أحن إليكِ بَاعدتِ المَزَارَا
فأرهقتُ الصَّحَاري والبِحَارَا
.
وكمْ فتَّشتُ فِي جُنحِ اللّيالي
وكمْ جُرّعتُ أحزاني مرَارَا
.
تُقاسِي مُهْجَتي غَضَبِي وَحُزنِي
وَأسْكبُ دَمْعَتِي ثَلجًا ونَارَا
.
لِمَاذا تَرحلين وأنتِ منّي
طيور الأرضٍ لمْ تَهجرْ صغارَا
.
أذوبُ وكمْ يعذبني اشتياقٌ
ويسكرنِي عبيركِ حيث ثَارَا
.
تَركتِ سنابلاً مِن غير نضجٍ
وكمْ مِن مَعوَلٍ فِي الزَرعِ دارَا
.
وأبحث عنكِ فِي كلّ الزوايا
لأجعل حضنكِ الغالي دثَارَا
.
مَزجتكِ بالدموع على جفوني
فثار الدمعُ فِي غضبٍ وجارَا
.
أحنُّ إليكِ فِي ليلٍ بهيمٍ
فَتَهْجر خَافقي شمسي نَهارَا
.
سأبكي كلّ عمري دفء حضنٍ
وأشكو لَهفتي سرّاً جِهَارَا
....
رنا العزام