ابن خميس والشعر العامي
http://www.alriyadh.com/1527487

بقلم فالح الشراخ :

عندما قال الشاعر والأديب عبدالله بن خميس عن الشعر العامينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأنه معقل من معاقل الفصحى حفظ ثروة لا يستهان بها من صميم مادتها كانت لولاه في عالم الفناء وانه المرجع الوحيد لحفظ لهجات القبائل المتوارثة خلفاً عن سلف إلى يومنا هذا) فهو يعني ما يقوله لأنه وجد في الشعر العامي ماهو امتداد للماضي اللغوي للعرب مع تغير حدث بسبب تعدد اللهجات إلا أن معظم المفردات وصياغة الجمل هي من فصيح العامي وعرب اليوم وخصوصاً القبائل هم أحفاد عرب الفصحى.

ولقد كان يوجد في العصر الجاهلي الذي يعد ذروة الفصحى تنوع في اللهجات وتباين في نطق المفردة تطور مع مرور الزمن وتوسع ديار العرب والإسلام ودخول شعوب من غير العرب الأصليين عليهم. لذا تغيرت لهجات القبائل العربية وأسلوب صياغة الجملة مع ثبات المعنى.

ولقد اعتمد الشيخ ابن خميس في كتبه المتعلقة بالمواقع الجغرافية على الشعر العامي أو ما يسميه شعر القبائل الأصيل كشاهد على مسمى الموقع وما جرى حوله من أحداث تاريخية او تغيرات اجتماعية ولم يعاب ذلك عليه إلا من قبل من قال عنهم أنصاف أو ارباع النقاد.

وفي سوق عكاظ حيث اقيمت ندوة عن الشيخ ابن خميس ناقش عدد من الشعراء والأدباء تأثير نشأة وبيئة ابن خميس على شعره وأدبه وكان ملف اجازة شعر العامية في التوثيق عن المواقع الجغرافية والأحداث التاريخية مثار نقاش حيث قال الدكتور عبدالله الحيدري: أن للأديب عبدالله بن خميس رأياً واضحاً في شعر العامية أو ما يسمى بالشعر العامي وذكر مقولته (أنا لا اطالب بإحياء هذا الشعر وباتباعه وسلوكه وبنظمه وبالسير فيه لكن أن اطالب بهدمه كما طالب به بعض من كتب فلا) وفي سياق الندوة قال الدكتور سعود اليوسف: ان شعر ابن خميس لم يبتعد عن القصيدة العمودية سعياً للحفاظ على بنية القصيدة العربية, كما انه سعى لجمع بعض القصائد العامية اعتقاداً منه انها تقترب من القصيدة الفصحى ومثال ذلك كتابه (راشد الخلاوي).

ومن اهتمامات الشاعر ابن خميس بالشعر العامي بحثه في مصدر القصيدة وقائلها من خلال برنامجه الإذاعي (من القائل) والذي وجد اهتماماً من المتلقين والباحثين في الأدب الشعبي. رحم الله الشيخ عبدالله بن خميس فقد كان عشقه لموطنه ومعالم بلاده دور في عشقه لما قيل عنها بالعامي والذي يعد شعراً ينفذ إلى القلوب بسلاسة كونه لغة التعبير والمشاعر.