هتف النعي بما أثار شجوني =====فبكت على إثر الفقيد عيوني
ما كادت الحرب القذرة التي شنتها إسرائيل على لبنان تضع أوزارها ، حتى فجعنا بنبأ وفاة العالم الكبير الشهيد أحمد مستجير وذلك في أحد مستشفيات النمسا أمس . وأقول (الشهيد) ليس فقط لأن وفاته وقعت في بلاد الغربة ، ولكن لأن الفقيد كان آخر ضحايا هذه الحرب التي لا تزال تشنها إسرائيل على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع ، فقد ذكرت الأنباء أنه تعرض لنوبة قلبية إثر مشاهدته لمسلسل الرعب الذي يرتكبه العدو الصهيوني على الشعب العربي في لبنان وفلسطين فلم يحتمل قلبه بشاعة ما كان رآه على شاشة التلفاز من مجازر ترتكب بحق الإنسانية ولا يرى حوله من مغيث !
ولقد كان الفقيد عالما غزير المعرفة ، متعدد الجوانب في علمه الذي جمع فيه بين أشتات ندر أن نجدها اجتمعت عند أحد ، لذلك لا ندهش إذا رأيناه مستغرقا في بحوثه في الجينوم البشري ، ثم إذا بنا نجده يلتفت إلى دراسات عروضية مبتكرة توزعت كلها في كتب ومقالات ، ولا يكاد يفطن القارئ إلى أن صاحب هذه الدراسات هو بروفيسور قضى عمره استاذا وعميدا لكلية الزراعة .
رحم الله الفقيد ، وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أهله وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .