اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة

أستاذي الفاضل د. أحمد سالم.

لا زلت أنتظر تفسير موضوعع التدوير بين الكامل ومجزوئه والخفيف ومجزوئه

أنقل لك من رابط الموضوع في الفصيح تعليق أستاذي باديس

ربما أن أ/ باديس لا زال في المقدمة ولم ينتقل بعد لأي من موضوعات الكتاب

ولو ناقشته في المقدمة ولنقارن بين ولد الخليل وولدي كما يحب التمثيل لنعرف أيهما برأس واحد وأيهما بأربعة رؤوس

فقه العروض بني على أن أصل الإيقاع هو السبب الخفيف , ومن السبب الخفيف يتشكل الوتد المجموع والفاصلة المترددة . ومن السبب الخفيف أيضا تتشكل التفاعيل , (ولم يولد لدي أي تفاعيل مشوهة)

بينما الخليل بني عروضه على أربعة (السبب الخفيف والسبب الثقيل والوتد المجموع)

فأخرج له السبب الثقيل ابنا مشوها هو (فاعلاتك) وإلى اليوم هذا الولد المشوه لم يجد من يتبناه

وأخرج له الوتد المفروق ثلاثة من الأبناء أحدهم على الأقل ظاهر التشوه (مفعولات) أراد دمجه بين إخوته الصحاح فشوههم جميعا فلا نجده يقترب من أحدهم إلا وأصابه علة أو زحاف كالعلة

ثم إن هذا (الشبح على حد وصف الدكتور سليمان أبو سته) هذا الشبح المشوه المسمى بالوتد المفروق أدخله الخليل دائرة من دوائر التفريخ ليخرج لنا ثلاثة أبناء (المتئد والمنسرد والمطرد ) وهم ليسو إلا جثثا هامدة , منذ 1200 عام وتلاميذ الخليل يحاولون نفخ الروح فيها فقط حبا في الخليل لكن دون جدوى .

كما أخرجت لنا هذا الوتد المفروق ثلاثة بحور أخرى مبتورة الأطراف وتعيش على إحسان الشعراء (المضارع والمجتث والمقتضب)

والأبناء الثلاثة الأخرى إثنان منهما لديه إعاقة ويحتاج دائما للتجميل (السريع والمنسرح)
فالسريع : يحتاج للكشف والطي أو للكشف والخبل
والمنسرح : يحتاج للطي في موضعين

ومحبي الخليل على نوعين

أولهم المحب الأعمى ( على حد وصف الفلكلور وليس للتجريح ) وهو الذي لا يرى عيب محبوبه فيتعمد وصفه بموضع التشوه في شكله فيذمه من حيث أراد مدحه

والثاني المحب المتسامح : يعرف جيدا مميزات محبوبه فيحفظها له ويذكره بها حتى وإن كانت قليلة , ويتغاضى عن وصف عيوبه وإن كان يراها , لكنه يسعى لإصلاح تلك العيوب , ملتمسا العذر بأن كل البديات يشوبها الأخطاء , وأن الكمال المطلق غاية لا تدرك .

ثم لننظر للفرق بين القول بشق الوتد في مثال من الأمثلة وهو وزن الخفيف

إذا قلنا أن أصل هو فاعلاتن مفاعلن فاعلاتن

فإذا دخله الشق صار فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

هذا أسهل أم نقول أن أصله مستفع لن ويدخلها الخبن كما يدخلها الكف وأيضا يدخله الخبن والكف معا ونسميه (الشكل ) ثم نسير في دوامات الخلاف حول الكف وما يقال عن شواهده (والصراع مشهور يعلمه أهل العروض)

أيهما أسهل ( الخبن والكف والشكل) أو (الشق)

أما وصفي للوزن بـ (فاعلن فاعلن فعولن فعولن ) فهو لإظهار الانعكاس الموسيقي بتقطيع يفهمه المبديء , وحتى يدرك العلاقة بينه وبين الطويل حين نقسمه (فعولن فعولن فاعلن فاعلن علن)

وسأنتظر نقدا موضوعيا وأفضل أن يكون بقسوة كلما أمكن حتى يكون لدي حق الدفاع فلدي الكثير مما لا يمكن قوله بالمداهنة ,

وسيكون تركيزي دائما على نقد الفكرة لكن بكل قوة ولن أتعرض للتمثيل الشخصي

وسأبدأ بقول الدكتور سليمان أبو ستة في كتابه (في نظرية العروض) والذي اعتبر أن فيه ردا على الكثير مما جاء في أسئلتي فهو نفسه يقول صـ 42 تحت عنوان

حذف السبب الأخير وزيادته :

(ويبدو لي أن الوصول إلى قاعدة عامة تحكم حذف السبب أو زيادته يحتاج إلى مزيد من الاستقصاء لمعرفة الشروط الخاصة بالحذف والزيادة , لا سيما وأن هذه الظاهرة قد تكون محل اعتراض من البعض لمجرد أن بعض أمثلتها لم تلاحظ في الشعر القديم )

فإن كان لم يصل بعد لوضع قاعدة لحذف السبب الأخير وزيادته وأيضا حذف الوتد الأخير فأين هي الإجابات التي سأجدها ومعظم الأسئلة التي سألتها تتعلق بالحذف والزيادة ؟؟

وقد سألت عن امتناع قبض مفاعيلن في الهزج والتزام قبضها في الطويل ؟

فلم أجد في الكتابة إلا الرد بقاعدة تضم الرمل والهزج فيها ويستثني منها الطويل حيث يقول في صـ 40 عن التشكيل الثنائي :

ب . في العروض

(يلتزم السبب الأول البسط وبذلك يكون السبب الثاني حر الحركة

وليس إلا عروض الطويل ما يخالف هذه القاعدة , ففيه يلتزم السبب الأول القبض , ليتجمد هذا التشكيل عند صورة الوتد فلا يفارقها)

وأنا أضم للطويل الرجز التام فهو يخالف هذه القاعدة فإن مستفعلن الثالثة يدخلها الخبن كثيرا ولا يدخلها الطي إلا فيما ندر ؛

وإن كان الجواب أن الرجز يتمرد دائما على القواعد أقول أن مجزوء الرجز يتبع هذه القاعدة , فلماذا يتبعها مجزوء الرجز ويخالفها الرجز التام ؟!

ولو بحثنا في القصائد الثمانية على مجزوء الرجز التي وردت في إحصاء العلمي فلن نجد إلا قصيدة واحدة التي يدخلها خبن مستفعلن الثانية كثيرا وهي قصيدة عمر بن ربيعة (هاج فؤادي موقف)
حيث خبنت مستفعلن الثانية في كلا الشطرين 20 مرة من أصل 48 بنسبة 41.6%

بينما نجد لمطيع بن إياس قطعتين يكاد يلتزم فيهما طي مستفعلن الثانية عروضا وضربا :

ففي قطعته( أمسى مطيع كلفا) التزم طي العروض ثلاث مرات من أربعة والتزم الطي في الضرب أربع مرات من الأربعة , ولم يدخل الخبن على مستفعلن

وفي قطعته الثانية (يا رئم يا قاتلي) التزم طي العروض أربع مرات من خمسة , والتزم طي الضروب الخمسة , ولم يدخل الخبن أيا من العروض أو الضرب .

ومثله التزم دريد ابن الصمة في منهوك الرجز (كأنني رأس حضن) التزم طي الضروب سبعة من الثمانية ولم يدخلها الخبن

وقصيدة عمر بن ربيعة (هاج القريض الذكر ) دخل الخبن على العروض مرتين بينما ودخلها الطي مرتين ,

لكن الضروب لم يدخلها الخبن ودخلها الطي 12 مرة من 16 وجاءت سالمة 4 مرات

بينما لن نجد الطي في عروض الرجز التام إلا نادرا , وكذلك في المشطور

مع وجود ظاهرة سميتها الفصل اللفظي في العروض والضرب في مجزوء الرجز نعود إليها لاحقا

ولنا عودة لكتاب الدكتور سليمان أبو ستة , لننطلق منه إلى مختلف الظواهر العروضية وتفسيرها في ظل القواعد الثلاث في (فقه العروض)

دمتم أساتذتي الكرام في خير وسعادة