التدوير في الشعر والقصة الشاعرة
التدوير في الشعر والقصة الشاعرة
1- التدوير في توازن مصراعي البيت الشعري العمودي
يمتاز الشعر العمودي بوجود مصراعين لكل بيت ويحتوي كل مصراع على أوزان محددة حسب البحر. ويجب المحافظة على هذه الأوزان كما وردت في علم العروض ( مع إمكانية استعمال جوازات التفعيلات) ، ولا يعتمد الشطر على عدد كلمات محددة في كل شطر بل قد يختلف عدد الكلمات بين الشطرين في البيت الواحد ولكن تبقى الأوزان ثابتة .
وقد يزيد عدد حروف الكلمة المطلوبة لتفعيلة عروض الشعر عن حاجتها فيدور باقي الكلمة إلى ميزان التفعيلة الأولى من الشطر الثاني على أن يقبل وزنها الباقي من هذه الكلمة.
فالتدوير هو اشتراك عروض الشطر الأول والتفعيلة الأولى من الشطر الثاني بكلمة واحدة مشتركة رابطة بين الشطرين. فالمسألة في التدوير هدفها المحافظة على أوزان التفعيلات في الشطرين والمعنى الذي يريده الشاعر في الوقت نفسه.
وفي كتابة الشطرين يكتب كل جزء من الكلمة مع ما يتناسب منها من وزن الشطر بشكل صحيح . وليست المسألة شكلية بل ضرورية لضبط الأوزان كتابة -دون انقطاع- في كل شطر .
مثال : لأبي العلاء المعري على وزن الخفيف : فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ الـ ... أرضِ إلاّ منْ هذهِ الأجسادِ
/*//*/*//*//*///*/* ..... /*//*/*/*/*//*/*/*/*
2 3 2 3 3 1 3 2 ..... 2 3 2 2 2 3 2 2 2
فنلاحظ أن كلمة الـ أرض المشتركة بين الشطرين وزعت بين نهاية عروض الشطر الأول ( احتاج وزنها إلى سبب) وترك الباقي منها محققاً جزءاً من التفعيلة الأولى في الشطر الثاني.
وكما لا حظنا في الكتابة أن (الـ) ألحقت بالشطر الأول لحاجته لها لاستكمال الوزن المناسب للشطر . ولا يجوز كتابتها مع الشطر الثاني لأن ذلك يخل بميزان الشطرين ( لاتوزع الكلمة المدورة بين الشطرين بالتساوي بل بما يحتاجه الوزن من كل شطر).
لا يجوز كتابة البيت السابق :
خفِّفِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ ... الأرضِ إلاّ منْ هذهِ الأجسادِ
2- التدوير في الشعر الحر:
يعتمد الشعر الحر على كتابة السطر بدل الشطر، وقد ينتهي المعنى المطلوب في السطر مع نهاية كلمة استغرقت جزءاً من التفعيلة ، فيتمم الشاعر التفعيلة في بداية السطر التالي ويتابع .ولذلك تختلف كتابة تدوير الشعر العمودي (شطر الكلمة بين شطري البيت) ، عن كتابة تدوير الشعر الحر الذي يحافظ على الكلمات في السطر الواحد وإذا احتاج للتدوير فإنه يدور التفعيلة الأخيرة إلى السطر التالي.
فالتدوير في الشعر العمودي في الكلمات بين الشطرين بما يحقق ثبات الأوزان. بينما التدوير في الشعر الحر يكون للتفعيلات بما يحقق موسيقى المعنى في كل سطر.
3- التدوير في القصة الشاعرة :
تعتمد القصة الشاعرة على الأسلوب السردي القصصي واعتماد وزن تفعيلي معين ولذلك تحتاج إلى التدويرين التفعيلي ( لا وجوب للساكن بل تتابع الحركة مع تتابع السطور) والتدوير السردي القصصي ( بحيث يكون السرد وكأنه في سطر واحد) فلا انقطاع في السرد بين السطور. ومن خصائص القصة الشاعرة استغلال علامات الترقيم في الإشارة للمعاني.
نماذج جمالية من تمثيل بعض البحور المهمة
مقارنة مجزوء البسيط مع خببه