اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
ه[color="black"]
السلام عليكم
أستاذنا الكريم د. ضياء الدين
أريد أن أكرر ما قلته في تعقيبي على موضوعكم هذا في ملتقى الواحة على أمل أن يشاركنا أستاذي الفاضل خشان في مناقشة ما أثرته من نقاط اختلاف في اعتراضي على ما تفضلتم به. فليت الأستاذ خشان يوضح لنا وجهة نظره.
وهذه هي وجهة نظري
أولا السؤال" هل يجوز استخدام الميزان العروضي في تقطيع القرآن ؟ "
يقول الأستاذ الدكتور ضياء: ( إنه يجوز) لعدم وجود نص شرعي يحرم ذلك ، ولوجود فتوى تبيح اقتباس (بعض) آيات القرآن وتضمينها في الشعر ، وهو ما يحتم تطبيق الميزان العروضي عليها. وفي رأيي أنه ينبغي إعادة صياغة السؤال . فالسؤال المطلوب ليس (يجوز أو لا يجوز؟) وإنما (يصلح أو لا يصلح ؟) وجوابي عن هذا السؤال : لا يصلح.
لماذا ؟
ﻷن الميزان العروضي يعتمد على الأسباب والأوتادبوصفها وحدات قياس لكفايتها في التقطيع العروضي لوزن الشعر. إذ ليس ثمة سوى الأسباب والأوتاد في نظم الشعر. والتقطيع العروضي لا يقيم اعتبارا لطول زمن التصويت في المقطع الصوتي .فالزمن لا يدخل في معايرة الأوتاد والأسباب وتمييزها عن بعضها في الميزان العروضي. بينما يعتمد إيقاع ترتيل القرآن بالدرجة الأولى على التفاوت الزمني في طول المقاطع الصوتية التي يستخدم لها وحدة قياس زمنية تسمى( الحركة ). و على سبيل المثال : يكفي توالي متحركين فساكن لتسمية المقطع الصوتي في العروض وتدا مجموعا،سواء أنتهى بحرف صامت او حرف صائت (مد ) .ومنشد الشعر حر في مدة لفظه للوتد المنتهي بحرف مد . لكن ، هل هذا المقطع العروضي الذي نسميه وتدا في العروض مماثل للمقطع الصوتي المحكوم حصرا بالقياس الزمني في إيقاع ترتيل القرآن الكريم؟ الجواب : لا. إذن فما يسمى وتدا وهو غير منضبط زمنيا في العروض .ليس هو المقطع الصوتي نفسه في إيقاع الترتيل.فكيف نسميه وتدا؟ ومن جهة ثانية ،فإن المقاطع الصوتية في القرآن تشتمل على تكرارات للحروف المتحركة والساكنة تخرج عن نظام بنية الأسباب والأوتاد.
خلاصة رأيي: لا يمكننا استعارة وحدات القياس العروضية لاستخدامها في وزن إيقاع الترتيل .حتى لو كانت المقاطع الصوتية في الترتيل مماثلة لها في عدد الحروف وترتيبها في المقطع الصوتي. فتسميتها " أسباب وأوتاد" التي اكتسبتها من نظام العروض باعتماده أساسا على ترتيب مواقعها في الوزن فضلا عن اعتماده على بنيتها الخالية من القيمة الزمنية وهو ما لا يصلح في وزن إيقاع ألقرآن الكريم . كل ذلك يجعلنا نرفص تطبيقها في وزن إيقاع الترتيل لعدم كفاءتها وعدم صلاحيتها.
أستاذنا الكريم د. ضياء الدين
أعتقد أن استخدام ما لا يصلح استخدامه ينافي الحكمة. وأدوات العروض لا تصلح لتقطيع كلام القرآن . فليس من الحكمة استخدامها .وأرجح أن يكون استخدامها محرما شرعا إن لم يكن مكروها. ﻹن الاستخدام غير الحكيم يماثل في رأيي العبث . ومن المؤكد أن العبث بكلام القرآن حرام. ولعل الحكم يكون مكروها في حال حسن النية .
صحيح ان العروض الرقمي يسمح بتمثيل كلام القرآن تمثيلا بصريا. ولكنني أرى هذا التمثيل يفتقر إلى الدقة بسبب عدم اعتنائه بأحكام المدود. فإهمال أحكام المدود يبخس الإيقاع القرآني حقه. كما أن الكلام في القرآن يشتمل على تكرارات للحروف المتحركة والساكنة تجعلها غير قابلة للانضواء تحت مسميات( الأسباب والأوتاد ). فالحرف المتحرك المفرد في القرآن ليس سببا مزاحفا. وهناك كلمات يتوالى فيها ساكنان متعاقبان . وهذه حالات لا تتبع تسميات الأسباب والأوتاد كونها عديمة الكفاءة لتمثيلها وغير صالحة لتمثيلها. فلماذا الإصرار على استخدام المصطلحات العروضية ؟ وهل يجوز قسر الإيقاع القرآني كي يتلاءم مع مصطلحات العروض؟!
[/color
]
شكرا لك أستاذتي الكريمة

أتابع حواراتكم هنا وفي الواحة وأعكف حاليا على كتابة تصور أتمنى أن يكون مفيدا.

بهذا الصدد أضع بين يديك هذين الموضوعين :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=84650#post84650

http://arood.com/vb/showpost.php?p=84634&postcount=

وأما بخصوص قوليك :


صحيح ان العروض الرقمي يسمح بتمثيل كلام القرآن تمثيلا بصريا. ولكنني أرى هذا التمثيل يفتقر إلى الدقة بسبب عدم اعتنائه بأحكام المدود. فإهمال أحكام المدود يبخس الإيقاع القرآني حقه.
إذا قلنا بفائدة الرقمي في تمثيل الكلام القرآني بصريا فعلينا التعبير عن إعجابنا بما قطعه فيه أستاذنا د. ضياء من شوط ولو قدم أهل الرقمي كل في مجال معين ما قدمه د. الجماس في هذا الموضوع لكان الرقمي قد خطا خطوات للأمام. هذا شيء والقول بأن جهده يمثل نهاية الطريق شيء آخر. فدائما كل مرحلة لها ما يتلوها. وحسب إنجاز أستاذنا في هذه الفترة القصيرة أن لا يؤخذ عليه إلا هذه الملاحظة. والمطلوب استكمالها لا إجهاض الجهد . ولتمثيل المدود فقد سبق وقدمت اقتراحا على الرابط :https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/tarteel
ويمكن اعتماده في الرسم بطريقة أو بأخرى، أو البحث عن طريقة سواه.

كما أن الكلام في القرآن يشتمل على تكرارات للحروف المتحركة والساكنة تجعلها غير قابلة للانضواء تحت مسميات( الأسباب والأوتاد ). فالحرف المتحرك المفرد في القرآن ليس سببا مزاحفا. وهناك كلمات يتوالى فيها ساكنان متعاقبان . وهذه حالات لا تتبع تسميات الأسباب والأوتاد كونها عديمة الكفاءة لتمثيلها وغير صالحة لتمثيلها. فلماذا الإصرار على استخدام المصطلحات العروضية ؟ وهل يجوز قسر الإيقاع القرآني كي يتلاءم مع مصطلحات العروض؟!
أنا أرى أن الكلام في العربية لا يخرج عن الأسباب والأوتاد كما قدمته في الأول من الرابطين أعلاه. ومن الطريف ما اضفته على تقديمي لموضوع ( الشعر والنثر أسباب وأوتاد ُ ) هذه الملاحظة :

علق الأستاذ عبده الزبيدي بأن فعل الأمر المكون من حرف واحد مثل ( قِ ) أو ( رَ ) إذا نطق [وحده] و [ غير مكرر ] ولا في [سياق سواه من الكلام] يعتبر رمزه 1 أصيلا لا سببا ولا جزءا من سبب أو من وتد. إن تعليقه هذا وصف دقيق لوحدانيته وتفرده وعدم تكرره وعدم دخوله في الإيقاع. وهو بالتالي تأكيد قوي لما ذهبت إليه لم يخطر ببالي فشكرا لأستاذي الزبيدي على هذه اللفتة .

حفظك ربي ورعاك.