في باب تخفيف الحركات
إسكان بارئْكم ويأمرْكم
اهتم الشاطبي بهذا الباب وأفرد له حيزاً في منظومته "حرز الأماني ووجه التهاني" حيث يقول:
وإسكان بارئكم ويأمركم له = ويأمرهم أيضاً وتأمرهم تلا
وينصركم أيضاً ويشكركم وكم = جليل عم الدوري مختلساً جلا
أي يسكن الهمزة في بارئكم في موضعيها في القرآن الكريم والراء في الكلمات الأخرى أينما وردت ، والتخفيف في مثل ذلك معهود في بني تميم وأسد وبعض قبائل نجد ، ومن ذلك يتبين لنا أن جمال الكلمة حسب هذه الرواية المتواترة أقوى من الموقع الإعرابي للكلمة والذي يمكن تبريره باتباع التخفيف الكلمي في الرواية المتواترة.
مثال 1
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 54 البقرة
قرأ البصري بارئْكم بسكون الهمزة في الموضعين لتخفيف عدد الحركات.
إلى بارئِكم //*/*///* بالتخفيف (إلى بارئْكم) = //*/*/*/*
عند بارئِكم /*//*///* بالتخفيف ( عند بارئْكم) = /*//*/*/*
مثال 2
في قول الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا... النساء 58)
(يأمُرُكُمْ /*///*) حسب الجمهور بضم الراء وهو فعل مضارع مرفوع، وبتخفيف ضمة الراء للبصري تصبح (يامرْكُمْ /*/*/*) (أبدل الهمزة الساكنة الفاً وأسكن حركة الراء)
احتج ابن جني وسيبويه واتهموا الراوي بعدم الضبط لكن الشاطبي وابن الجزري وكافة شيوخ القراءات المتواترة أثبتوها فالنحو يتبع القرآن وليس العكس، فالمحل الإعرابي محفوظ والسكون لتخفيف الحركات كما وردت الرواية المتواترة.
مثال 3
في قول الله تعالى
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1
يقرأ البصري ( وهْو) بسكون الهاء فما أثر ذلك؟
الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى /*/*//////* ست حركات متوالية
الْمُلْكُ وَهْوَ عَلَى /*/*//*///* ثلاث حركات متوالية فقط
نلاحظ استبدال 4 حركات متوالية بحركتين بينهما سبب.
فما أروع جمالية قراءة البصري بتخفيف الحركات
المفضلات