استعمالات أخرى لحرف (لو) :
هناك استعمالات أخرى لحرف (لو) ذكرها النحاة منها:
1- لو المصدرية
2- لو الوصلية
3- لو التمني والعرض والتحضيض
4- لو التقليل

وسأحاول إلقاء الضوء على ماورد منها في القرآن الكريم إن شاء الله تعالى
نسأل الله السداد وهو ولي التوفيق.

====================

(لو) المصدرية
قد تأتي لو بعد فعل قلبي بمعنى ودَّ أو رغب أو تمنى... ويتلوها فعل بحيث تأخذ معنى أنْ المصدرية فيصح تأويلها مع الجملة بعدها بمصدر يعرب بحسب موقعه من الجملة . مثال من القرآن الكريم:
(يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ -البقرة 96)
لو هنا بمعنى أنْ ، ويصح تأويلها مع ما بعدها (يعمر) بمصدر التعمير. ويصبح المعنى : يودّ أحدهم التعميرَ... ويكون محل المصدر المؤول هنا (التعميرَ) مفعولاً به. ومثل ذلك في قول الله تعالى (ودّوا لو تدهنُ فيدهنون- القلم9) أي ودوا إدهانك. ومحل (إدهانك) مفعول به أيضاً، وقد يكون المصدر المؤول في محل خبر مرفوع كما لو قلت : تمنياتي لو تنجحُ , إذ يصبح التأويل : تمنياتي نجاحُك...

واختلف النحاة فيما لو سبق (لو) فعل ودّ وتلاها الحرف الناسخ (أنَّ) فمنهم من اعتبرها مصدرية ومنهم من أبقاها أداة شرط غير جازمة. ومثالها:
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ - 30آل عمران)
قال الشيخ محي الدين الدرويش في كتابه إعراب القرآن :
(لو الواقعة بعد تود مصدرية، ولكن يشكل دخولها الحرف على مثله ، و(أنَّ) حرف مشبه بالفعل مصدري ، و(بينها) ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم لـ أنَّ ، (وبينه) عطف على الظرف,ويكون جواب لو محذوف... وخبر أنَّ محذوف تقديره ثابت، أو فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت . ويلاحظ أن المحذوفات كثرت فقد حذف مفعول تود وجواب لو وخبر أنَّ أو فعل الفاعل. ولذلك كان اعتبارها مصدرية أسهل...) انتهى
وفي حال إعراب لو مصدرية يكون محل المصدر المؤول من لو وما بعدها (التباعدَ) مفعول به منصوب لفعل تود ، أي تود النباعدَ. وتكون جملة أنَّ وما بعدها صلة لو لا محل لها من الإعراب.