المزاوجة بين البحور

سألني أخي محمد بن غضيان


هناك قصيده مروبعه لأحد الشعراء وهي نبطيه وجدت اختلاف في تفاعيلها



شطر اجده ….. فاعلاتن فاعلا = 2 3 4 3

وشطر اجده ....مستفعلن فاعلا = 4 3 2 3

يقول الشاعر :

منهم تيوس وهيوس
الفعل فعل المجوس
وسط الخرايب تحوس
يابري حالي لها


هل هناك كسر في الأبيات ام ماذا ؟
والذي اعرفه ان النبطي لا يجوز فيه الا

مستفعلن = 4 3 ...تتحول الى مفا علا ( متفعلن ) = 3 3


لكن هنا وجدت مستفعلن = 4 3 ...تحولت الى فاعلاتن = 2 3

____

سؤال ذكي من أخ ذكي

لولا ملاحظة أخي محمد لكنت قرأت

يابري حالي لها = يا برْ رحا لي لها = 4 3 2 3
ولكن سأجيب حسب قراءته.

لو فرضنا 2 3 = س ......4 3 = ص

فإننا يمكن أن نعبر عن ... 4 3 2 3 ......2 3 4 3
بالصيغة .............. ...ص س ......س ص
بحثت في المنتدى فوجدت لأخي سليمان أبو ستة :

http://arood.com/vb/showthread.php?p=4041#post4041


ومن ذلك أيضا اهتمامه بنشره في مجلة الشعر التي رأس تحريرها قصيدة للشاعر أحمد مطر قال إنه انساق فيها إلى وزن غير مألوف بجعله صدر البيت من بحر وعجزه من بحر آخر نحو قوله :
أهو الحب أن أرى .........منيّتي في الأماني
كتم الليل همّهُ ............ وهمه أن أعاني
فتلاحظ أنه جمع في البيت ما بين مجزوء الخفيف والمجتث ، وغاب عنه أن شعراء أبوللو كانوا قد حاولوا مثل ذلك في محاولاتهم التجريبية كقول الشاعر الطبيب أحمد زكي أبو شادي :
هاهنا في حِمى الهديرْ ........... ووثبة الموج ثائرا
نطلق الشعر والشعورْ ...........ونجعل الروض شاعرا

أهو الحب أن أرى = 1 3 2 3 3 ... بالتأصيل = 2 3 2 - 4 3
منيتي في الأماني = 3 3 2 3 2 ......بالتأصيل = 4 3 – 2 3 2

لو فرضنا 2 3 2 = س......4 3 = ص

بعد التأصيل يكون وزن البيت:
أهو الحب أن أرى .........منيّتي في الأماني
= س ص .........ص س

وهو قريب جدا من الصيغة التي سألني عنها أخي محمد

وحول هذا الموضوع من :

http://arud.jeeran.com/67-awzan-jadeedah.htm


من مقابلة مع أحمد مطر

الذي ذكرني بهذه المقابلة موضوع أخي شاكر (تداخل بحرين) وتناول فيه الكامل والطويل، وكنت سأضيفها هناك لولا أن التداخل هنا من طبيعة مختلفة لي فيها وجهة نظر سبقت في فصل من مخطوط الطبعة الثانية من الكتاب. فهاهنا مثال للتجديد الذي وإن خرج عن عروض الخليل إلا أنه خارج منه متدثر بعباءته.


