النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قرأت لكم من كتب الناقد الكبير/مارون عبود

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,125

    قرأت لكم من كتب الناقد الكبير/مارون عبود

    السلام عليكم من كتاب:"مجددون ومجترون" اجتزأت نفتة ومقتطفا يعكس فكر الناقد الكبير مارون عبود بطريقته الساخرة العميقة:
    (ص) 5-9 :
    القديم والجديد نضال الأبد صراع الحياة.
    تكون الحماة أرجح عقلا وأوفر علما ,وتقف بالمرصاد كعداد التكسي , إن مشت الكنة رأت خطواتها أوسع من المعتاد,وأشارات بتعديلها لتكون على التمام,كما رسمها السلف الصالح,وإذا حكت فهي ثرثارة لسانها أطول من أذنيها , وإن سكتت فالمسكينة حمارة, الدجاجة تأكل عشاءها , وغن رفعت صوتها كانت وحشة مقطوعة من الحرج,وغن خفتت صوتها فهي حية رقطاء تحكي في عبها,وإن قصّرت ثوبها فهي من سلالة حاتم في الفتنة والإغراء,وما هكذا تعمل بنت الأوادم , وغن عملت بوصايا الله والكنيسة فكل قماش بيروت لا يكفينا,والله يساعدك يا ابني!!.
    إن كبر لقمتها فهي غولة,وإن بينت سنها فالبنت عينها شاردة.
    ما في اليد حيلة.
    كانت الأزياء الأدبية منذ نصف قرن خلا,أن يقدم للكاتب لاسمه :
    يسجعون فيقول ألفه الفقير إلى عفو ربه الرزاق فارس بن يوسف الشدياق ,أو صنفه العبد الفقير الجاني ...
    وكان هناك زي آخر أعظم خطرا وهو أن يصدر المؤلف كتابه ببيتين من الشعر,كما فعل المعلم بطرس فكتب في قاموسه الشهير:
    قل لمن لا يرى الأواخر شيئا=ويرى للأوائل التقديما
    أن ذاك القديم كان حديثا=وسيمسي هذا الحديث قديما
    فزعيم الشعر العربي واحد لا غير هو الذي ضيع ملك أبيه ,ولكن عرش ذلك الوالد المحترم لا يساوي بيتا من قصائد ابنه.
    إن الشعر معمل تصنع فيه التعابير,ولهذ يحق لنا أن نقول للشاعر:كن كيف ,إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا:النحو واللغة.
    فتنت العرب التعابير الراقصة فصرخوا بصاحبها:أنت أشعر العرب,وأدركوا أن الشعر موسيقى أولا فقدموا البحتري وأخروا ابن الرومي ,واهتز ابن الأثير "لوطن النهى"في شعر أبي تمام ,وأعجب "بقلب يطل على أفكاره"عند أبي عبادة ,كما نعجب نحن "بضيوف الله" عند شوقي لابقريع الشهباء وكبش البطاح...ما قتل الأدب العربي إلا توسله إلى الفن بلغة"رسمية"لا يحيد عنها.ولو كان في ذلك الأسلوب "الرسمي"خير ,مانزل القرآن الكريم بلغة الناس الفاتنة الطرية الناعمة المصقولة.
    إن باب القياس أوسع من الهاوية ,فدعوا السماع ,واضربوا في مناكب الأرض ولاتكونوا من ذوات المعدتين.
    إن في الأدب أزياء تتجدد,فلنطعّم أدبنا فقد أصبح برّيا.
    قد حان لهذه الوثنية الأدبية أن تتوارى فالفن ليعرف إلا إلها واحدا هو الجمال.
    إن أفلح الشباب ففلاحهم مجد لنا ولهم,وإن أخفقوا فالتبعة عليهم.
    إن الذرية محبوبة إلا في الأدب,إن الحماة لا تدع ثرثرتها حتى يغلق عزرائيل ذلك الفم الذهبي.
    ملّ العرب القديم في كل عصر ففضل الأصمعي ابن برد على مروان ابن ابي حفصة ابن الأ ثير ناديك:
    إن باب الجديد مفتوح.
    منذ دهور وأعيننا في ظهورنا ,فهذا الشعر الذي يقوله شعراء اليوم هو الشعر حقا ,ولكنه في حاجة إلى خلق مستمر ,فقد كاد أن يبصر أدب عصائب طيلا تهتدي بعصائب.
    كان الأعرابي يؤثر -كالأدب بريمون اليوم -شعرا موسيقا خفّ معناه على شعر بلا موسيقى,وإن رجحت كفة معانيه.
    فلنسر على هذه الطريق نفلح,إذا كان يستطاع تبديل حياة النبات بتبديل الضوء,أفلا يستطاع الشعر على ضوء مصباح أديسون بدلا من ذبال امرئ القيس المفتل؟!
    نيسان 1948 مارون عبود.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    سلمت يداك استاذتي

