النتائج 1 إلى 30 من 41

الموضوع: إحدى صور الدوبيت؟

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    أخي وأستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس
    للوهلة الأولى بعد قراءتي لما تفضلت به من رد، شعرت أنني موضوع في سياق تعرضي لمنهج استاذي د. أحمد مستجير بشكل غير موضوعي. أو أني ربما تعرضت للذاتي من موقف أستاذي د. مستجير وهذا ما كاد يسلمني إلى الندم ، لولا وعيي الشديد على الفصل التام بين الموضوعي والذاتي.
    وعلى أي حال أشعر من حقك وحق أستاذي د. مستجير وحقي على نفسي أن أوضح الأمر.
    عندما أتناول أي بحث بشكل موضوعي سواء تعلق بالخليل أو بمستجير أو بذاتي فإنني أنسى كل اعتبار شخصي وشاهد ذلك
    1- ما اصرح به بشكل بالغ الوضوح عما أقع به من أخطاء

    2- عملية التوازن في موضوع الوتد المفروق في الموقف بين د. مستجير والخليل والأخذ بمبدإ التوأم الوتدي.
    إن لأستاذي د. مستجير فضل علمي كبير على العروض عامة بما خطه من منهج متكامل شامل فكان كأنه ألقى حجرا فكريا في الآسن من منهج الحفظ. سيبقى يحفز التفكير ويعلي مقامه. كما أن له إلى جانب العام من ذلك فضل خاص علي في تبصيري بموضوع الخبب والتخاب. وأعتقد أن الوراثة الحقيقية للخليل ومستجير وكل صاحب منهج تتمثل بالأخذ بالفكر وانتهاج الشمولية.

    لأستاذي د. مستجير منهج كامل مستقل عن منهج الخليل. وعندما حدثته رحمه الله عن فهمي له قال لي " لم يفهمني أحد مثلك " زمن سوء حظي أنني حين التقيته لم يكن قد تبلور في ذهني جل ما يتعلق بشمولية الرقمي ومنهجيته وتمثيلهما لفكر الخليل.

    إحدى المسلمات الموضوعية أن أي منهجين في مجال واحد يتحدان في مبدإ شمولية المعالجة ويختلفان في التصور العام لها وما يصدر عن ذلك من أحكام تطبيقية. ولا يجوز أن تتم المقارنة بينهما بالتغاضي عن الفروق والتماس التوفيق بينهما. فذلك معناه أننا نسلب أحدهما ركن المنهجية التي تقتضي التكامل والشمول والتميز ، تميز كل منهما عن الآخر.
    في المثال الذي بدأنا به هذا البحث بصدد صورة الدوبيت " مستفعلتن مستفعلتن مستفعلتن " قلت بأنها بمقياس د. خلوف وما بني عليه من رقمي غير صحيحة. وعندي القابلية إن ثبتت لدي صحتها أن أغير من صياغة فهمي للدوبيت في الرقمي بتعديل ما فعهمته من أستاذي د. خلوف.

    خير لمنهج أستاذي د. مستجير أن يكون شاملا مؤسّسًا مطردا راسخا مختلفا عن منهج الخليل من أن يكون مجاملا مرقّعا متناقض النتائج .

    من الطبيعي أن يختلف منهج د. مستجير عن منهج الخليل وأن يكون أحدهما في هذا الموقف أو ذاك مختلفا عن الآخر. فما يكون بحسب مرجعية أحدهما صوابا يكون بمرجعية الآخر خطأ.

    والآن إلى ما تفضلت به من تعليق. ساجعله باللون الأحمر.

    إن تحليل الدكتور المستجير لبعض الأشطر أو الأبيات لعنترة أو لغيره ورؤية انقلابها إلى بحر آخر كالدوبيت . لايعني أنه يعيب شعر الشاعر أو يحطم عروض الخليل الذي يمتد كل حوار العروضيين من خلاله،

    يقول د. مستجير في كتابه مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ( ص – 80) إن دليل تفاعيل بحر الطويل 4 4 3
    أي أن وزنه مفعولاتُ مفعولاتُ مستفعلن . أي أنه ناتج من ثلاث تفاعيل سباعية وليس من تناوب تفعيليتين خماسيتين مع تفعيلتين وتفعيلتين سباعيتين. وهكذا فهو يصور منهجا مختلفا عن منهج الخليل في الأساس، وليس مجرد رياضة عروضية.

    لايعني أنه يعيب شعر الشاعر

    لم أقل أنا ولم يقل غيري أنه يعيب شعر الشاعر فهو إنما استمد التقعيد من صحة شعر الشاعر

    أو يحطم عروض الخليل الذي يمتد كل حوار العروضيين من خلاله،

    القول بأنه يحطم عروض الخليل شيء والقول بأنه يمتلك منهجا مستقلا يتوافق مع منهج الخليل تارة ويختلف عنه تارة شيء آخر.

