هل يعتبر ذلك دلالة قصور أم تفوق؟ لا سيما وأن المدير لا يمنع من أراد أن يفتح لكل طالب ملفا يستقصي فيه ما يشاء عن كل طالب أن يقوم بذلك، وما كان لأحد أن يقوم به لولا جهد المدير وتصنيفه. وهذا شأن عبقرية الخليل الذي صنف الكم الكبير من الشعر العربي الذي انتهى إليه على ما بيْن أبياته وأوزانه من اختلاف وعلى غير سابق مثال إلى أصناف محددة أسماها بحورا وبَيْنَ أبيات كل بحر فروقٌ بين المد والسكون وبين الحركات من ضم وفتح وجر وبين مخارج الحروف والتجاور اللفظي للحروف والمفردات وبين التراكيب النحوية وغير ذلك مما يصعب حصره ويجعل التطابق التام بين أي بيتين أمرا صعبا بل مستحيلا.وإن شأن من يطالب عروض الخليل باستقصاء كل ذلك لكي يعتبره خاليا من النقص شأنُ من يطلب من مدير المدرسة أن يخصص لكل طالب فصلا قائما بذاته.

يقول د0 محمد توفيق أبو علي :"إن الفروق التي ظهرت في حساب الآلات لا تدركها الأذن ، لأنه من الثابت أن الفرق الذي لا يزيد عن 0,16من الثانية لا تكاد تدركه الأذن". سبحان الله أهذه شهادة على عروض الخليل أم له؟ وذلك على افتراض أن هذه القياسات مطلقة ، أولم يكن من الممكن للدكتور أن يعلق على القياسات بالقول :"أثبتت القياسات التي أجراها د. مندور بالدليل القاطع عبقرية الخليل الفذة وصحة تفاعيله حتى أدق درجات السمع البشري التي لا تدرك الفرق الذي يقل عن0.16من الثانية " وأيهما كان أقرب للصواب هذا القول أم القول بالضربة المميتة إلى النظرة الشكلية للتفعيلة أو المقطع.؟وهل ادعى الخليل أو سواه مرجعا غير السمع بالأذن يحاكم إليه الوزن؟ ولو كانت هذه الآلة لقياس الأصوات متوفرة للخليل أكان يغير من عروضه شيئا بناءا على نتائجها المتقدمة!؟ولماذا نفترض السؤال ونحن نستطيع توجيهه إلى أنفسنا؟ إن مثال حديث العلامة عن القياسات التي لا تدركها الأذن في مجال الشعر كالحديث عن فروق لا تدركها العين بل تقاس بالآلات الدقيقة في صف ورود في حديقة منسقه أو استقامة في عمل معماري والمعروف أنه في كل مجالات القياس يتوفر مجال للتسامح في الحدود التي لا تؤثر على الناحية العملية لاستعمال المقيس، وليس من شأن ضبطها أكثر من الحد اللازم لاستعمالها إلا إضاعة الجهد في غير ما جدوى. وماذا يبقى من الجمال في منظر صف من الورود إن رحت تكبر صورته مئات المرات لتقيس الفروق بمعشار أقل وحدة قياسٍ عملية لا تدركها العين؟ وهل الدقة المطلوبة في تخطيط حديقة هي ذاتها المطلوبة في إطلاق قمر إلى الفضاء؟."

**


أنا لا أؤمن بترميز الغربيين , حتى ولم أطلع عليه لأن أهل مكة أدرى بشعابها.
وما وجدته في منهجكم الرقمي , ورؤيتي ما يكفي للتعمق في دراسة الشعر العربي هندسيا.
أنت تعتمد عدد الحروف في الترميز,
وأنا أعتمد ( وزن ) الحروف في الترميز , وهذا يظهر الفرق بين منهجكم ورؤيتي وأساسها السبب الثقيل.
وهنا نقطة اختلافنا.

هذه نقطة خلاف بينك وبين الخليل واختلافي معك فرع من ذلك. لم أقرأ قبل اليوم عن ( وزن الحروف)، كما أن تعبير الثقل ومشتقاته في العروض الذي عرفته ينصرف إلى أمرين ، أولهما السبب الثقيل وثانيهما ما يستقل من أوزان. أما (وزن الحروف) في مجال العروض فأمر ليس له صورة في ذهني.

أنا هنا حكمت على ما تفضلت به على ما لدي من خلفية ثقافية ورياضية وعروضيه. لكنني - من حيث المبدأ - أستبقي احتمالا ولو محدودا لأن يكون ما تدعو إليه منطلقا لعروض أرقى من عروض الخليل. وهنا أفرق بين مبدإ عروضك وما قدمته عليه من دوائر وبحور جديدة، فقد يكون عروضك صحيحا من حيث المبدأ ولكنه يحتاج صقلا وتطويرا وإحكاما ربما يقلل من انطلاقك في تصنيع الدوائر والبحور.

لكن تأسيسا لعروض بهذا الاختلاف الجذري يحتاج تقديما وتمهيدا لمفاهيم جديدة لا أراه أخذ حقه في الطرح.

وأكرر أنني لا أضيق بالاختلاف في وجهات النظر فهو مما يحفز التفكير، ويثري علم العروض على أي حال كان. وإنه لشرف لي أن أحاور أستاذا رائعا كأخي عادل العاني.

**

بارك الله فيك
تحياتي وتقديري

حفظك ربي ورعاك وجعل الجنة مثوى والديك ومثواك.