هاء الضمير
ا لموضوع عبارة عن فكرة بسيطة وجدتها في أحد أسفاري القديمة ، وتوسعت فيها بالشروح ثم كان استنتاج معلوة أخيرا ، تفيدنا فيما يخص ورود 1 3 في البسيط و المخلع ، خاصة في ما يعرف بإشباع هاء الضمير حال ورودها بين السكون و الفتحة ، و الله الموفق للصواب .
الموضوع : رغم طوله إلا أنه شيق و مفيد .
هاء الضمير
- هاء الضميرهي هاء زائدة دالة على الواحد المذكر الغائب ، قالوا زائدة حتى لا تختلط بالهاء الأصلية نحو : لا نفقه ... لم ينته ..
- هاء الضمير تتصل بالاسم : رسوله ....أهله . كما تتصل بالفعل : جاءه ... يؤده . كما تتصل بالحرف : له .. به .
وبما أن هاء الضمير هو حرف واحد فقط ، يدل على اسم ، فقد وصلوه بواو حال كونه مضموما : له =لهو . رسوله = رسولهو . يرهُ = يرهو. ووصلوه بياء حال كونه مكسورا : به = بهي . لرسوله = لرسولهي . وذلك بقصد تكثير حروفه ، قال ابن بري رحمه الله :
............................................... واعلم بأن صلة الضمير ** بالواو أو بالياء للتكثير ............................................................ ...
متى توصل هاء الضمير :
الأصل في هاء الضمير الضم ، إلا إذا سبقها كسر أو ياء ساكنة نحو : أرجِهِ ... إليهِ.. فيهِ .... فإنها عندئذ تكون مكسورة .
لهاء الضمير أربع حلات هي :
1- الواقعة بين ساكنين : تحذف صلتها نحو : آتيناهُ الْإنجيل
2- الواقعة بين حركة و سكون : تحذف صلتها كذلك نحو : لـَه الْملك .
3- الواقعة بين سكون وحركة : تحذف صلتها كذلك نحو : فيْه هـُدى . تأمنْه بـِقنطار . آتيناْه حُكما . إلا كلمة واحدة عند الإمام حفص عن عاصم وهي : ويخلد فيه مهانا ، قرأت فيهي بالصلة . توقيفا .
4- الواقعة بين حركتين : توصل بالصلة نحو : قال لـَه صَاحبـُه وَهو = قال لـَهو صَاحبـُهو وَهو. على حبٍه مِسكينا = حبـِهي مِسكينا
ملاحظة
قد وقع الخلاف بين القراء في وصل أو حذف صلة بعض الهاءات . إلا أن الإمام ورشا من طريق الأزرق قد وصلها كلها ما عدا التي في قوله تعالى :/ وإن تشكروا يرضَهلَكم/ .من سورة الزمر الاية 8 . فإن نافعا قرأها بحذف الصلة ، لأن أصلها يرضاه لكم ، وجزمت .
وهذه الهاءات هي:
-/ يؤده إليك/ = يؤدهي إليك / آل عمران الآية 74
-/ نؤته منها/ = نوتهي منها / آل عمران الآية 145 +الشورى الآية 18
-/ نوله ما تولى/ = نولهي ما تولى + ونصله جهنم = ونصلهي جهنم /النساء 114
- /ويتقِهِ/ عند ورش و عند حفص :/ يتقـْه/ . ورش وصلها : ويتقِهي / النور 52
-/ أرْجِهِ وأخاه/ عند ورش وعند حفص : /أرْجِهْ/ .ورش وصلها : أرجِهي –الاعراف 111 و الشعراء 36 .
- فألقِهِ إليهم : فألقِهي إليهم النحل 28.
- ومن يأتِه مؤمنا : ومن يأتِهي مؤمنا / طه 74.
- يرَهُ ومن : يرهو ومن الزلزلة 7-8+البلد 7.
الملاحظة التي تهمنا :
هذه الكلمات المذكورة هي محط خلاف فيما يخص وصل هائها أو لا :
1-فمن وصلها ، كورش فقد نظر إلى وضع هاء الضمير فيها ظاهريا ، حيث إنها جاءت كلها بين حركتين .
2- ومن حذف صلتها فقد نظر إلى أصل هذه الكلما ت فهي بين سكون قبلها وحركة بعدها ، كالإمام قالون رحمه الله ، أما السكون فقد حذف بسبب من الأسباب كأن تأتي الكلمة جواب شرط ، أو مجزومة بأداة الشرط : من .
وإليك الكلما ت المذكورة وأصلها :
1- /يؤده إليك / ، أصلها : يؤديه إليك ، حذفت الياء الساكنة لأن الكلمة وقعت جواب شرط.
2- /نؤته منها /، أصلها : نؤتيه منها ، حذفت الياء الساكنة لأن الكلمة وقعت جواب شرط.
3- /نوله ما تولى/ ، أصلها نوليه ما تولى ، حذفت الياء الساكنة لأن الكلمة وقعت جواب شرط.
4- /ويتقِهِ/ ، أصلها : و يتقيه ، سبب حذف الياء الساكنة عامل الشرط .
5- /أرْجِهِ وأخاه/ ، أصلها : أرجِئـْه وأخاه ، حذفت الهمزة الساكنة للتخفيف .
6- /فألقِهِ إليهم/ ، أصلها : فألقِيهِ إليهم ، حذفت الياء الساكنة بسبب البناء لأن فعل الامر يبنى و لا يعرب ، فهو هنا ، مبني على حذف حرف العلة الذي هو الياء الساكن .
7- / ومن يأتِه مؤمنا/ ،أصلها : ومن يأتيه مؤمنا ،سبب حذف الياء الساكنة هو عامل الشرط.
8- /يره ومن/ ، أصلها : يراه ومن ، حذفت الألف بسبب ورودها جواب شرط .
وكما ترى استاذ خشان ، من خلال هذا الاستقراء ، أن الإمام قالون ، قد اختلف مع الإمام ورش رحمهما الله ،في هذه الكلمات المستقرءة ، من حيث وصلها أو عدم وصلها وكلاهما له سببه المنطقي في ذلك، من وصل ،نظر إلى وضع الكلمة حاليا دون أصلها ، حيث وقعت هاء الضمير بين فتحتين. ومن لم يصلها، نظر إلى أصل الكلمة الأول ، وأن هاء الضمير وقعت في الأصل بين سكون و فتحة : /نوله ما تولى/ ، أصلها نوليه ما تولى.
و الذي يهمنا من هذا كله هو أن القراء كلهم لم يختلفوا في عدم وصل هاء الضمير حال ورودها بين ساكن و حركة ، اللهم الاستثناء الو حيد في رواية حفص عن عاصم ، في قوله تعالى : /ويخلد فيهِ مهانا/ الفرقان 69 ، فقد أشبع هاء الضمير هنا ، فأصبحت فيهي مهانا . وهو شذ عن باقي الروايات.
و الله أعلم بالصواب .
هذا وفاء وعدي لك سيد خشان .
ولي عودة إن شاء الله تعالى إن تيسرت الظروف مع الكلمتين : -أنا- و -لكنا- وحكم الألف فيهما ،وصلا ووقفا في القرآن الكريم ، ومقارنة ذلك مع الشعر العربي .
اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم يا رب .
تحياتي
المفضلات