الأستاذ عبد الستار النعيمي :

1437/8/23 هـ
لقد حاول خصوم العروبة والإسلام أن يطمسوا كنوز لغتنا الثرية عبر كتابات المستشرقين وتجنيد بعض من رواد الأدب والشعر وعروضه لولا أن تصدّتْ لهم أصحاب الأيادي الوضيئة الحريصون على الاحتفاظ بلغتهم الجميلة وتراثهم الأصيل ؛فما أخبثهم وما أخبث عميلهم عميد الأدب –كما لقبوه- وهو يكذّب كتاب الله تعالى أصدق كتاب وأتم قول:
(ليس ما يمنع قريشا من تقبل هذه الإسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم كما قبلت روما قبل ذلك ولأسباب مشابهة أسطورة أخرى صنعها لها اليونان تثبت أن روما متصلة بإيناس بن بريام صاحب طروادة)
وهذا هو السياب يتجاوز مقامه الدنيء ويكفر بالله خالقه:
(فنحن جميعا أموات
أنا ومحمد والله
وهذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
عليها يكتب اسم محمد والله
على كسرة مبعثرة من الآجر والفخار)

أليس من واجبنا أن نتصدى لهم ونجردهم على حقيقتهم أمام أنظار شبابنا المؤمن ليكونوا عبرة لمن اعتبر؟
يقول طه حسين:
"فأنت ترى أن منهج ديكارت هذا ليس خصبا في العلم والفلسفة والأدب فحسب؛وإنما هوخصب في الأخلاق والحياة الاجتماعية"
طه حسين من أوائل المتأثرين من العرب بحضارة الغرب؛فسلك سلوك أدبائهم في الشك(أريد أن أصطنع في الأدب هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت) في كل ما حوله من أدب قديم متخذا مذهب ديكارت مسندا له وما أن رجع من أوربا حتى ألّف كتاب"الشعر الجاهلي"الذي أنكر فيه الشعر الجاهلي وموروث الأدب العربي غير حافل بسخط الساخط ولا مكترث بازورار المزور كما يقول وهو لا يعلم أن إعجاب الأديب ببحثه وبكتابته وإيمانه بهما إيمانا مطلقا لا يكسبانهما ذرة من الحقيقة .
أنا أتساءل هنا أليس على الأديب الذي ينكر تأريخ أمته وأدبه أن يتنحى عن الأدب وأن يحذف"عميد الأدب العربي" من قاموسه إذا كان هو القائل(فهم-أي جماعته-ينتهون إلى تغيير التأريخ العربي أو ما اتفق الناس على أنه تأريخ)
و(هم –أي اتباعه-لا يعرفون أن العرب ينقسمون إلى باقية وبائدة وعاربة ومستعربة ولا أن امرئ القيس وطرفة وابن كلثوم قالوا هذه المطولات)! وأيضا يقول(لا أشك في أن ما من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جدا لا يمثل شيئا ولا يدل على شيء ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة للشعر الجاهلي)؛فأين عميد الأدب من الشعراء المخضرمين الذين اعتنقوا الإسلام مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير وكعب بن مالك والنابغة الجعدي وعبدالله بن رواحة ومتمم بن نويرة ولبيد؛فهل هؤلاء الشعراء نبغوا جميعا عند إسلامهم فقالوا الشعر؛بل أين هلوسة طه حسين من القرآن الكريم حين يصف الشعراء بأنهم في كل واد يهيمون أم يريد طه حسين أن ينكر حتى التأريخ الإسلامي ؟!
لقد أكسى سربال "مرغليوث"جسد وكبد "عميدنا" طه حسين؛فلنرى من هو مرغليوث؛
هو دافيد صمويل مرغليوث،(1858م-1940) إنجليزى يهودى، من كبار المستشرقين، متعصب جدا ضد الإسلام، عين أستاذ للعربية في جامعة أكسفورد له كتب عن الإسلام والمسلمين، لم يكن مخلصاً فيها للعلم أبدا ؛مات سنة 1940م من مؤلفاته : "التطورات المبكرة في الإسلام"، و"محمد ومطلع الإسلام"، و"الجامعة الإسلامية" وغير ذلك؛وهو أول من أنكر على العرب أشعارهم في العصر الجاهلي في كتابه(أصول الشعر العربي)فبذلك يكون هذا اليهودي هو العرّاب لدكتورنا عميد الأدب العربي طه حسين الذي قاد حركة التغيير الأدبي في البلاد العربية ؛ولا شك أنه كان للإعلام الغربي والشرقي-المناهض للعرب-دورا بارزا في توصيله للعمادة لما طبلوا وزمروا لكل مستحدث يلغي حضارة وتراث أمتنا المجيدة
ولأنهم درسوا تأريخنا وعلموا حجم تأثير الشعر الجاهلي على أدب أجيالنا عبر التأريخ؛لذلك بدأت محاولاتهم -منذ القرون الماضية حتى اليوم-لطمس تراث الشعر العربي
فجنّدوا لعملهم هذا جل من يبرز على الساحة الأدبية فأسندوه ودعموه ماديا واجتماعيا وإعلاميا لكي ينفذ مآربهم على أتم وجه
وإذا تتبعنا هؤلاء النفر في تأريخهم الأسود نجدهم يلتقون في هذه النقاط:
آ-من البارزين على الساحة الأدبية
ب - من أصحاب الشهادات الجامعية أو الفخرية
من الذين سافروا إلى دول الغرب أو الشرق ؛وهناك احتضنتهم الأحزاب الماسونية أو الشيوعية فأصبحوا عملاء لها
ج-لا يكون نتاجهم الأدبي إلا حديثا أو خارجا عن المألوف الاجتماعي والديني واللغوي:
(لأنني أحبّك،يحدث شيء غير عادي
في تقاليد السماء،يصبح الملائكة أحرارا في ممارسة الحبّ،ويتزوج الله حبيبته)
هذا من الشعر الوقح الحديث لنزار قباني إن كان يسمى شعرا؛وقوله:

أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..
يصبح صهر الله ؟؟
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..

د - يدافعون عن مذهبهم الحداثي بكل قوة وإيمان غير آبهين للغير في مسيرتهم وكأنهم يتباهون بخلفيتهم الأجنبية؛فاقرأ بعض أقاويلهم عن نتاجاتهم(هذا نحو من البحث عن تأريخ الشعر العربي جديد؛لم يألفه الناس عندنا من قبل وأكاد أثق بأن فريقا سيلقونه ساخطين عليه؛وفريقا آخر سيزورّون عنه ازورارا. ولكني على سخط أولئك وازورار هؤلاء أريد أن أذيع هذا البحث)
فانظر للعبارة الأخيرة المتهكمة وعدم قبوليتها في الأدب إذ لو يعلم الأديب برفض المتلقي لما يكتب فلمن يكتب!

هـ - من ينتقدهم يكن في مصاف الجهلة حسب نظرتهم ؛ويوجهون أسماعهم نحو من يصفق لهم فقط ذلك ما يعزز لديهم القناعة بأنهم هم المنتصرون دائما ؛فاقرأ ما يكتبه بعضهم على صفحات نقد نتاجاتهم في العروض الرقمي:
(هناك طائفتان لا ينبغي أن نرد عليهما، ولا ندخل في حوار معهما؛الطائفة الأولى التي تزعم أننا نخرب اللغة وأننا عملاء لأعداء الأمة.والطائفة الثانية التي لا ترى من الرقمي إلا أنه شكل بلا مضمون.)
و-الدعاية والإعلان الكاذب أبرز نشاطهم؛وهو أسلوب الأحزاب الماسونية والشيوعية العالمية فهذا قول لهم يشهد له التأريخ بالتبجح بالكذب(اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)
وفي فضائيات عصرنا خير دليل؛حيث الإعلانات الكاذبة لتحقيق الباطل مقابل المال الحرام لأصحاب تلك الفضائيات.