كتبت قصيدة " ميلاد الموت " في اليوم الأخير من سنة 1980، على وزن زاوجت فيه بين " مجزوء الخفيف " و " المجتث " وهو معكوس الأول .
وعندما شرعت في الكتابة لم أكن قاصداً إلى ابتكار هذه النغمة، بل كنت أكتب بتوافق موسيقي عفوي، لم أشعر في أثنائه بأي خروج على البحور المألوفة، فلمّا اكتشفت ذلك بعد كتابة البيت الخامس عشر، لم أتوقف، بل مضيت حتى نهاية القصيدة، ممعناً في استمطار هذه النغمة للتعبير عن حالتي النفسية في ليلة رأس السنة الجديدة، حيث عنائي من مرارة الوحدة .
وبعد إتمامها تأملتها، فوجدت في اجتماع "مجزوء الخفيف" و"المجتث" إمكانية لاحتواء الشعر بتلقائية، مما يضيف قالباً جديداً لتفاعيل الأبيات مبنياً على التخالف بين الصدر والعجز، على عكس التوافق في البحور المعروفة، فهو:
( فاعلاتن مستفعلن .. مستفعلن فاعلاتن ) .
وقد أشرت عند نشرها في الأسبوع الأول من سنة 1981، إلى أنه نظراً لتركيبة التفاعيل في هذا البحر، لا يمكن للشاعر أن يقفّي الصدر والعجز معاً، وذلك لاختلاف تفعيلة "الضرب" عن تفعيلة "العروض"، كما يستحب أن يصيب "الخبن" تفعيلة "مستفعلن" لتكون "مفاعلن"، فذلك يُطرّي النغمة أكثر بحيث لا يحسّ القارئ وقوفاً أو حِدّة في البيت .
ثمّ أنني أسلمت الأمر، بعد هذا، لمقدار قبول أذن القارئ لموسيقى هذه التركيبة، وتركت الحكم للمختصين، فكان الأستاذ الدكتور عبده بدوي أوّل المبادرين إلى عرضها والإشادة بها في مجلة (الشعر) المصرية .
وإليك المقطع الأخير منها :



أهـوَ الحـبُّ أن أرى مَنيـّتي في الأماني ؟
كتـمَ الليـلُ هَمَّــهُ وهَمَّـهُ أن أُعانـي
ومضى دونَ بضـعةٍ مِن لونهِ في كيانـي
تتهـجّى وصيَّـتـي قبلَ انتهاء الثوانـي :
رَقصَتْ ساعة الرّدى إذ التقـى العقـربانِ
وذَوَتْ زهرةُ الصِّـبا في القلبِ قبلَ الأوانِ
يافـتاتـي .. فرحمةً بالأمنيـاتِ الحسـانِ
لم تَعُـد دوحةُ المنى معروشـةً بالأمـانِ
وبِحـاري تَرنَّـقتْ فجـرّبي قلبَ ثـانِ .



أهو الحب أن أرى منيتي في الأماني


1 3 2 3 3 3 3 2 3 2



وإن جاز لنا أن نكتبه شطرين كان

أهو الحب أن أرى ...........منيّتي في الأماني
1 3 2 3 3 ................3 3 2 3 2
__

وهذا نوع من التجديد الذي ينتج مزاوجة بين البحور ( اشتققت ذلك من كلمة الشاعر أحمد مطر – زاوجت ) ولو قسناه على ما في موضوع ( الخليل ومندلييف )

http://arood.com/vb/showthread.php?p=9179#post9179

وهو أشبه بالسبائك منه بالعناصر. ذلك أن كل شطر من بحر والجمع بين البحرين على هذا النحو يحافظ على شخصية كل بحر ( كالمزج الطبيعي بين عنصرين ) ولا يتداخلان في شطر واحد ( كالتفاعل الكيمياوي )

ما مدى استطراد ذلك بين البحور ونجاحه ؟

الجواب يحتاج إلى بحث.

وعودة إلى سؤالك أخي محمد ،
ما تقدم لا يغني عن النظر للشطر المذكور في سياقه العام

فيمكن أن يكون مقبولا مجيئه في تكرر لهذا المقطع


منهم تيوس وهيوس = ص س ه
الفعل فعل المجوس = ص س ه
وسط الخرايب تحوس = ص س ه
يابري حالي لها = س ص

وهو ما أرجحه نظرا لاختلاف القافية في الشطر الأخير عن سابقاتها وليس الوزن وحده .

ولكن مجيئه منفردا على هذا النحو في قصيدة كل أشطرها على غرار الأبيات الثلاثة الأولى فلا يصح. فليتك تنقل المزيد من أبيات القصيدة التي وردت فيها هذه القطعة.