الخليل أكبر من العروض والشعر والأدب.
ليس هذا الموضوع خاصا بالعروض بل هو استشهاد به في تناول البعد الفكري الفذ للخليل وامتداد تأثيره في النظر إلى كافة الشؤون.
فمن كان همه مجرد الوزن وضبطه فليس هذا الموضوع مما يلزمه فلا يضيع وقته فيه.
قد يقول قائل إنك تصنع خليلا جديدا آخر غير الفراهيدي. ربما نعم وربما لا.
فإن صح القول بأن ثمة خليلا جديدا فهو قد انبثق من منهج الخليل الأول الأصيل. وهكذا يعود الفضل في كل حال إلى الأصيل.
السبب المباشر لبدايتي في الرقمي كان خلطي بين شطر من الكامل في سياق البسيط.
فبدأت به ساعيا إلى إثبات صلاحية الأرقام لمجرد التعبير عن شكل رقمي للوزن بمضمون التفاعيل بشكل يرفع اللبس ويشخص ما وقعت فيه.
وها أنا الآن أصل من خلال مصاحبتي للخليل خلال عقدين ونيف إلى أن نتاجه رسالة تمثل نبراسا للبشرية لتبوٌّء ما يليق بها وأنه بفكره وضوابطه
المنهجية يمثل أجلى وأبهى تجسيد لتفاعل العقل العربي مع رسالة الإسلام وضوابطها الفكرية والمنهجية.
يقولون فقد كتاب الخليل في العروض ؟
أيعقل أن أمة دونت بيتين لشاعر يسير وحيدا في الصحراء في الجاهلية يضيع فيها أهم ما يخص الشعر كتاب الخليل في العروض
وهو الذي عاش في البصرة في عهد الرشيد والمأمون. اليس من حقنا الاستنتاج بأنه أتلف عمدا ؟
ما خطر العروض ليُتْلَف الكتاب ؟
لا خطر في العروض. الخطر يكمن في المنظومة الخليلية الفكرية التي يُقَدَّم بها، وهي (( مبدأ فمنهج فقواعد تطبيقية ))
يؤهل الاقتناع بهذه المنظومة من يتبناها ويتبعها في العروض إلى تبنيها واتباعها في سائر الأمر، وهو ما يهدد من يستفيد من تغييب ذلك كله.
إن استخلاصي لمبدإ ومنهج الخليل من دوائره ونثار تطبيقاته بعد قرون وما أدى إليه ذلك من فهم عميق لما يجري حولنا في
القضايا المصيرية وما تم من حرف لتوجهات المبادئ السليمة أو حتى عكس لها لمما يؤيد نظرية إتلاف كتابه عمدا. وبالتالي
الاقتصار على التفاعيل والبحور دون ربطها بالعملية الفكرية المنهجية وسيادة الحفظ على التفكير.
الحمد لله تعالى أن حفظ كتابه وأسأله تعالى أن لا يكون حفظ القراء له حجبا عن التفكير فيه.
لا مندوحة في هذا السياق العام من البدء بتناول العروض، كمثال حي للاستقامة والانحراف من خلال تناول منظومة المعرفة فيه
وفي سواه ( المبدأ – المنهج – جزئيات التطبيق )
الموضوع على الرابط وهو تحت المراجعة:
https://sites.google.com/site/alaroo...ilo-akbaro-min
المفضلات