نجد في الآيات الكريمة التي ذكرت كلمة كسفاً وفيها قراءتي سكون السين وفتحها أنها تصور بيانيًا في بعضها الانفعال النفسي الحركي للجدل القائم بين المدعوين للإيمان ( الكافرين) ونبيهم أو أنها تصور حدثاً كونياً حركياً كحركة الرياح أو ما بين أيدي الناس من حوادث واحتمال الخسف بهم... وهي أحدات حركية ترافقت بإيقاع حركي صوتي نلاحظ التعبير عنه بكثرة تتالي الحركات في هذه الآيات على شكل فواصل صوتية صغرى أو كبرى...مناسبة للتعبير البياني، أما آية الطور 44 فهي تصور مشهداً نفسياً هادئاً ساخراً للكفار يصور استهزاءهم لرؤية قطع الغيوم في السماء ( يقولوا سحاب مركوم) ولذلك خلت هذه الآية الكريمة من الفواصل فناسبت قراءة كسْفاً بسكون السين كيلا تتشكل بتحريكه فاصلة صوتية ، والله أعلم
باختصار ، إنَّ جميع الآيات التي وردت فيها قراءتي (كسْفًا و كِسَفَا)، فيها فواصل صوتية إلا التي وردت فيها قراءة (كسْفاً) بسكون السين لا نجد فيها فواصل,
مثال : في قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 48 الروم
من يقطع هذه الآية الكريمة صوتياً يلاحظ كثرة حركات الفواصل فيها يعطيها إيقاعاً يتناسب مع صورة وإيقاع حركة الرياح الفَعَّالة الشديدة التي تؤدي إلى تشكيل السحاب المتراكم قطعاً وهطول الأمطار منها... ولذلك فإنَّ تسكين سين كسفاً أو تحريكها لن يؤثر على إيقاع حركات النص الكثيرة.( ولذلك حسنت فيها القراءتان). وتسهل المقارنة في الشكلين البيانيين للقراءتين بالتسكين والفتح فنلاحظ بأن الهيئة العامة للشكلين البيانيين لا تختلف بشكل ملحوظ.
الشكل البياني للقراءة بفتح سين (كسَفاً)
الشكل البياني بتسكين سين (كسْفاً)
ملاحظة:
اشتهرت قراءة البصري بتخفيف الحركات ، ولكنه في هذه الآية الكريمة (الروم 48) قرأ (كسَفاً) بفتح السين لأن تصوير الحدث الحركي يتطلب كثرة حركات الكلمات ولذلك فالجمهور هنا مع البصري على تحريك سينها، ولم يسكنها إلا أو جعفر والشامي.
إنَّ دراسة النصوص القرآتية صوتياً سيؤسس لعلم جديد يكشف الإعجاز الصوتي في تناسق الحركات والسواكن مع الصورة البيانية البلاغية
وقد أشرت إلى لفتة مماثلة في قول إبراهيم عليه السلام (وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ) فتشديد الجيم والنون أدى إلى المد اللازم قبلها تعبيراً عن شدة وطول معاناته مع قومه عليه السلام.من خلال بحث معاني المدود في القرآن الكريم على الرابط http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=81780
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 06-13-2016 الساعة 10:06 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات