أخي وأستاذي الكريم مؤمن عبد الله
أتمنى لك التوفيق في مشوارك. وسرني قرنك الوعد بالتنفيذ
أراني متفقا معك في كل ما تفضلت به.
ومن ذلك أن الأرقام وسيلة مناسبة لشرح الشمولية، ولكن هذا الوصف – على صحته - يبدو في هذا السياق وكأنه لا يصور مدى مناسبة الأرقام للشمولية ككل. ولعل هذا ما قصده أخي وأستاذي يعرب عمران.
وهنا أود أن أشير إلى ما يلي :
1- كان للأرقام دور كبير في تبصيري بشمولية الرقمي.
2- الشمولية ككل خارج إطار العروض وعلاقتها بالأرقام في العلوم الأخرى تبدو أكثر وضوحا، وحسبك أن نظرية النسبية ما كانت لتكون بدون الرياضيات.
3- أحد تطبيقات الرقمي وهو الربط بين الإيقاعين السمعي والبصري لا يتم بدون الأرقام.
[IMG]http://sites.google.com/site/aroodwasseem/[/URL]
[URL]http://alarood.googlepages.com/Kamil-flower.GIF[/IMG]
4- على بساطة البعد الرياضي في العروض فإن صعوبة التوصيف بأي شيء غير الأرقام تزداد صعوبة كلما تعقد الأمر، وأرجو أن تطلع على هرم الأوزان
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/haram
وهو خطوة متقدمة في الرقمي لترى أن صعوبة استخدام رموز غير الأرقام تتصاعد أسّيّا. ويكاد يتعذر التعبير عنه بغير الأرقام.
5- وبعيدا عن العروض، وانسجاما مع الشمولية ، وبرحابة الكون أطرح ما يلي : أيهما الأصيل: اللغة أم الرياضيات ؟
يتفق البشر جميعا أن 2 + 4 = 6
هل يتفقون تماما على أي حقيقة اتفاقهم على هذه ؟
الجواب كلا باستثناء اتفاق الفطرة البشرية السليمة على وجود الخالق سبحانه وتعالى.
هل بين الحقيقتين وشيجة ؟
أجل بكل تأكيد.
تختلف اللغات ومدلولات الكلام فيها باختلاف البشر، وتختلف ظلال الكلمة في نفس اللغة من شخص لآخر، بل يختلف ذلك في استعمال الشخص ذاته من سياق لآخر.
البشر يتواضعون على لغاتهم ولهذا يختلف تواضعهم، ولكن الرياضيات حقيقة ولهذا اتفقوا عليها.لأنهم اكتشفوها ولم يصنعوها. الحقيقة الحق الحقيقة الحق
ردد هذه الكلمات بم توحي لك ؟
ينمو الطفل فتنمو معه لغته، ترتقي البشرية فترتقي معها لغتها، وترتقي في فهمها للرياضيات فتتسع مساحة المعارف التي تغطيها الرياضيات، وكلما ارتقت أكثر ازدادت هذه المساحة. وليس لهذا من حد فلو عاش الإنسان على الأرض إلى ما شاء الله فسيواصل فهمه للرياضيات ازديادا وتزداد مع ذلك المساحة التي تعبر عنها الرياضيات.
ولو وهب الله أحدا من الارتقاء على هذا الصعيد حدا كبيرا فسيرى أن الرياضيات تعبر عن الكثير بقدر ما وهبه الله من علم وبصيرة.
الحقيقة شاملة مجردة ومظاهرها تجسيد لها تبدو مقسمة.
والنفاذ من المظاهر التجسيدية المجزأة إلى الحقيقة المجردة الشاملة يتطلب علما وفكرا وبصيرة.
هذا موضوع طويل لا يتسع المجال هنا لأكثر من الإيماء إليه، وبقدر الاقتراب من الحقيقة وتمثيلها يزداد التجريد وتلعب الرياضيات دورا أكبر.
معلومات البشرية الأولى متواضعة تسعها الكلمات، وكلما ارتقت البشرية وازدادت المعلومات وازداد التفاعل معها زادت أهمية الرياضيات في التوصيف.
فبناء بيت متواضع لم يكن يحتاج مخططات ولا قياسات، وكلما ارتقى البيت ازدادت أهمية الرياضيات في توصيفه، العربة التي تجرها الخيول يمكن تفصيلها بناء على توصيف لغوي، فحاجتها للتوصيف الرياضي أقل من حاجة الطائرة.
لكأنما كل شيء مخلوق تجسيد لبرنامج رياضي، وكذلك علائق الأشياء.
عودة كمثال إلى العروض
يا صاحبي الذين اليوم قد أخذا
أ- مستفعلن فاعلن مسافعلن فعِلن
ب- س س و س و س س و (س) س
جـ- 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3
أليست كل من أ ، ب ، جـ خطوات صاعدة على سلم التجريد ؟
لعل قمة ذلك في الرقمي أن الرقم 1 لا يرد أصيلا أبدا فهو إما مفارق ساكنه من سبب خفيف زوحف أو مرافق زوجه في سبب خببي ثقيل. الإيقاع صنو التكرار. لكأن الرقم 1 بدلالته على الخالق عز وجل تنزه عن التكرار.
القصد أن العلاقة بين الرياضيات والشمولية أعمق مما تبدو للكثيرين.
يرعاك الله.
المفضلات