إن الشعر أوالأدب العربي لسان أمتنا فلا نسمح بقطعه ونظل ننافح عنه وننافح أعدائه كي لا تولد أجيالنا خرسانا لا من طرش؛بل من فقدان ألسنتهم

يتبع--


******************

خشان خشان :

بارك الله فيك أستاذي لغيرتك على دين الأمة وفكرها وتراثها
ثم شكرا لك أستاذي على إتاحة الفرصة لي لأثبت لك أنني من رأيك، وأن ما تذكره هنا ملصقا إياه بالعروض الرقمي خطأ فادح وظلم جسيم ، ويعني أنك لم تقرأ رأيي في الموضوع. تماما كالرقمي الذي تتحدث عته ولا يمت بصلة لما نتعامل به كما أوضحت في ردودي السابقة
وهذا يجعلني أشكرك ثانية لأنك تتيح لي فرصة بطلان هذه التهمة أما القراء الذين لم يقرؤوا رأي الرقمي الذي نتعامل به.
ولكني حقا أشعر بالحرج الشخصي أمامك في إثبات بطلان كل ما تتفضل به. ولكن علي قول الحق.
وستجدني أول معترف بأي خطإ تثبته لي ولا أظن أحدا أخطأ في مسيرته العروضية بقدر أخطائي التي اعترفت بها وصححت موقفي وشكرت من يسدي إلى نقده فيها.
أقول في مشاركة في موضوع أستاذتي ربيحة الرفاعي :
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=54246
6- الحداثة فكريا
مهما بذل في ستر ما أعلنه الحداثيون من موقف ضد الإسلام تحديدا، ومن تجاوز على الذات الإلهية، ومن جعل ذلك إضافة إلى هتك محرمات أخرى للأمة أو قل في تغيير (المفهوم التأسيسي للأمة) فإنني لا أستطيع أن أمحو تأثير ذلك من نفسي. ولا الانفكاك من الظلال التي يلقيها اقتران قصيدة الشعر لديهم بذلك.

7- الأصابع الخارجية وارتباط تغيير الشكل والمضمون
إن ما ثبت من تمويل وكالة مخابرات أجنبية لمجلتي شعر وحوار من أجل التأسيس المفهومي لمعطيات جديدة منها ( قصيدة النثر) يحتاج إلى أحد ثلاثة كي ينسى
أ – حسن نية بدون حدود
ب- تناول جرع فكرية عالية من مثبطات الوعي على الذات العربية الإسلامية
جـ – غفلة وأنفي هذه ‘ن أستاذي الفاضلين
د - تسليم مسبق عن وعي بهذا المفهوم التأسيسي، وهو ما أنفيه عن أستاذي الفاضلين

والفكرة التي أراد المؤلف توصيلها للقراء من خلال ( المرايا المحدبة ) هي أن الحداثيين العرب والغربيين على السواء وقفوا أمام ( مرايا محدبة ) زادت من أحجامهم وضخمتها ، وحينما طالت وقفتهم أمام تلك المرايا صدقوا أن إنجازاتهم النقدية بهذا الحجم المتضخم على غير الحقيقة ، وأن هؤلاء الحداثيين حين نقلوا عن الحداثة الغربية بتلك الصورة كانوا يفتحون الطريق أمام التبعية للثقافة الغربية ، ويحاولون تكريس تلك التبعية ، واستنبات ثقافة تتناقض مع الخصوصية العقدية والحضارية في التربة العربية .
ويتطرق الدكتور عبد العزيز حمودة إلى أهم جزء في كتابه وهو تفاصيل ( المؤامرة ) الموثقة في ( 509 ) صفحات من القطع الكبير هي حجم كتاب ( من دفع أجرة العازف ؟ ) للباحثة البريطانية ( سورين سوندرز ) التي استقت وثائقها من ملفات أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية بعد الإفراج عن تلك الملفات بعد مضي المدة الزمنية المقررة ، وشملت الوثائق لقاءات مطولة مع المؤسسات والأشخاص المستهدفين ، ثم أجهزة التمويل أو ( الغطاء ) - في لغة المخابرات - الذي استخدم في ذلك ، وكشفت علاقة كل ذلك بالحداثة الغربية والحداثة العربية خاصة .

وفي مقدمة كتابها أوضحت أهداف تدخل أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية في الأنشطة الثقافية في المنطقة العربية وتمويل تلك الأنشطة ، وأهم هذه الأهداف الترويج للحداثة باعتبارها سلاحاً ضد الثقافات المحلية للشعوب ، وقالت بالنص ص ( 2 ) : ( لقد قامت مؤسسة التجسس الأمريكية دون أن يردعها أو يكتشفها أحد لأكثر من عشرين عاماً بإدارة واجهة ثقافية متطورة جيدة التمويل في الغرب ومن أجل الغرب باسم حرية التعبير بعد أن اعتبرت الحرب الباردة (معركة حول العقول ) جمعت المؤسسة ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقافية من الصحف والكتب والمؤتمرات وحلقات النقاش والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية والجوائز ) . إن كلمات ( توم برادن ) وهو من أبرز رجال المخابرات البريطانية الذين قادوا ( الحرب الثقافية ) الواردة بكتاب سوندرز تؤكد بما لا يترك مجالاً للشك أن عمليات الغواية لجذب المثقفين إلى المعسكر الغربي لم تكن بريئة كلية ؛ لكنها في الوقت نفسه تبرز مفارق جوهرية ؛ فالمخابرات من منطلق تشجيع ما يسمى بـ (حرية التعبير ) كانت تقوم أولاً بشراء حرية التعبير ، ثم تقوم بالتحكم فيها وتقييدها ، وتعلق سوندرز على ذلك بقولها : ( لم يكن سوق الأفكار بالحرية التي تظاهر بها ) وأخذت فروع رابطة ( حرية الثقافة ) وهي الواجهة المخابراتية للغزو الثقافي تنتشر في البلاد العربية ، إن سوندرز تؤكد من خلال الوثائق أن المخابرات الغربية شجعت عن طريق التمويل التيارات الحداثية في الفنون والآداب والنقد ، ولم تكن الحداثة الغربية بالبراءة التي تصورها البعض ، وإنما كانت الحلقة الأخيرة في سلسلة الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب المقهورة والتمهيد لسيطرة الثقافة الغربية ، والمفارقة التي تبرزها سوندرز أن أمريكا التي رفعت شعار ( حرية التعبير ) أو ( الحرية الثقافية ) واستخدمته سلاماً مبدئياً في حربها الباردة مع المعسكر الشرقي كانت في تلك السنوات المبكرة في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي على وجه التحديد تقهر حرية التعبير داخل الولايات المتحدة ، بل إن الذوق الأمريكي ممثلاً رسمياً في رئيس الجمهورية وبعض أعضاء مجلس الشيوخ كان يعتبر الفن الحداثي فناً هابطاً منحلاً ، وقد وصل الأمر إلى درجة اتهام أحد أعضاء الكونجرس للفنانين الحداثيين بالتجسس لحساب الاتحاد السوفييتي ؛ ولكن ذلك لم يمنع من تشجيع نشر الحداثة لضرب ثقافات الشعوب الأخرى . لقد بدأ النشاط الحداثي في العالم العربي مع مجلة ( حوار ) التي افتتحت في القاهرة في أوائل الستينيات وهي بتمويل كامل من المخابرات الغربية التي افتتحت عدداً من المجلات والدوريات المماثلة ، ومنها مجلة ( شعر ) في بيروت عام 1957م ولكن مجلة ( حوار ) أغلقت بعد ذلك بعد افتضاح أمرها ، وكان ظهور مجلة ( شعر ) مرتبطاً بعلاقة وثيقة بـ ( رابطة حرية الثقافة ) الواجهة الظاهرة للمخابرات الغربية ، وكان مؤسس المجلة ( يوسف الخال ) يدعو للاندماج التام في الثقافة الغربية .
******
أقول ردا على أستاذي إبراهيم الوافي في قوله :
http://arood.com/vb/showthread.php?t=5333
"وكل ذلك في محاولة جادة لتوليد جديد للشاعرية الموؤودة في تلك النظرية التربوية على يد شيخنا الخليل بن أحمد عفا الله عنا وعنه"..!

ما أظنك تعني هنا إلا الإمام أدونيس قدس الله سره فهو المولد الجديد للشاعرية الموؤودة

ونفع الأمة ببركته وشفعه في الخليل الذي وأد تلك الشاعرية. كيف لا ومن أقواله:
1- الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظاً رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة...والتمسك بهذه التقاليد موت والمتمسكون بها أموات....وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور... لكي يدفن أولاً هذه التقاليد، كمقدمة ضرورية لتحرره

2- من أقواله دعوته إلى الإلحاد: هذا غزال التاريخ يفتح أحشائي، نهر العبيد يهدر...لم يبق نبي إلاّ تصعلك...لم يبق إله... هاتوا فؤوسكم نحمل الله كشيخ يموت...نفتح للشمس طريقاً غير المآذن...للطفل كتاباً غير الملائكة... للحالم عيناً غير المدينة والكوفة هاتوا فؤوسكم

3- الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من الله ، وتنبع من هذا الخوف، الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت الله

4- في ختام كتاب " الثابت والمتحول " أقر أدونيس صراحة بتأييده وامتداحه "للرازي" الملحد جاحد النبوات، حيث يقول: لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما...وكان في ذلك متقدماً جداً على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر...أن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني...ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب، ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأول للمعرفة، وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحاً أمام العقل: فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية، إنها إذن خارج الماضي والحاضر: إنها المستقبل أبداً. لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية، ففي مجتمع تأسس على الدين، باسم الدين، كالمجتمع العربي، لابد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته

5. من أقواله الخبيثة تصريحه بأنه يكره جميع الناس و بأنه يكره الله تعالى:
يقول في أعماله الشعرية الكاملة: أكره الناس كلهم أكره الله و الحياة أي شيء يخافه من تخطاهم و مات

6. كما يساوي أدونيس بين الله تعالى و الشيطان و يشبه الله تعالى بالجدار:
حيث يقول في أعماله الشعرية الكاملة:
من أنت من تختار يا مهيار
أنى اتجهت الله أو هاوية الشيطان
هاوية تذهب أو هاوية تجيء
و العالم اختيار لا الله اختار و لا الشيطان
كلاهما جدار كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار

يا لروعة التوليد الجديد للشاعرية الموؤودة التي طرقت باب الشعر بنظرية فنية لا تربوية..؟ فسرت التأويلات الحلمية.أخيرا على يد الشيخ أدونيس الذي انجاب عن نظره الحجاب. مثالا على النظرية العروضية الجديدة المنبعثة التي تجاوزت تقصير الخليل بإيقاعيها الداخلي والخارجي .

أعرفتم كيف أن القصد كان تقبيح الجميل لدى الأمة في سياق هدم ثوابتها العقدية أولا وقبل كل شيء. وهم في ذاك منسجمون مع أنفسهم فيما يخص الخليل فإن من درس العروض الرقمي يستشعر معنى أن فكر الخليل في شموليته هو نتاج تحرير الإسلام للفكر العربي فكان هذا الاستهداف المزدوج .

شنشة نعرفها من أخزم.

*********
تحياتي لك أخي وأستاذي عبد الستار النعيمي. والله يرعاك.