    أحسن في قوله :

    ,إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا:النحو واللغة
    ولو توقع البحور الجديدة فلربما أضاف إلى كلامه .

    http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/jadeedah

    يرعاك الله.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,125
    كان ناقدا لاذعا لكنني اخترت الأسلم مما كتب.
    شكرا للاهتمام استاذي الكبير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,125
    **********
    المجترون:
    الأدب كغيره من الفنون الرفيعة صورة من صور مشاهد الحياة ,ونحن أفقر أهل الأرض في أدبنا إلى كل ماهو شخصي ,فالذين يفكرون بصدق وبعقولهم هم أندر من الراديوم.
    والذين يفكرون بعقول جيرانهم لا تحصيهم الأرقام.
    ماأبعدنا عن تمحيص ما نقرأ وما نكتب.
    إن أفتك أوبئة الإنسانية ذلك الاطمئنان الداخلي ,مرض الدهماء ,الذين يعومون دائما في زبد أنفسهم.
    إن التعبير جسد الفكرة,والتي تستعمل بلا كيل ولا ميزان ,ولا تشكيل ولا تغيير ,فما هي إلا مقاييس تخمينية لأفكارنا لا تقومها تماما.
    وهذا سبب الغموض في بيان عباقرة الشعراء.
    إن في ذاتنا حقائق مخفية عنا ولا نحاول كشف غطاءها ,ولو فعلنا لكانت هي وحدها الأدب المنشود.
    إن المتمسكين بالقديم على علاته ,هم كأولئك الشيوخ الذين يتناسون عيوب زمانهم ورذائل جيلهم ويتأسفون على أخلاقه الفاضلة ذامين الزمن الحاضر.
    فالتقليد في الأدب داء أدبنا الوبيل ,هو تصلب شرايين قلب الأدب.
    ***
    وقف امرؤ القيس على الأطلال وبكى واستبكى,فاقتفى اثره الشعراء ووقفوا جميعا!حتى أدرك ذلك المتنبي بعد أجيال فقال:
    إذا كان المديح فالنسيب المقدم=أكل فصيح قال شعرا متيم!
    فهل انتهينا بعد من بانت سعاد؟إن الأحفاد لا يفكرون فقالوا الشعر في غرض واحد,
    قال بول كلوديل في معرض كلامه عن هيغو:
    لاشيء يميت الأمم كالاستنقاع في بؤرة التعفن والفساد,وكالاطمئنان إلى الراحة والارتضاء بالدون, وكترك الواجب والتردد في التضحية ,وهذا ما أصاب العرب في الأدب فقصروا في مضاميرهم.
    أما هؤلاء المتمشرقون فلا أراهم يفهمون لباب الأدب العربي فهما صحيحا,بل يفهمون تاريخه, وتفهم تاريخ الأدب غير تمحيص نصوصه.فنظروا إلى ما قاله الشاعر لا إلى كيف.
    يتبع

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,125
    قال فاليري:الناثر يمشي مشيا والشاعر يرقص رقصا.
    وهل يكون الرقص بلا أوزان؟....
    إن هذا ما أصاب أدبنا المسكين فكثرت الجرأة فيه وصار كزا ,تعابير ككسر يابسة في جراب متكرش,وانشاء متورم كلحم نفخه الجزار,وتقليد طويل العمر فلم يستنبط بعد المتقدمين تعبيرا جديدا الا شعراء قليلون جدا
    وأقل منهم استنباطهم.
    وما أحدث شوقي بضعة تعابير حتى تناقلها عنه شعراء اليوم مثل:رفرف الخلد وجارة الوادي الخ..
    العشر موسيقى قبل أي شيء كالنباتي الذي يخرج من نباتين نباتا ثالثا له خواصهما ولكنه غيرهما.
    أريد أن لا يفهم من هذا أن ندعو إلى نبذ القديم وتركه بجملته ,إننا ندعو إلى ترك تعابير عمت حتى خمت.ندعو إلى أدب جمال الروح والجسد ,فالمعاني هي الخطوط أما التعابير فهي الألوان.
    بعض أدباء اليوم لم يكرموا ابن الرومي هذا التكريم الضخم إلا لابتلائهم بدائه!!!.
    وإذا كان التجديد يسبب لصاحبه غضبا وسخطا في أمة كادت تبلغ الأوج الفني والأدبي ,أفلا نعذر العربي إذا خشي التجديد ولم يجرؤ عليه ,وأرضى الجمهور كروستان؟.
    وهل أكثر خصوم المتنبي غير جنوحه إلى التجديد؟اللغويون يقفلون الباب في وجه اللسان ,واللهوتيون يسدونه في وجه التفكير.
    ما أصرح الأخطل القائل:نحن معاشر الشعراء أسرق من الصاغة.
    وإن المعري إمعة بل إنه كالرادار تتغلب طفيليات أحيانا على ما يذيع على الملأ.
    خذ مثلا بشارا وعمرا وأبا نواس والمتنبي وابن الرومي وغيرهم فانك تراهم مجددين ومقلدين في وقت واحد.فابن الرومي جدد وقلد في قصيدة واحدة هي:"وحيد"المغنية التي يعجب بها.
    العقاد كتب كتابا ضخما في ابن الرومي سبقه إلى موضوعه المازني ,ولم يزد العقاد عليه إلا دراسة عصر ابن الرومي,وهي بالتاريخ أشبه منها بالدراسة الأدبية الفنية ,دراسة واسعة غير عميقة,كأدب طه حسين الذي عرفه العقاد في هلال يوليو 1935 .
    ثم حاول العقاد أن يجدد في الشعر فنظم ما سماه غزلا فلسفيا فنظم لنا قصيدة خنثى لاهي فكاهة ولاهي جد ,بل هي نظم قنفذي ككل شعر عقادنا الجليل وإليك مطلعها:
    البيلا البيلا البيلا=ماأحلى (سلب) البيلا
    ثم لا يحجم ايضا إيليا أن ينفحنا بالكذبذب ويأخذ تعبير الشاعر الأموي عينه"حز مواسي" ليسد ثلمة قافية في القرن العشرين.
    حت أخونا بشارة الخوري يقول قصيدة وطنية ,مطلعها:
    عش عزيزا أو مت بها مستقلا,فيذكرنا بالمتنبي القائل:عش عزيزا أو مت وأنت كريم.
    ثم ما قولك بالزهاوي -أراحه الله في ضريحه من أنكر ونكير-
    ولقد سرني كما سر غيري=ما بها من نزاهة الأحكام
    زرت بالأمس الروض أمتع عيني=وإذا الورد فيه ذو أكمام
    أي فرق بين هذا الكلام وبين محليات الصحف؟.
    إن قلة التفكيرتولد الاتباع الاعمى,قال طه حسين ,كما قال الشدياق منذ قرن:إن تكلف السجع صناعة ممقوتة فتابعه الكثيرون بلا تبصر حتى أصبحوا يرون كل سجع شنيعا, وكل بديع رديئا!! ولم يقم من يفكر تفكيرا معاكسا غير زكي مبارك فكتب كتابه القيم"النثر الفني"
    يقول الرافعي في نقد صديقه شوقي بعد موته:ومن عيوبه التكرار ,أن له بيتا يدور في قصائده دوران الحمار في الساقية.
    يتبع
    ********

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط