أخي الدكتور عمر خلوف

وجودك ووجود أهل الفضل والأدب في هذا المنتدى ومنهم المشاركان الكريمان معك في هذا الموضوع نعمة كبيرة تعوض قلة مشاركي هذا المنتدى ومشاركاته.
فلا يعدم المرؤ منكم تعليما أو تقويما في حالي اتفاق وجهات النظر أو اختلافها.
وهذا الذي نبهتني إليه من خطأ قراءتي مثال على ذلك. فلك الشكر

لقد دهشت من نفسي عندما قرأت قولك :" ولستُ أدري كيفَ صَرَفَ الأستاذ حديثَه إلى (الزمان في الردف دون التقييد)، من قوله: (فالتقييدُ والردفُ لا زمان له) .
فمن الواضح أن التنوخي يقصد لزوم الردف والتقييد معاً للقافية في خامس السريع، فهما (لازِمان) لها.

حقا لقد قرأتُها ( لا زمانَ له ) على أساس اللام النافية للجنس، وقراءتك ( لازمانِ له – مثنى لازم) طبعا هي الصواب. وربما لم أكن لأقرأها هكذا لولا :
1- هوى النفس الذي يتحكم لا شعوريا في الشخص ، وهذا تفسير وليس تبريرا، إذ لو حملناه على أنه تبرير لكان أقبح من الذنب. أقول هذا والكلمة (لازمان) واضحة المعالم في الكتاب لا يفصل بين الألف والزاي فيها فاصل. ذلك أن عبارة ( لا زمانَ له ) مؤيدة لوجهة نظري، وربما لو اطلعت على النص في غير هذا السياق لقرأته كما هو صحيحا.
2- واستعانة نفسي لصالح هواها باستحضار عبارة ( والتقييد والردف لازم له ) باعتبار الضمير الهاء عائد إلى الردف، خاصة وأن معنى هذه العبارة صحيح. فلما توهمت أن الهاء عائدة في هذه العبارة على التقييد، كان ذلك مشجعا على استبعاد التثنية مما أدى إلى استطراد الخطأ.

على أنّ خطئي في هذه القراءة لا ينقض الموضوع ذلك أني وجدت في قراءتي الموهومة مؤيدا لما ذهبت إليه، واتضاح الخطأ في القراءة يبقى القضية دون هذا التأييد ولكنه لا ينفيها. إذ أقول :
" التقاء الساكنين لا يرد في النثر فلعله من باب أولى أن لا يرد في الشعر. وهنا محاولة لبحثه بربطه بمفهوم المتحرك والساكن وجهاز النطق عرضا لما أحس به واستفاضة يستدعيها السياق. وليس لي من أداة فيه إلا التأمل "

على أنني أخصص هنا ما افترضته مفروغا منه لاتضاحه من السياق في أصل المشاركة وأكثر ما تلاها من أن المقصود هنا بالساكن هو الحرف المصمت أي ليس أيا من حروف المد وليس أيا من حرفي اللين ( الياء أو الواو الساكنتين ).
صحيح أن الساكن والممدود لهما نفس الدلالة في الوزن وكثيرا ما تدل عليهما كلمة ساكن. ولكن الأمر – على عدم تأثيره في الوزن - يختلف في أغلب القافية من مصمت ساكن إلى ممدود وبينهما يقع حرفا اللين.
ولمزيد من التوضيح بدلالة الرقمي فإن
صاتْ = 2 ه
صمْتْ =2* ه
التقاصُّ = 2* 3 ه 1

فإن الساكن المستقل برمز السكون (ه) في كل من ( صاتْ و التقاصُّ ) يقع بعد مقطع ممدود أو مطلق الآخر 2ه أو 3 ه وليس هذا محور الحديث. ولو أنه جدير بالتفكير
وإنما محور الحديث هو التقاء حرفين صامتين ساكنين يشملهما الوزن 2*ه أو 3*ه
وهو ما يبقى قائما بعد استبعاد القراءة الخاطئة التي تفضلت بتصويبها.

كلي أمل بأن تستأنف أخي فضلك في إبداء وجهة نظرك على هذا الأساس.

والله يرعاك.