الأخت المبدعة شعرا ( وعروضا إن أرادت) مريم
سررت لمشاركتك وأتمنى المزيد. وبعد،
أعتمد في شعر التفعيلة على آراء نازك الملائكة
وهنا اقتباسات ذات علاقة بقصيدتك من كتابها قضايا الشعر المعاصر:
1-( ص- 116) :" ينبغي لنا أن نقرر، في أول هذا القسم من بحثنا أن التدوير يمتنع امتناعا تاما في الشعر الحر، فلا يسوغ للشاعر على الإطلاق أن يورد شطرا مدورا. وهذا يحسم الموضوع.
..........وأما أسباب امتناع التدوير في الشعر الحر، في رأيي، فأنا أبسطها فيما يلي:
أ- كان شعر الشطر الواحد لدى العرب، في العصور كلها قديما وحديثا، شعرا يستقل شعرا يستقل فيه الشطر استقلالا تاما فلا يدور آخره. وذلك منطقي وهو يتمشى مع معنى التدوير الذي لا يقع إلا في آخر الشطر الأول ليصله بالشطر الثاني، وذلك في القصائد ذات الشطرين وحسب . وعلى ذلك فإن التدوير ملازم للقصائد التي تنظم بأسلوب الشطرين وحسب.
ب- لأن التدوير يعني أن يبدأ الشطر الثاني بنصف كلمة وذلك غير مقبول في شطر مستقل. وإنما ساغ في الشطر الثاني من البيت لأن الوحدة هناك هي البيت الكامل لا شطره. وأما في الشعر الحر فإن الوحدة هي الشطر، ولذلك ينبغيأن يبدأ دائما بكلمة لا بنصف كلمة.
ت- لأن شعر الشطر الواحد ينبغي أن ينتهي كل شطر فيه بقافية
2- ( ص – 146) :" والواقع أن الشعر الحر (1) جار على قواعد العروض العربي، ملتزم لها كل الالتزام، وكل ما فيه من غرابة أنه يجمع الوافي والمجزوء والمشطور والمنهوك جميعا.
ومع وجود اختلاف حول طول السطر في القصيدة الشعرية إلا أنني آخذ برأيها في أن ما تم تدويره يستمر شطرا واحدا مهما طال وعليه أقرأ قصيدتك عروضيا كالتالي:
يومها كان الشراعُ الرَّثُّ يصفُقُ حلمَهُ بُعداً فبُعدا
جارِحاً في قلبه المقطوفِ، وجدا
حين غَصّت بالوداعِ مَرارُ نبره:
"أوصدي البابَ فدنيا لستِ فيها
ليس تستأهلُ من عينيَّ نظره"*
هكذا وانفضَّ من حَوليهِ حلمٌ
شَفّهُ موجٌ وأرياحٌ بدجلَةَْ
ثمّ ذابْ
في دَمٍ ساقى دَماً
في تراتيل الرَّبَابْ
رجّعَ الشوقَ التياعاً وشجىً
أسبلَ الماضي على خدِّ الرِّمالِ السُّمرِ لكن..
ضاعَ مدّا
واحتواهُ العُرضُ ذِكرى...
كان عهدا
سائِلِ السِّرَّ المُعنـّى في سَرِِيَّات القلوب
هل تذوبُ الشمسُ من برد الغروب
هل يغيضُ الماء في جيكورَ من حرّ الخطوب
ثمّ لا عَودٌ إلى ما كان وِردا
صُدَّهُ إن شئتَ-شِقَّ الروحِ- لن تسطيعَ صدّا
رُدّه..كابِر فهل تسلو وكم أهداكَ من أغلالهِ شِعراً ووَردا
لم تهُن يوماً عليهِ..
فاشدد الحلمَ على قفرِ الليالي
وإذا أشفاكَ عمرٌ
لاتقل بعد انعتاق الملتقى قد كان عهدا
وأراها من الرمل.
وعندما يطول السطر ويتسى المرؤ أول التفعيلة يتداخل الرمل والرجز بل وربما دخل الكامل دون أن يشعر القارئ بأي نشاز.
2 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3 4 3
ومثل هذا يقع لو قرأنا :
شَفّهُ موجٌ وأرياحٌ بدجلَةَ ثمّ ذابْ
2 3 4 3 4 3 ((4) 3 ه
في دَمٍ ساقى دَماً في تراتيل الرَّبَابْ
2 3 4 3 4 3 4 3 ه
وهذا من نوع ما وقع للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة:
( يبدو أن الأبيات لم تحفظ على القرص المرن لكنها على هذا النحو وسأضبطها بعون الله حالما يصلح الجهاز)
لكن لعل النص :
يا فتاتي لا تخافي حبنا لن يقتلوهْ
2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 ه
دربنا صعبٌ ولكن لن أحيدَ ولن أتوه
2 3 2 2 3 2 2 3 11 2 3 ه
كم كتابٍ مزّقوا صفَحاته أو مزقوهْ
2 3 2 2 3 11 2 3 2 2 3 ه
حاسوبي لا يحاسب على أعصابي.
المفضلات