    الموقف في النظرة إلى بحر الطويل يمثل اختلافا جذريا مع عروض الخليل.

    لقد ترك الخليل للأمة ثروة عروضية باقية إلى قيام الساعة. بل ما قام به الدكتور هي عملية تحليلية عروضية لرؤية كيف أن بعض الزحافات الجائزة للشاعر يمكنها أن تحول الوزن الأصلي إلى بحر آخر ولا يشترط من الطويل إلى الدوبيت بل من الطويل إلى الكامل ، وإليك مثالاً على ذلك.
    وزن الطويل المستعمل
    //*/*//*/*/*//*/*//*//*
    فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ( طويل)
    3 2 3 2 2 3 2 3 3 (طويل)
    بخرم الوتد الأول وزحاف السبب الأخير = وهي جائزة للشاعر سيصبح الوزن
    عولن مفا عيلن فعو لُ مفاعلن
    = متْفاعلن متْفاعلن مُتَفاعلن ( كامل)
    2 2 3 2 2 3 1 3 3 (كامل)
    وإنك عندما لا تأخذ بالتفاعيل وهي من وضع الخليل ومنهجه لا يعني بأنك تحطم منهج الخليل من أجل الشمولية ، بل هذا من حقك لفهم المنهج واستنباط القوانين.


    كان يكفيك مؤونة ذكر المثال وشرحه أن تشير إلى مثيله وما هو أوسع منه في ردي عليك. فإنني أوردت ذات التحليل الذي تفضلت به . كلي أمل أن يتاح لك الاطلاع على الروابط التي ذكرتها.

    وإن الدكتور المستجير لم يقل بالتفعيلة المتعدية إلا المشتقة من أصل التفاعيل الخماسية (مفعول 2 2 1) التي استنبط بتكرارها أربع مرات ما سماه بحر شوقي
    ومن أصل التفعيلات السباعية ( مفعولاتُ 2 2 2 1) التي بتكرارها ثلاث مرات استنبط بحر الدوبيت ، وقال بأن كلا البحرين مهملان.


    إليك ما ذكره حرفيا د. مستجير في ( ص – 46) من كتابه ( مدخل رياضي ) عن الدوبيت :" وبحور الخليل لم تشمل هذا البحر بالرغم من أن بحر الطويل يشبهه كثيرا وينتسب إليه "

    وأما تفعيلة ( مفعولُ = 2 2 1 ) فيقول بصددها ( ص- 48) من نفس المرجع إن عليها بحرُ شوقي

    ينتج من تكرارها أربع مرات ويقول إن عليها أيضا من الموشحات :

    قد باح دمعي بما أكتمهْ ....وحن قلبي لمن يظلمهْ
    رشأٌ تمرّن في لا فمه ....كم بالمنى أبدا ألثمهْ

    وكمثال على اختلاف الحكم بين نتيجة هذا المنهج ومنهج الخليل أن صدر البيت الثاني لا يصح عند الخليل: لأن وزنه : 1 3 3 1 3 2 3 = متفاعلن فعِلن مستعل وبقية الأشطر على لاحق البسيط، وعروض الخليل لا يجيز متفاعلن 1 3 3 في أية صورة من صور البسيط.

    فهل يجيزها حقا منهج د. مستجير

    قد باح دمعي بما أكتمه = 2 2 1 - 2 2 1 – 2 2 1 – 2
    رشأٌ تمرن في لا فمهْ = 1 1 2 1 – 2 1 1 – 2 2 1 – 2
    وتكون التفعيلة الأولى = مفَعولُ بفتح الفاء . لا أعرف أنه قال بجواز تثقيل السبب الأول في هذه التفعيلة .

    جزاه الله كل خير على محاولته التحليلية ليروض أفكارنا على فهم طرق التحليل، فمن شاء أخذ بها مقتنعاً ومن شاء تركها لعدم اقتناعه.

    رحم الله أستاذنا وجزاه كل خير على ريادته الفكرية في مجال( علم العروض) والتي ستبقى أحد معالمه الأهم.

    لم أكن أناقش ولا أناقش للأخذ أو لعدم الأخذ بل تبيينا لمنهجية البحث والمقارنة بين المناهج وربما أفاد من ذلك بعض دارسي الرقمي.

