أخي الكريم لمفون

أشكر لك ثقتك

يقول أحمد شوقي في رثاء عمر المختار
رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ = يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ
يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ = توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ
ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ = بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ
والبيت الأول يختلف عن بقية الأبيات في أن صدره وعجزه ينتهي كل منهما ب (231) متفاعلْ
ولهما كذلك نفس القافية المنتهية بذات الروي ( الهمزة تتلوها ألف في اللفظ).

في حين أن بقية الأبيات ينتهي الصدر فيها ب 4 3 متفاعلن وينتهي العجز ب ( 231) أو( 222)

وموافقة آخر الصدر ( العروض) لآخر العجز ( الضرب ) في الكامل في 231 تسمى التصريع، وهو يغلب في المطلع، ولكنه ( التصريع ) يأتي أحيانا ونادرا في غير المطلع . وليكون تصريعا ينبغي أن يوافق العجز في الوزن والقافية بمل فيها الروي.

فلو أن البيتين جاءا كالتالي:

فيرى السماء عوالما تتلاقي ............ ويرى النجوم عجائب الورّاق
(تتلاقى) ما بعد القاف ألف وتحتها هنا نقطتان ولا وجه لذلك فهي إما ( تتلاقى) أو ( ويلاقي )
ولو جاء بفعل صحيح المعنى منتهٍ بياء لكان ثمة وجه لاعتبار ذلك من نادر التصريع في غير المطلع.
فإذا أبقى (تتلاقي بالياء) يكون التصريع واردا ولكن المعنى لا يستقيم

ويرى السحاب عرائسا تتهادى ......... ويرى الجبال قوائم الآفاق
وفي هذا البيت لو كان النص :
ويرى السحاب عرائس الأشواق ............ ويرى الجبال قوائم الآفاق
لكان ثمة وجه للقول إن هذا من نادر التصريع.
أما بنصه الأصلي فلا يأتي لا في المطلع ولا في سواه.

والتصريع في غير المطلع نادر، ولا أذكر أنه مر بي تصريع بيتين متتاليين لا يشملان المطلع.

ومختصر القول أن البيتين لا يجوز ورودهما بوضعهما الحالي في سياق الأبيات الأخرى.

أما البيت:
فيحن للأمد البعيد ويرتقى ......... درج الخيال الشامخ الأسماق

فلا غبار عليه.

والله يرعاك.