اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
القصد أستاذي هل من تمييز في الخفة والثقل بين ضربي البسيط في البيتين

هي الأمور كما شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته أزمان -- ينتهي العجز ب 2 2
ما كل ما يتمنى المرؤ يدركه .... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن -- ينتهي العجز ب 1 3

وهل لوجوب أن ينتهي الصدر ب 1 3 ( الأثقل ) علاقة بالموضوع ؟



فعِلن الخببية 1 3 = (2) 2 = 1 1 1 ه = سبب ثقيل 11 + سبب خفيف 1ه

حفظك الله.
الأصل في الضرب أن يماثل العروض موسيقيا وأن يتمتع بنفس الفاصلة الموسيقية ,

لكن القافية (كفاصلة صوتية) هي بالطبع أقوى وأكثر ظهورا للسمع من الفاصلة الموسيقية , ولحاجة الشعراء لتنويع القوافي , فقد استغنى الشعراء عن الإلتزام بالفاصلة الموسيقية (لضرورة القافية) والاكتفاء بالفاصلة الصوتية ؛ لذلك إذا جاءت العروض مصرعة لا يلتزم فيها الفصل الموسيقي وتأتي مماثلة للضرب وتتخلى عن الفصل الموسيقي ويعوض ذلك الفصل اللفظي (القافية في التصريع) ,

والأمثلة على ذلك كثيرة : فنجد عروض الطويل تتخلى عن القبض بل ويدخلها الحذف مع (الاعتماد)

ومثله البسيط يتخلى عن الخبن ويدخله (القطع باعتبار الأصل فاعلن)

ويدخل الكامل التام ( القطع ) كما يدخله الحذذ في الضرب والعروض صحيحة فإذا دخله التصريع يتم الحذذ في العروض والضرب , ثم يبقى الضرب أحذ وتعود العروض صحيحة في الأبيات غير المصرعة

ولكي نعرف حدود التغيير الذي يحدث في الضروب ( سواء بالنقص أو بالزيادة ) , يجب أولا أن نعرف حدود البحور ( وهو ما سنقدمه في تعريف البحر ) وحدود التكرار التثائي , وحدود الانعكاس الموسيقي , وحدود الفواصل الموسيقية ,

كما يجب علينا أن نتعرف على ( تخصيص التشكيلات والانتخاب من الأوزان ) وهي العملية التي قام بها الشعراء العرب على مدار قرون من الزمان لانتخاب أفضل الأوزان (موسيقيا) للنظم عليها , وإهمال الأقل جودة موسيقية حتى وإن توافرت فيه (قواعد البناء الموسيقي)

والسؤال المكمل لموضوع الاستغناء عن الفاصلة في الضرب لتنويع القوافي هو :

هل يوجد فرق في الجمال الموسيقي بين الضرب الذي يجمع بين الفاصلة الموسيقية والفاصلة اللصوتية (القافية) , وبين الضرب الذي يتخلى عن الفاصلة الموسيقية ويكتفي بالفاصلة الصوتية فقط ؟؟؟

الإجابة عن هذا السؤال إذا حصرناها بين (العروض فعلن) و (الضرب فع لن ) لن تكون الإجابة واضحة ومقنعة ؛

لماذا ؟؟

لأن العروض (فعلن) هي الأكثر كلفة ومشقة على الشاعر بين الأعاريض كلها , والتزام الضرب (فعلن ) هو أكثر مشقة من العروض لأن الضرب إلى جانب التزام الحركات الثلاث يتم فيه التزام حروف القافية , لذلك نجد الشعراء يتخففون من هذه المشقة باستخدام الضرب (فعلن) تقريبا بنفس القدر الذي يستخدمون فيه ( فع لن )

فنجدهم ينظمون على الضرب فعلن في البسيط ( 629) مرة مقابل (558) على الضرب (فع لن)

وعلى الضرب فعلن في الكامل الأحذ (33) مرة مقابل (110) على الضرب (فع لن)

وعلى الضرب فعلن في المنسرح ( 125) مرة مقابل (4) مرات على الضرب (فع لن)

في مجزوء الوافر على الضرب (فعلن) 35 مرة مقابل (صفر ) على الضرب (فع لن)

يتفاوت من وزن لآخر لكن في مجموع الأوزان بين الضرب (فعلن) والضرب (فع لن) ستكون النسبة قريبة من النصف

لكن النسبة ستختلف تماما في كل الأوزان ذات الأعاريض والأضرب التي تنتهي ب ( 3 ) أو (2) فسنجد الشعراء يكثرون النظم على الضرب الذي يماثل العروض والذي يجمع بين الفاصلة الموسيقية والفاصلة اللفظية ,

في الطويل على الضرب علن ( 3023) مرة وعلى الضرب المحذوف المعتمد ( 532) وهما ضربان يجتمع فيهما الفاصلة الموسيقية مع الفاصلة اللفظية , وذلك مقابل (570) على الضرب السالم (فع لن) (مفاعيلن) .... بنسبة 86 % إلى 14 %

في الرمل على الضرب فاعلن ( 106) مرة مقابل ( 8 + 3 ) على الضربين السالم والمقصور ..... بنسبة 90 % إلى 10 %

في المتقارب على الضرب (علن) (224) مرة مقابل ( 73 + 7) للضربين التام والمقصور ..... بنسبة 73 % إلى 27 %

في السريع فاعلن على الضرب فاعلن ( 69) مرة مقابل ( 18 + 12) على الضربين فاعلان و فع لن ..... بنسبة 70 % مقابل 30 %

بينما في الكامل التام فإن الضرب الصحيحة ( 440) مقابل (435) للمحذوف وذلك لأن الشاعر إذا أراد الالتزام بفاصلة في الضرب المقطوع يمكنه ذلك بالتزام الضرب على ( فعلاتن) , وهو بذلك يماثل نهاية الطويل المحذوف المعتدم , فإذا جاء الضرب على (مفعولن) فقد الفصل الموسيقي تماما


مما سبق يتضح أن الشاعر العربي (في الغالب) يحرص على الجمع بين الفصل الموسقي والفصل اللفظي في الضروب , مع التزامه التام للفصل الموسيقي في الأعاريض , لأن الفاصلة الموسيقية هي الركن الركين الذي يزيد موسيقى الأوزان جمالا

دمت سيدي الكريم في خير وسعادة