1- الإجازة والتخرج - د. ضياء الدين الجماس

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم هذا الموضوع المختصر وهو مهم جداً لمتعلمي علم العروض لعلهم يجدون فيه إجابات عن بعض تساؤلاتهم حول كيفية كتابة التقطيع العروضي

الكتابةُ العَروضيَّةُ أو التقطيع العَروضيُّ

الكتابةُ العَروضية هي تسجيل رموز الحركات والسواكن بإشارات تسلسلية مناسبة وتوزيعها أو تقطيعها بـما يناسب التفعيلات حسب موازين البحور ، وتعتمد هذه الكتابة على المنطوق اللفظي للكلام ، وليس على ما يكتب من الكلمات ، فيقطع الكلام وفق موازينه التي نظم عليها من حركات وسواكن . ويجوز كتابة الكلمات مقطعة حسب التفعيلات ، وبحسب هذا التقطيع يمكن معرفة ميزان الشعر الذي نظم عليه إذا كان تقطيعه منسجماً وفق أحدها بشكل صحيح . وإذا لم يطابق أي ميزان فيكون مبتدعاً أو فيه خلل وعيب فيقال البيت مكسور .
وتتم المطابقة وفق تتابع الحروف المتحركة والساكنة ما بين البيت المنظوم والميزان الذي يقاس عليه . ولا عبرة في نمط الحركة بين الكسر والضم والفتح ( كلها تعتبر حركة) .
ولتسهيل عملية الوزن تكتب الكلمة كما نلفظها ثم نضع إشارة تدل على الحركة وليكن (/) تحت الحرف المتحرك الملفوظ ، وإشارة سكون وليكن (*) تحت الحرف الساكن . وتعتبر الحروف المديّة ساكنة، وتسمى هذه الإشارات بتتابعها الكتابة العَروضية التفعيلية.
مثال :
كَمْ = /* ، كَانَ = /*/ ، كَتَبَ = /// ، هذا = هاذا = /*/* ، صلةٌ =صلتن = ///* .
وفي عصرنا هذا بدأت تشيع مبادئ التقطيع الرقمي بالاستعاضة عن الإشارات بالأرقام:

الحركة / = 1 .
الساكن = (ه) أو نجمة للسهولة (*). ولا يوجد الساكن في الشعر بعد ساكن إلا في نهاية البيت في بعض البحور.
والسبب الخفيف حركة يتلوها السكون /* = 2 مثل: كَمْ أو لم.
والسبب الثقيل حركتان متتاليتان // = (2) = 1 1 = مثل : لِمَ .
والسبب الخببي الذي يتحرك سكونه أو تسكن حركته فيتأرجح بين الخفيف والثقيل ورمزه 2 مثل لَـمْ – لِـمَ .
والوتد حركتان يتلوهما سكون //* = 3 مثل شفا.
وأما الفاصلة الصغرى ///*، ثلاث حركات يليها السكون = 1 3 مثل : ذَهَبَتْ.
والفاصلة الكبرى ////*، أربع حركات يليها السكون= 1 1 3 مثل : وَذَهَبَتْ .

ملاحظات هامة في مبادئ الكتابة العَروضية :

1- أساس الكتابة العَروضية اعتماد المنطوق من الحروف في التسجيل وليس المكتوب منها.
2- يُعَدُّ التنوين نوناً في الحشو فمثلاً : رجُلٌ تكتب : رَجُلُنْ ///* = 1 3. وقد يكون التنوين عوض حرف علة محذوف مثل (قاضٍ تقرأ: قاضن /*/* 2 2 ). وفي القافية تقلب ألفاً أو واواً ممدودة أو ياء ممدودة حسب مجل إعرابها نصباً أو رفعاً إو جراً مثل : (سماءً = سماءا = //*/* 3 2) (سماءٌ = سماءو //*/* 3 2) (سماءٍ = سمائي //*/* 3 2).
3- تثبت الحروف المحذوفة كتابة ، مثلاً : كذلكْ = كذالكْ //*/*3 2 . لأن فيها ألفاً تلفظ .وتقرأ (داود)بواوين (داوود /*/** 2 2 ه).
4- تفكّ الحروف المشددة كحرف ساكن يليه متحرك ، مثلاً : مَـرَّ = مَرْرَ /*/ 2 1 . وإذا كان الحرف المشدد حرف الرّوي فتطلق حركته في القافية المطلقة وتقيد بحذف المتحرك في القافية المقيدة. فكلمة (شذَّ) تقرأ (شذْذا /*/* 2 2 ) في القافية المطلقة وتقرأ (شذْ /* 2 ) في القافية المقيدة.
5- تحذف الحروف التي لا تلفظ مثل ألِفُ مائة = مئة //* 3، والألف الفارقة مثل قالوا = قالو /*/* 2 2 ، والواو في عمْرو = عَمْرْ /** 2 ه ، وألف الوصل سواء في لام التعريف إذا سبقها حرف مثل : والقمر = ولْقمرْ /*//* 2 3، والضحى = وضْضُحى /*//* 2 3. أو الأفعال مثل : واستطاع تلفظ (وسْتَطاعَ /*//*/ 2 3 1) بينما تثبت ألف الوصل في بداية الكلام مثل : ألْقمرْ /*//* 2 3 – إستطاع /*//*/ 2 3 1 ).
6- تُمَدُّ حركة الحرف المتحرك في نهاية كل بيت بحيث ينتهي بساكن من جنس حركته . وأما نهاية الصدر فبحسب البحر يمكن مدها في المتقارب (فعولُ) والهزج (مفاعيلُ) ومجزوء الرّمَلُ والمجتث والمضارع (فاعلاتُ).
7- تشبع حركة هاء الضمير المتحركة بحرف من نوعها إذا وقعت بين متحركين مثل : وأَذْكُرُهُ لِكُلِّ.. = وأَذْكُرُهُو لكلْلِ = //*///*//*/ = 3 1 3 3 1 . وتُمَد حركة الهاء المكسورة في (هذه منازلنا) لأنها وقعت بين متحركين (هاذهي /*//* منازلنا //*///*..)، والواقع في اللغة العربية الواسعة يجوز قصر الحركة أو تسكينها حسب ضبط الوزن. وتوجد على ذلك شواهد قرآنية.
وأما إذا وقعت بين ساكن فمتحرك فيجوز الوجهان للشاعر حسب حاجته في الشعر إما الإشباع أو عدمه . والأفضل عدم الإشباع وخاصة إذا سبقتها الألف.
مثاله : فيـهِ رُطَبٌ ، فيجوز ( فيهي /*/* رطب أو فيهِ /*/ رطب).
وأما إذا تلاها ساكن فلا يسوغ إلا القصر مثل (له الملك) تقرأ ( لهلْمُلكُ //*/*/ 3 2 1).
8- وجوب إشباع حركة ميم الجمع المضمومة إذا وقعت بين متحركين في الضمير (هُمُ) بحرف متولد عنها (=هُمو//*) ( فإنْ همو ذهبت أخلاقهم..)
9- تسقط ألف الضمير أنا= أنَ= // (لا تلفظ الألف) في وصل الكلام شعراً فلا تعد في الوزن ، ويمكن إثباتها في الضرورات الشعرية فقط أنا = //*=3 .
10- الهمزة الممدودة مركبة من حرفين أولهما متحرك والثاني مد ساكن ، مثل: آدم = ءادَمْ /*/* 2 2 ، ملجآن = مَلْجَءَانْ /*//** 2 3 ه .
11- يمكن تحريك ياء المتكلم (الإضافة) بالفتحة أو إبقائها ساكنة (وهو أصلها) حسب حاجة الشاعر للوزن. فإذا جعلها ساكنة وكان بعدها ساكن تسقط لفظاً لالتقاء الساكنين. مثل : كتابي //*/* 3 2 ويمكن لفظها كتابيَ //*// 3 1 1 حسب حاجة الوزن. فإذا جاء بعدها ساكن مثل ألـ التعريف مثل (كتابي الأنيقُ) فتسقط الياء في التقطيع العروضي إذا قرئت ساكنة ( كتابِلْ أنيقُو //*/*//*/*) وتثبت في التقطيع إذا فتحت ( كتابيَلْ أنيقو //*//*//*/*).
12- لا يتجاور حرفان ساكنان في الشعر إلا في نهاية القافية. وأما في الحشو، فيتم التخلص من هذا التجاور إما بالتحريك أو الحذف .( وفي غير الشعر بمد حرف المد أكثر من زمن حركتين).
مثال التحريك : (قدْ استحىَ)، تلفظ بتحريك الدال: (قدِ استحى = قدِسْ تحى //*//*)
مثال الحذف : ( قالوا الصَّفا)، تلفظ بحذف الواو وهمزة الوصل : ( قالُصْ صَفا /*/*//*)
13 – يمكن تسكين هاء ضمير الغائب أو تحريكها قصراً بين متحركين ومثاله:
بابا حبي يسكنُ قلبي =يمسحُ لهْ أدران الكُرَب
وكأنَّهْ يشفي أوصابي = ودواؤهْ يبرئ لي سَغَبي
كما يمكن إشباع الحركة حسب حاجة الوزن وضبطه.
ودليل ذلك بعض قراءات القرآن مثل (ويتقِهْ فأولئك - ويتقِهِ فأولئك)
(نؤتِهْ منها – نؤتِهِ منها) (نولِّهْ ما – نولِّهِ ما)

ملاحظة:
مما تقدم نلاحظ أنه لا يمكن تقطيع البيت قبل ضبط تشيكل حروفه بنيويّاً وإعرابيّاً.