أستاذي خشان
أخوتي رواد هذا الموقع
هذه قصيدة كتبتها إلى واحدٍ من أعز أصدقائي ذهب في إجازة وانقطعت أخباره عني حتى خشيت أن يكون قد ألم به مكروه ودون أن أتبين سبب غيابه رأيتني أرسل له هذه الكلمات بدأتها بعتاب لطيف ثم عرفت لصديقي فيها حقه فقلت له في هذه القصيدة التي سميتها :
ثالث المستحيلات

سألت نفسيَ والأشواق تنهشني = أن يا خليليَ هل ما زلت تذكرني
هل بعد عينك عن عيني أرّقك = كما دموع صبا عينيَّ تحرقني
أم هل زروعٌ بلا ماءٍ لها أملٌ = كذا الصداقة لا تحيا بلا ثمنِ
حقّ الصداقة أن تعطي بلا ثمنٍ = ووصل صحبكَ في سرٍّ وفي علنِ
عابوا زماناً به الأصحاب قد ندروا = فلا تكن لهمُ عوناً على الزمنِ
إن كنت في طلبي ألفيتني شخصاً = أو كنت في حرجٍ فكّر ستدركني
هيّا فكن شبهي ولا تكن مَثَلي = للصحب إن نفروا عن حوض مؤتمنِ
محمدٌ عاشت الأصحاب قاطبةً = لأجل عينيكَ يا خلّي ويا سكني
يا ثالث المستحيل في فم الأزلِ = غولٌ وعنقاء قد كانت من الفتنِ
اليوم أضحت أساطير الزمان سدىً = من حيث كنت وفيك قيل لم يكنِ
حسبي من الفخر أن أُدعى صديقكمُ = لأنهم نسبوا وصفي لمُقترَني
إن حرت في رجلٍ أن كيف شيمتهُ = فانظر لصاحبهِ تسلم من الغَبَنِ
يا مالك الملك بارك في محبّتنا = فلا يرى بيننا نزغٌ لذي شطنِ

ولمن غاب عنه فقد سمّت العرب المستحيلات الثلاث على أنها الغول والعنقاء ( طائر أسطوري ضخم ) والخلّ الوفي ولذلك نسمعهم يقولون مثلاً ( هذا أمرٌ من رابع المستحيلات) إذ هذه هي الثلاث الأولى.
وقد يتساءل الأخوة والأخوات لماذا يقوم سائل علم بطرح قصائده في هذا الموقع فهذا معرض للعروض وليس معرضاً للشعر؟! والجواب على هذا من وجوه:
أولاً: هذه القصيدة وغيرها من القصائد التي أطرحها هي موضوع نقاش عروضي للتصحيح وإبداء الرأي ( كما فعل الأستاذ مشكورا في القصيدة السابقة )
ثانياً: قصائدي هذه هي ثمرة قطفتها من الرقمي إذ بدونه لم يكن بإمكاني أن أفهم التفعيلات أو أن أكتب الشعرفكان من المناسب أن أعرض هذه الثمار ليتبين القراء النتائج السريعة التي يمكن قطفها من هذا العلم وذلك من دون سابق علمٍ يذكر , فعلى سبيل المثال قصيدتي هذه - ثالث المستحيلات - أستطيع أن أجزم أنها وقعت في نفس صاحبي موقعا أبلغ بكثير من أن أقول له مثلاً (أين أنت قلقت عليك لأني أهتم لأمرك ) فانظر كيف يقدم لك الرقمي هذه الأجنحة الجديدة أو هذه اللغة الموصلة والمحبوبة بكل سهولة ويسر.
ثالثاً: مع أنني أدرك تماما أن الرقمي يتجاوز الشعر بمراحل – الأمر الذي أبصم عليه بالعشرة – إلا أنني ما زلت أرى أن الشعر هوأم العروض وأرى أنني في هذه المرحلة من طفولتي العروضية ما زلت بحاجة إلى حضن هذه الأم وإلى حليبها أرضع منه حتى يشتد عودي لأتناول مواضيعه الأخرى.
وفي انتظار مشاركاتكم دمتم سالمين.