    شكراً لك أستاذنا على صبرك علينا في الحوار لمصلحة الدارسين ومن يتابعون، فبارك الله بك.
    رعاك الله ورزقك الصحة والعافية


    حياك الله أستاذي وأنا سعيد بهذا الاختلاف على أنني كنت سأزداد سعادة لو أنك نورتني برأيك حول المواضيع التي أثرتها فيما يخص التفعيلة ( مفعولاتُ ) فيما يخص:
    1- كيف نوفق بين المنهجية وقصر زحافها في موقع معين على معولاتُ دون مفعولاتُ
    2- كيف نوفق بين المنهجية وتثقيل أحد اسبابها في موقع دون الآخر
    3- كيف نوفق بين بين المنهجية واعتبار الدوبيت من دائرة المشتبه مع عدم توافقه مع الدائرة
    4- كيف يمكننا نسبة بحر الطويل لدائرة المشتبه لأنه ينتسب للدوبيت والدوبيت من دائرة المشتبه

    وفي كل ذلك فإن رائدي هو التعلم والإفادة من التفاعل الفكري مع استاذي الفذ.
    حفظك ربي ورعاك.
    التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-05-2015 الساعة 12:32 AM

  2. #2
    {{د. ضياء الدين الجماس}} غير متواجد حالياً مُجاز في العروض الرقمي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    2,065
    مرشدنا الفاضل خشان خشان حفظه الله تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    لم نعرف منك أبداً إلا الصدق والموضوعية في حواراتك كلها مع الإخلاص المطلق لمنهج الخليل ولا أحد معه في مجال العروض ، ولا يلزمك هذا الرد المطول لتثبت موضوعيتك . فبارك الله بك وحفظك راعياً لمنهج الخليل وزاداً لنا من هذا البحر المتكامل.
    وسأجيبك على أسئلتك كلها في صفحة مستقلة لأنها تتعلق بالمنهجيات التي أراها تخرج عن موضوع وزن الدوبيت الذي تفضلت علينا بفتحه وأثريت الحوار فيه. فجزاك الله كل خير
    .
    وسأطرح هنا تاريخ بدء الدوبيت عند العرب ملخصاً عن ما ورد في كتاب الأستاذ عمر خلوف (البحر الدبيتي) :

    المثناة والدوبيت

    أورد الدكتور عمر خلوف في الصفحة 6 من كتابه المذكور نقلاً عن كلام الجوهري في الصحاح حديثاً شريفاً مختصراً ذكر منه : (من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل، ويرفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير) ، حيث قال (في تفسير المثناة): (قيل هي التي تسمى بالفارسية دوبيتي وهو الغناء) ، أورده هكذا للاستدلال به على أن هذا الوزن كان معروفاً في ذلك الوقت (393 هـ) على أنه وزن فارسي .
    والواقع أن الحديث الوارد كاملاً كما يلي:
    قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل، ويرفع الأشرار، ويوضع الأخيار، وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير، قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله، قيل له: فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون، وكفى به واعظاً لمن عقل.
    طبعاً أوردت الحديث لتصحيح مفهوم المثناة التي تم شرحها في الحديث ذاته لكي لا يفهم أن معناها الصحيح هو وزن الدوبيت كما ورد في مختار الصحاح، فمعاني الأحاديث الشريفة لا تؤخذ عن من يشار إليه بعبارة قيل...
    ثم أشار الدكتور عمر إلى الدوبيت العربي في الصفحة 8 بقوله : وأنه ظهر متزامناً مع ظهور الدوبيت الفارسي ،
    ونقل رباعيات عن الجنيد البغدادي 298 هـ
    .
    ورباعيات من أواخر القرن الثاني الهجري:
    ياساقياً (ساقٍ) خصني بما تهواه= لا تمزج أقداحي رعاك الله
    دعها صرفاً فإنني أمزجها= إذ أشربها بذكر من أهواه

    وفي ديوان الحلاج 309 هـ

    كم ينشرني الهوى وكم يطويني = يا مالك دنياي ومالك ديني
    يا من هو جنتي ويا روحي أنا= إن دام عليّ هجركم يعييني

    الخلاصة :
    هناك وزن دوبيت عربي وآخر فارسي (حسب الكتاب) ظهرا متزامنين . بحيث لم يرجح أيهما ظهر قبل الآخر بشكل واضح. ولكنني أرى أن تاريخ الجنيد قبل الجوهري بمئة عام تقريباً حسب الكتاب نفسه لصالح الدوبيت العربي ، بل نقل عن الإمام الشافعي أقدم دوبيت عربي 204 هـ (أي قبل 200 عام من ظهور الدوبيت الفارسي.)
    رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ =لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
    إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ = لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
    التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-07-2015 الساعة 09:37 PM
    واتقوا الله ويعلمكم الله
    والله بكل شيء عليم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط