كنتُ على وشك أن افتح ملفّاً خاصاً فقط لطرح الأسئلة المتعلقة بالشِّعر الشعبي والنبطي. هذه الإضاءات الهامة في المقالة الأولى تحديداً ، أجابت على بعض أسئلتي العالقة.
الشعر الشعبي مع إمكانية تفتيت الوتد دون أن يُعتبر بالضرورة هذا كسراً في الوزن، إحدى نقاط الخلاف بينه وبين الشعر الفصيح. الشعر الشعبي هو الأكثر احتمالاً للغناء وعملية مايشبه التخبيب وتحويل الأوتاد إلى أسباب، تساعد أكثر على التنغيم والتلحين ربما. بل هو هنا أكثر من ذلك، لأنه بدأ من الشاعر ، من القصيدة وقبل التلحين . نلاحظ أننا نتحدث أكثر عن الشعر الشعبي المصري، ولكن الشعر النبطي كما لاحظت في تجربتي البسيطة جداً زمنياً ، بأن الأوزان التي فيها وتد كالرجز مثلاً تناسب سِماته اللفظية تماماً.
لم أجد في سياق دروس النبطي جوازاً مسموحاً لـ 4 3 غير 3 3 مع إمكانية إضافة جزء من هذا الوزن مثل 2 في عجز البيت . أما موضوع التخاب ، فلم يُذكر على الاطلاق ، حتى افترضتُ بأنه غير وارد في الشعر النبطي . بيد أنني وقعت في حيرة عندما قرأت قصيدة من بحر الرجز في النبطي فيها تخاب في عجز الأبيات .



احترت اعبر عن شعوري من غلاك
واحتارت ابيات"ن" في حقك قليله
كيف الحكي يقدر يوصل مستواك
ياللي غلاك الكون عيا يشيله

سبحان من ابدع وصوفك وسواك
من عزني في قلب مابه مثيله
لك حق تتغلى وتتباهى بمحياك
يللي معك تقصر دروب"ن" طويله

خذت بإيدي واسكنتني وسط دنياك
علمتني اصبر وروحي عليله
من عاذلين ودهم لي بفرقاك
بس ما فإيدهم يالغلا اي حيله

منوة حياتي اقضي العمر وياك
تبقى حبيبي وروح قلبي وخليله
واكون لك قلب"ن" يدور على رضاك
في صبح وقته وفنهاره وليله


احترت اعبر عن شعوري من غلاك
اح تر تَعَبْ بر عن شعو ري من غلا كْ
2 2 3 2 2 3 2 2 3 ه


واحتارت ابيات"ن" في حقَّك قليله
وحْ تا رتَبْ يا تن فحق قك قي لي له
2 2 3 2 2 3 2 2 2 2

كيف الحكي يقدر يوصِّل مستواك
كي فِل حَكي يق در يِوَصْ صَل مس توا ك
2 2 3 2 2 3 2 2 3 ه


ياللي غلاك الكون عِيَّا يشيله
يل لي غلا كِلْ كو نِعي يا يي شي لا
2 2 3 2 2 3 2 2 2 2


المقالة الثانية أهميتها تكمن في الاطلاع التاريخي على الشعراء الشعبيين وفنونهم وإمكانية الشعراء المحدثين أن يستلهموا من تجاربهم كما فعل بيرم التونسي. مربعات ابن عروس وغيرها، تُذكِّرني بما يسمّى " شعر الومضة" الحديث والفصيح نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي