الحمد لله ، إذن ، أن بات من الممكن حسب رأي الأخ أزكري الحسين ، ونعم الرأي ، " تحويل الكلمات المكتوبة بخط قياسي إلى نسق يمكن الحاسوب من التعرف عليه واستعماله في معرفة وزن البيت وبحره " .
لكني لا أكاد أتفق مع أخي الحسين على أنها نفس الخطوات المتبعة في برنامج العروض ؛ لأن هذا البرنامج يلجئك إلى إدخال البيانات بالخط العروضي في حين نطمح إلى طرح هذا الخط جانبا ما دام بين أيدينا نظام يفهم الخط القياسي ويحوله من تلقاء نفسه إلى الخط العروضي الذي يشبه ال machine language التي يفهمها .
ما نريده ، وأرجو أن يكون ممكنا ، هو مثيل صنيع القاموس الذي تستخدمه في الانترنت أثناء تصفحك لنص أجنبي فإذا واجهتك كلمة لم تعرف معناها استعنت بالقاموس دون أن تترك النص الذي تطالعه . ونحو ذلك إذا كنت تقرأ قصيدة وواجهك بيت شككت في صحة وزنه فما عليك إلا أن تظلل هذا البيت وتستدعي له البرنامج الذي يتعرف على وزنه ويبين زحافاته وعلله وما هو مقبول من ذلك وما هو مستقبح .
وإذن فقد أضفنا إلى هذا الكسل الذي يشجع عليه الاستفادة من إمكانيات الحاسب الفائقة ، إمكانية برمجة النظام لطرح آراء نقدية في الاستخدام الوزني بمعرفته للحسن والصالح والقبيح من الزحافات ، وبذلك نكون قد وسعنا من إمكانيات هذا النظام لكي لا يقف كالأبله ويقول : هذه القصيدة من الرجز والسريع والكامل ، فيحتار المستخدم أيها يختار، ولكن ليقول إنها من الرجز وضرب من السريع على رأي المعري ، أو أن هذا الشطر من الكامل إلا أن الشاعر اضطر فيه إلى أقبح الزحافات !
هل تجاوزنا حدود المنطق بطموحنا إلى الوصول إلى مثل هذا النظام المتقدم ، أم أن ذلك ممكن فقط بالنظر إلى طموح البعض ممن يريد من الحاسب أن ينظم الشعر ، وهو ما أظنه ممكنا إذا كنا نكتفي منه بمنظومة كألفية ابن مالك في النحو ، أو قصيدة لا يفهمها أحد كأشعار الماغوط ومن لف لفه .