أأخي وستاذي الفاضل

رؤيتي للحوارات الجدلية في المنتديات التعليمية أنها بلا جدوى وتصدع رؤوس الطلاب وتبعدهم عن تلقي الحقائق العلمية الصافية.
كلامك صحيح عندما يتعلق الأمر بالعروض والشعر... لا تنس أننا في الرقمي نتعامل أساسا مع (علم العروض ) وأنقل لك من الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha

س1 - : لماذا العروض من حيث المبدأ إذا كانت لدى الشاعر موهبة وأذن موسيقية
جـ-1 – الشاعر في مثل هذه الحالة لا يحتاج العروض
س2 – إذا كان الشخص شاعرا أو غير شاعر وهمّه معرفة الوزن صحيحه من مكسوره ويتقن التفاعيل فما حاجته للرقمي
جـ2- لا يحتاج الرقمي

ليس في الخفيف توالي أربعة أسباب حسب الخليل

فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
= 2 3 2 2 (2 1) 2 2 3 2
=2 3 2 2 (3) 2 2 3 2
فأين توالي الأسباب الأربعة؟
حتى لو قطعناه على أساس الوتد المجموع فالوزن = 2 3 2 2 2 3 2 3 2
من قال ومتى أن هاهنا أربعة أسباب ؟


***
بدأنا في الرقمي انطلاقا من أن السبب 2 والوتد 3 هما ركناه .
وهذا ركن مكين في الرقمي. وهو مبني على أساس تعامل شمولية التفكير مع الوقع السمعي بحثا عن رياضية منهج الخليل.

كان هذا توفيقا من الله تعالى في أن تكون أولى خطوات الرقمي هي منتهى أمل علماء العروض في التعبير عن الوزن بدلالة مفردتين هما السبب والوتد المجموع مع عدم إهمال ما يترتب على الوتد المفروق من أحكام. أنقل لك من الرابط:


https://sites.google.com/site/alaroo...-maling-theory

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



وعندما وصلت إلى الخفيف والمنسرح كان لا بد من أخذ كان وزن الخفيف حسب الرقمي 2 3 2 2 2 3 2 3 2
لم يكن عندي شك أن كل رقم 3 هي عبارة عن وتد مجموع . ماذا عن الوتد المفروق تساءلت ؟
إذن لا بد من تضمين صفاته في هذا السياق التأسيسي. فاستعملت ]2[ للتعبير عن السبب الذي لا يزاحف.
وهنا بقيت نقطة أخرى وهي أنه لو عبرنا عن الوتد المفروق ب ( 2 1 ) فإن وزن الخفيف يصبح
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن = 2 3 2 2 (12) 2 وهذا يتضمن زحاف ( لن ) من ( مستفع لن ) وهو ما يصطدم مع قناعتي بأن ( لن) جزء من وتد مجموع، ولم أستسغ ما في الشواهد على ذلك وألفيتها وكأنها مفصلة عليه وغير مأخوذة من الشعر العربي . وكان هذا رأي د. أحمد مستجير ثم وجدت فصل الخطاب في مضمون التوأم الوتدي لدى د. مصطفى حركات الذي ذكر ما فحواه أن الشعر العربي يؤيد مضمونه. وذلك الموضوع مشروح في عدة مواقع وبإسهاب.
***


يقول جبران خليل جبران على السريع :
دومي على رأس الرقِيّ الذي......أوتيتِه وهو بعيد المنال
يقول البحتري على الخفيف
ذاك فضل أوتيته كنت من بيـ ْ ....(م) ...ـن البرايا به أحق وأولى
أوتيتهُ = 2 2 3 لفظها في وقع السمع واحد في كلا البيتين
1- تقطيع شطرها في بيت السريع : أوتيتِه وهو بعيد المنال = 2 2 3 2 1 3 2 3 ه
2- تقطيع شطرها في بيت الخفيف : ذاك فضل أوتيته كنت من بيـ = 2 3 2 2 2 3 2 3 2 3
الأذن لا تنكر الوقع التميز في الحالة (ب) ل 2 2 2 أي الأسباب الصوتية الثلاثة أو ما يسمى بالجرعة الخببية

والتناول على ذلك الأساس هو هيمنة لمنطق العروض الرقمي على سواه. والتخلي عنه - خاصة في تلك المرحلة - نسف لأساس الرقمي.

***
ولو زاجف مستفع لُ سيكون التقسيم الرقمي
فاعلاتن مستفع ل فاعلاتن
= 2 3 2 2 (3) 1 2 3 2
ولو زاحف الشاعر فاعلاتن بالخبن ستتشكل فاصلة كبرى
= 2 3 2 2 (3) 1 1 3 2
.
لم أجد أي توال للأسباب الأربعة فدلوني عليها؟
التقطيع على الأساس السمعي ( كما في الخبب ) 2 3 ( 2 2 2 11 2 ) 3 2
ما بين القوسين خببي في السمع. بغض النظر عن قواعد العروض الرسمية رقيما كان أو تفعيليا
فلنقرأ الشطر بعدم إشباع ضمة هاء ( أوتيته )
ذاك فضل أوتيته (و) كنت من بيـ = 2 3 2 2 2 3 2 3 2
ذاك فضل أوتيتهُ كنت من بيـ = 2 3 2 2 2 11 2 3 2 = 2 3 2 2 2 [ 1 3 3 ] 2
أرجو أن تردد الشطر الثني ( بدون إشباع ) ثلاثة مرات.
إن لم تلتقط أذنك هذا الإيقاع الخببي فستنبئك به عضلات فكيك.

حاول أن لا تسبع هاء أوتيته في السربع:

دومي على رأس الرقِيّ الذي......أوتيتِه وهْو بعيد المنال

ربما كانت أخف وطأة على السمع والفكين من نظيرتها فير الخفيف

وانظر إلى إدهاش الرقمي في جميل تكامل معطياته حيث نشأ هنا فيما بين القوسين [ 1 3 3 ] تخط لاستئثار بحري ( هـ ) الكامل والوافر بالتركيب 1 3 3 المتبوع برقمي زوجي.

وانظر إلى عجز البيت التالي على الدوبيت
2 2 1 3 3 3 2 1 3
فضلكمو صنوٌ له ما وُجدا .....أوتيته (دون إشباع ) كنت عنهم منفردا
( أوتيته كن = 2 2 1 3 ) هذه خببية أنى وجدت. ليتك تدرس التخاب يا أستاذي بعيدا عن ذهنية التفاعيل.
ولا يوجد هذا التركيب خارج الخبب الصرف إلا في الدوبيت وما ينجم عن كف مستفع لن غير المخبونة في الخفيف.
أنقل لك من التخاب

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jalt-4

التخاب 6- الرهق الخببي وهل أدركه العرب:

إن تحول 4 3 = 2 2 3 إلى 2 1 3 [1][19] تعطي إيقاعا خببيا كذلك الذي يعطيه الوزن الخببي 2(2) 2 ويدركها السمع كثلاثة أسباب. ورود أكثر من سببين قبل وتد ثابت ( فيما عدا المنسرح والخفيف) يؤدي إلى ثقل في وزن البحور التي تحوي الرقمين الزوجيين 2و 4 وعلى درجات مختلفة من الثقل أشدها حيث يكون هناك تناوب بين هذين الرقمين ( البسيط = 4 3 2 3 4 3 1 3 والطويل = 3 2 3 4 3 2 3 4 ) وأخفها حيث يرد الرقم 2 قبل الرقمين 4 أو بعدهما ( السريع = 4 3 4 3 2 3 والرمل = 2 3 4 3 4 3 ).
وقد وردت أمثلة على ذلك في الفقرة ) التخاب -3 ) على أحكام بعض مواضع مظنة الإيقاع الخببي في الحشو).

هل أدرك العرب ذلك ؟
أجل أدركوه دون أن يصنفوه على هذا النحو.

1- يقول د. كشك[1][20]:"ومن النادر البدء بطي هذا البحر [البسيط] أي بمستعلن[312] لأننا نكون قد قبلنا هذا التتالي 1ه 111ه 111ه =[31312] أي وحدتين من نوع الفاصلة الصغرى (3131)." وللقارئ أن يفهم من هذا أن طي مستفعلن إذا تبعتها فاعلن=32 غير مخبونة يكون أخف وطأةً على السمع.

2 - يقول أبو العلاء المعري[1][21] في شرحه لديوان المتنبي وهو من أنصاره عن بيته:

ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا .... وربّ قافيةٍ غاظت به ملكا

" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموقع " يقصد ( رب نجيعٍ):

رُبْ بَ نجي عن بسيْ =312 2 3 = 2 (2) 2 2 3 وعدد الأسباب قبل الوتد الثابت أربعة، بينما هو في قول د. كشك وكما في بيتي الأخطل[1][22] التاليين سبعة ( وهذا كثير في شعر الأخطل):

يتَّصلون بيربوع ورفدهمُ ... عند التفاخر مغمورٌ ومُحتَقَرُ
واتَّخِذوه عدوا إن شاهده .... وما تغيَّب من أخلاقه دعرُ

(يتَّصلو، واتَّخذو=312) هاهنا كؤودة في الوزن، ويزيد منها أن عد الأسباب قبل الوتد الثابت كبير ففي صدر البيت الأول: 2 1 3 1 3 2 2 3 1 3 =2(2)2 (2) 2 2 2 3 (2) 2.

إن المرء ليشعر بقفزة في الإيقاع لدى الانتقال من الإيقاع الخببي قبل الأوثق إلى الإيقاع البحري المتمثل في وتد ثابت، وادعو هذه القفزة بالقفزة الخببية وما يصاحبها من ثقل أدعوه الرهق الخببي وأوضح ما يكون ذلك في البحور ذات التناوب بين الرقمين الزوجيين ( 2و4 البسيط والطويل).

3- ويصف د. إبراهيم أنيس [1][23] مجيء (متْفَعِلُنْ) [2 1 3] في حشو البسيط بقوله عنه[1][24] :" هذا التغيير الشاذ الغريب الذي تنفر منه الأذن ولا تكاد تستسيغه" كما يصف مجيء مفاعيلن=223 على مفاعيلُ=123 في حشو الطويل بأن أهل العروض اعتبروها " قبيحة مرذولة".

ونحن لو دققنا النظر في الطويل الذي يحوي هذه الصورة 2 1 3 2 لوجدناها في الطويل جزءً من التركيب32312
فعولن مفاعيلُ فعولن مفاعيلن= 3 2 3 2 1 3 2 3 4 فكأنها في البسيط : مستعلن فاعلن =32312
وبسبب النظرة الجزئية للتفاعيل وإضفاء حرمة على حدودها الوهمية نراهم يفرقون بين الزحافين.

يقول الأستاذ محمود مصطفى [1][25] عن الطويل: "وكف مفاعيلن (123) قبيح عند الخليل، حسن عند الأخفش (ص 66) " وجاء فيه عن البسيط: " ويدخله الطي في السباعي وهو صالح". وبالنظرة الشاملة نعبر عن كلا الأمرين بالقول: إن 1 3 1 3 ثقيلة جدا في البسيط والطويل كما أن 2 1 3 2 3 ثقيلة:
****

وللمزيد من التوضيح
وقياسا على ما تفضلت به حول الخفيف ، فإنه وحسب عروض التفاعيل لا يوجد أربعة أسباب متجاورة في هذا الشطر من البسيط
مستفعلن فعِلنُ مستعلن فعِلن = 4 3 1 3 2 1 3 1 3 .
كلا وباري ء طول الهدُب السمُرِ = 4 3 1 3 2 1 3 1 3
وبعيدا عن العروض تأمل بسمعك تناسق الكفتين التاليتين :

.. كلا وباري ء طول الهدُب السمُرِ .....ما قل توقي نحوك من ذا السفر
4 3 1 3 2 1 3 1 3 ......4 3 2 2 1 3 2 1 3

( وهي من سائغ الموزون لا من الشعر لأن الأوثق في العجز قد تخطى حد منطقة الضرب ويقاس عليه الصدر)

فتفسير ذلك لمن يسيغ تنااسب الكفتين أن الوزن هو
4 3 (2) 2 2 (2) 2 (2) 2 .....4 3 2 2 (2) 2 2 (2) 2

الصدر = (جزء بحري 4 3 ) + (جزء خببي من سبعة أسباب)
العجز = = (جزء بحري 4 3 ) + (جزء خببي من سبعة أسباب)

الصدر في بيت البسيط السابق والذي لك حوله - حسب عروض التفاعيل - أن تتسائل عن الأربعة أسباب فيه هو ذات هذا الصدر من الموزون الذي يحوي سبعة أسباب حسب ما تدركه الأذن بعيدا عن أي تنظير.


****
أسهبت أنا ؟ نعم
فأنت عندي ذو مقام رفيع في الرقمي. وأجد فيما تفضلت به ما سبق لي وعانيته طويلا طويلا ولا أزال أعاني بعضه من سطوة تأثير ما ترسخه التفاعيل من قيود على الذهن وفرض لمصطلحاتها عليه. ولهذا أقول إن من يدرس الرقمي ابتداء دون سابق معرفة بالتفاعيل سيجد نفسه إذا درس التفاعيل بعد الرقمي فستكون له خادمة لا سيدة. ولهذا فالفرصة أمام هؤلاء مهيئة ليتجاوزوا مثلي في الرقمي إذ لن يعانوا مثلي ما عانيته من سطوة حدود التفاعيل ونمط التفكير الذي تمليه.

شكرا لتحفيزي على كتابة هذا الموضوع الذي يتناول ما قد يخطر في بال كثيرين ممن سبق وأتقنوا العروض التفعيلي.