حضرة الأستاذ الفاضل / خشان
أشكر لك حسن لطفك ، ورقي أخلاقك ، ونظرتك الموضوعية للقضايا ، وأعتذر اعتذارا شديدا عن تأخري في الرد ؛ وما منعني إلا بعض المشاغل المتصلة بالعمل ، إضافة إلى أني كتبت الردّ كاملا وعندما أرسلته ذهب أدراج الرياح .


أخي شكرا لذوقك وتهذيبك.
تجنبا لضياع المواضيع الطويلة خاصة صرت أكتبها على الوورد ثم أنسخها فإن حصل خلل بقي الأصل، أنصحك بهذا.

أخي / من كلّ ما سبق أجد أنّنا نتفق في جوانب ، ونختلف في أخرى ، بالنسبة لكون الحركة صفة للصوت قد أوافقك الرأي بالنسبة لحركة البناء الثابتة ، أو حركة الصيغة الصرفية ، ولكن عندما أنظر للحركة الإعرابية المتغيرة بتغير موقع الكلمة من الجملة أرى أن الحركة ( الصائت القصير ) لا يمكن أن تكون إلا صوتا مستقلا بذاته ، وبالتالي لا يمكن أن تكون صفة للصامت ، ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر

ما رأيُك بهذه الصياغة لما تفضلت به في الفقرة أعلاه
" حركة الباء الفتحة في الفعل الماضي ( ذهبَ ) صفة ثابتة للحرف كونها لا تتغير لبنائه على الفتح. أما الضمة في كلمة ( الذهبُ ثمين) فصفة متحولة للحرف لأن الكلمة معربة.فقد تحل الفتحة أو الكسرة محلها" ذلك أن الوصفية منسوبة للحركة واحدة والتفاوت هو في ثبات الوصف أو تغيره.

وتضيق الفجوة كثيرا لو قلنا إن التداخل بين الصفة والموصوف يجعل من الصعب تصور أحدهما دون الآخر. وربما كان ذلك ما تعنيه بقولك " ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر "

ولعل هذا ما يفسر منهج الخليل في تصور حقيقة الحرف بلفظه ساكنا مجردا من الحركات كما ورد في الرابط:
http://66.102.9.104/search?q=cache:2...A7%D9%86&hl=ar


وإذا صح ما نقله ابن كيسان ، وستجد في البحث ما يتعارض معه نوعاً ما ـ فالخليل يعتبر الهمزة والألف في الحيز الأول لأصوات حروف المعجم ، ولكنه ينتقل إلى الحيز الثاني فيختار الصوت الأنصع بتذوقه للحرف من مخرجه الصوتي ، وهو يوضح طريقته المبدعة بذاك ، فيجرد من نفسه معنياً يتكلم عنه ، فيقول : « وإنما كان ذواقه إياها [ يعني الحروف] أنه كان يفتح فاه بالألف ، ثم يظهر الحرف نحو : إب ، إت ، إع ، إغ ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ، ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى آخرها وهو الميم » (1) .
فلم يمكن للخليل تصور الحرف إلا مجردا من أي حركة وذلك بتسكينه.

وكثيرا ما وجدت شيئا من التكلف في التقطيع الصوتي عند المحدثين ( الرمز للصائت القصير بـ ح ) ؛ ولذا فالخلاف هنا نسبي ،إلا أنّه لا يؤثر على المضمون ؛ خاصة وأنّه يتناسب مع ما ذكره الخليل فهو جيد في بابه العروضي )

وكما أعجبك ما ذكره د. رجائي فقد أعجبني أيضا .

أمّا ما أختلف معك فيه فهو نواة المقطع ؛ فمن المعروف في علم الأصوات وهذا ما أثبتته الدراسات المعملية أنّ المقطع يتكون من مجموعة أصوات تشتمل على حركة واحدة ، هذه الحركة هي التي تمثل نواة المقطع أو مركزه ، وفيها تبرز ظواهر الأداء نظرا لقوتها ووضوحها في السمع بينما يقلّ أثر هذه الظواهر في بقية الأصوات نظرا لقلة وضوحها في السمع ، ولا أقصد هنا النبر ، وإنما أقصد النبر وغيره من التنغيم والتزمين والإطالة ..... .


هنا حديث عن نوعين من المقاطع ميز بينهما الدكتور محمد الثمالي فالمتحرك لوحده مقطع صوتي [ إن شئت ] وليس مقطعا عروضيا ووصفه الدكتور أحمد رجائي بإنه جزء من مقطع


أمّا بالنسبة للنبر وأثره في الوزن فلم أشر إليه ؛ لقناعتي الشديدة أنّ لغتنا العربية امتازت عن غيرها من اللغات في كثير من الخصائص ، ولن يضيرها أن لا تكون نبرية ؛ بل النبر موجود بها ولا خلاف في ذلك . أمّا الوزن فثابت ، والنبر متغير من الصعب تحديد موقعه


متفقان

والله يرعاك