النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: وريقات نواف

  1. #1
    زائر

    وريقات نواف

    " اللهم أخلص أعمالنا لوجهك ، ونور لنا طريق رضاك "

    تقدمت الدراسات الصوتية في هذا العصر تقدما خطيرا ، وأصبحت من أهم الدراسات التي يعنى بها الفكر ويستعين بها العلم في كافة جوانبه ؛ كالطب ، والهندسة ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وكثير من الفنون .

    وقد كان لأسلافنا عناية كبرى بهذه الدراسات في عهود مجدهم مما أثمر بحوثا كان لها فضل كثير فيما بلغته هذه الدراسات اليوم ، على يد الخليل ، وسيبويه ، وابن جني .....

    وما نشاهده اليوم ما هو إلا ثمرة لتلك الجهود .

    وبما أنني من المهتمين بهذا العلم لفت انتباهي ما أراه هنا وهناك عن العروض الرقمي ؛ والذي لا زالت فكرته لم تتبلور في ذهني ؛ لذا قررت أن أخوض في هذا المضمار ؛ علّي أجد فيه ما يفيدني في دراساتي المستقبلية .

    وسؤالي هو ؟ ما المقصود بالحركات (Vowel) ؟ وماهي العلاقة بين الصائت والصامت .

    وهل الفكرة هنا تقوم على ما نجده عند ابن جني وغيره من علماء العربية حين فرقوا بين الصامت والصائت .؟؟

    وهل الحركة هي أساس تقسيم الكلام إلى مقاطع ؟ فمثلا كلمة ( أكل ) تنقسم إلى ثلاثة مقاطع مع كل صامت حركة . وكلمة مثل (مستفعل )بضم الميم تتكون من ثلاثة مقاطع كل مقطع يتكون صامتين بينهما حركة .
    وعلى هذا فالمقطع عبارة عن كتلة صوتية أو مجموعة أصوات اشتملت على حركة واحدة .
    وهل الحركة هي نواة المقطع ؛ أي أنها أبرز جزء فيه ، حيث يقع عليها كما نعلم النبر ، والتزمي البطئ وما يتبع ذلك من تنغيم وتلوين للصوت .

    وكما أننا نعلم أن الحركة تؤدي دورها الدلالي ، وكذا النحوي .... والحديث عن الحركة يطول ويطول ..

    لكني سأخلص من كل ذلك إلى ما لاحظته هنا من تركيز على الساكن سواء أكان ( حرف صامت ساكن ) أم ( حرف علة )

    ولي عودة أخرى لهذا الموضوع ( عودة توضيحية )

    أخوكم

    نواف

  2. #2
    زائر
    قد أختلف فيما ذكرته في العجالة السابقة عما أجده في المنتدى من آراء ، وفيما سأذكره الآن مما عرفناه في علم الأصوات .

    1- عدد الأصوات أربعة وثلاثون صوتا .
    2- الصوت الرئيسي عند علماء العربية القدامى يسمى " الصوت الأصلي " وكل تنوع نطقي للصوت يسمى "الصوت الفرعي " والأول في الدراسات الحديثة يسمى " phonem" والثاني " phone" ؛
    3- أنواع الأبجدية في مجال الدراسات الصوتية .

    - الأبجدية الصوتية .
    - الأبجدية الفونيمية ؛ وهي التي تهمنا هنا لأنه يمكننا اعتبار الألفبائية العربية منها ، مع وجود الاعتراض القائم وهو أنها لا تتضمن رموز أصوات الحركات القصيرة ، حيث اقتصرت على رموز الأصوات الصامتة ، ورمز الفتحة الطويلة ( ألف المد ) . ومع ما وجه إليه من اعتراض فنحن على يقين من أنّه خلّص الكتابة العربية من الخلط والاضطراب الذي نلاحظه في الفبائية بعض اللغات ، ويرجع الفضل في ذلك إلى جهود العلماء الذين جمعوا بين الدراسات التجويدية والعربية من أمثال أبي الأسود الدؤلي ونصر بن عاصم والخليل وغيرهم .
    - الأصوات الصامتة في العربية عددها (28 ) وهي الحروف .
    - الأصوات الصائتة أو الحركات ، وهي ست .
    - يمكننا أن نميز بين الصوامت والحركات على أسس فسيولوجية أو فيزيائية أو سمعية .
    - فرق القدامى بين الصامت والصائت القصير ؛ حيث ذكر ابن جني أن الحركة تقلق الحرف عن موضعه ومستقره ولمعرفة مخرجه يسكن وتُدخل عليه همزة الوصل مكسورة فتقول (اخ ) ( اش ) كما أشار إلى خواص الحركات ، وفرق بين الصائت والحركة بناء على صورة ممر الهواء ، وتتضح الصورة حين بفرق بين النطق الإنساني وصوت المزمار ..... مؤكدا العلاقة بين الموسيقى وعلم الأصوات
    - أدرك القدماء من علماء العربية العلاقة الوثيقة بين الحركات القصيرة والطويلة حتى اعتبروا الفتحة من الألف ، والكسرة من الياء ، والضمة من الواو ، ومن ذلك ما ذكره ابن جني من أن الحركات أبعاض حروف المد واللين ؛ ويذكر لذلك أدلة منها : أن الحركات إذا أشبعت حدثت منها حروف المد . كما أن حروف المد أجريت مجرى الحركات في الإعراب ، و أن حروف المد كما تحذف تخفيفا تحذف الحركات كذلك
    - على هذا فالفرق بين الحركات القصيرة والطويلة لا يعدو أن يكون فرقا في الكمية ،؛ أي في زيادة كمية الهواء مع حروف المد .
    - نحن الآن أمام ثلاثة أراء :
    1- الحركات القصيرة بعض حروف المد .
    2- الحركة تحدث قبل الحروف ، وهو رأي غير سديد.
    3- الحركة تحدث مع الحرف ، وهو رأي غير دقيق ، مع أنّه يقارب الحقيقة .
    - وإذا كنا مع الرأي القائل بأن الحركات أبعاض حروف المد ؛ فنحن على يقين أن الحركة تحدث متصلة اتصالا مباشرا بالحرف ، ولا يمكن الفصل بينهما .
    - بعد كل هذا ينبغي أن نتوقف قليلا عند علاقة ما سبق بنظرية العروض الرقمي – إن صح التعبير - وعلاقة كل من النبر ، والتنغيم ، والتزمين ، والإيقاع بهذه النظرية .
    أخوكم
    نواااااااااااف

  3. #3
    زائر

    حضرة الأستاذ الفاضل الأخ نواف

    كلما وهنت همتي بالنسبة للمنتدى جاء فاضل فـأعاد لي فيه بعض أمل.
    وها أنت تشرفنا على ما يبدو لي أستاذا في اللسانيات. وهذا موضوع لا شك له أهمية بذاته وأهمية لصلته الكبيرة بالعروض. وسأكون حريصا على الإفادة من علمكم وفضلكم.
    وجودكم في المنتدى إثراء له وسد لنقص في هذا الجانب المهم.

    ربما كان عدم تخصصي في علوم اللغة ذا أثرين سلبي وإيجابي بالنسبة للعروض. أما سلبياته فكثيره، وإما إيجابيه فيتمثل في اعتمادي على ما وصفه أخ كريم بأنه بدهيات في كل تطبيقات العروض.

    وحول ما سألت عنه فلا شك أنك به مني أعلم. سأطرح عليك ما لدي من معلومات عامة عنه على سبيل أن تتفضل بتصحيح ما قد يكون قد التبس علي لفائدتي وفائدة القراء عامة. وسأركز هنا على ما لهذا من أثر على الجانب العروضي
    وقد أكملت هذا الرد قبل قراءة مشاركتك الجديدة.

    وسؤالي هو ؟ ما المقصود بالحركات (Vowel) ؟

    الحركات هي الفتحة والضمة والكسرة


    وماهي العلاقة بين الصائت والصامت .


    http://www.google.com.sa/search?hl=a...B+Google&meta=


    " تعرضت في بحث سابق إلى كون الخليل بن أحمد الفراهيدي مبتكر علمي العروض والقافية حين تحدث عن الحروف المتحركة ،لم يميز فيها بين نوعين من الأصوات،هما الأصوات الصامتة, والأصوات الصائتة.فقد اعتبر الحرف صالحا لأن يتحرك بالفتحة أو الضمة أو الكسرة،وعد ّمن ثمّ ما كان من هذا القبيل متحركا.بينما يفرق المحدثون فيها بين الصامت والصائت،على اعتبار الفرق الموجود بينهما،حيث الصامت(هو الصوت المجهور أو المهموس الذي يحدث أثناء النطق به اعتراض أو عائق في مجرى الهواء،سواء أكان الاعتراض كاملا....أوجزئيا.ويدخل في الأصوات الصامتة تلك الأصوات التي لا يمر الهواءأثناء النطق بها من الفم،وإنما يمر من الأنف،كالنون والميم،وكذلك الأصوات التي ينحرف هواؤها فلا يخرج من وسط الفم،وإنما يخرج من جانبيه،أو أحدهما،كاللام.بينما الصائت(صوت يتميز بأنه الصوت المجهور الذي يحدث أثناء النطق به أن يمر الهواء حرا طليقا خلال الفم،دون أن يقف في طريقه أي عائق أو حائل،ودون أن يضيق مجرى الهواء ضيقا من شأنه أن يحدث احتكاكا مسموعا.
    وكنت أشرت إلى أن الحرف المتحرك"عند المحدثين صوتان:أولهما صامت،وثانيهما صائت.أي أن المحدثين لم يعتبروا الحركة صفة للحرف،بل جعلوها صوتا مستقلا.بينما جعل الخليل –كغيره من اللغويين والنحاة-الحركة صفة ملازمة للحرف،ولم يميز في الحرف المتحرك بين الصامت والصائت.ولعل هذا ما دفع بالدكتور تمام حسان إلى أن يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن علم اللغة الحديث لا يجعل أيا من الصحيح(أي الصامت)والحركة(أي الصائت)ملك يمين للآخر،وإنما هما وحدتان مستقلتان لا ترد إحداهما وصفا للأخرى).
    وكنت اعتبرت"أن الخليل-كغيره من القدماء-جعل الصائت صفة للصامت،فسمى الصامت حين يتبعه الصائت متحركا:مضموما أو مفتوحا أو مكسورا،إلا أنه كان يدرك طبيعة كل منهما،والفروق الدقيقة بينهما.
    وقد قادني الحديث عن الحرف المتحرك عند الخليل إلى مقارنته بالمقاطع اللغوية عند المحدثين، وخلصت من ثمّ إلى أن موقف الخليل والقدماء بصفة عامة كان "سليما،لأنه نابع من لغة لا تعرف للصائت قصيرا كان أم طويلا وجودا مستقلا عن الصامت.فليس في العربية كلمة تتكون من صائت قصير أو طويل فقط،كما أنه ليس فيها أيضا كلمة تبدأ بصائت.بينما نجد أن في الفرنسية مثلا كلمات هي عبارة عن صائت فقط: a (أداة)،a (فعل)،et (أداة)،est (فعل)؛وكلمات تبدأ بصائت:aller (فعل)،identité (اسم)الخ....
    فما دامت العربية تجعل الصائت حين تستعمله بعد الصامت دائما،فإن القدماء-رغم إدراكهم للفرق الدقيق بينهما-نظروا إلى الظاهرة نظرة وظيفية،فجعلوا الحركة وهي صائت، مرتبطة بالحرف وهو صامت،وكان مصطلحهم وهو الحرف المتحرك تعبيرا عن هذا التلازم أو الترابط الوظيفي"
    إنتهى النقل.
    وهنا يعبر الكاتب عما بنفسي خيرا مما أستطيع.
    فالحركة للحرف كالرائحة للورد أو كالنكهة للطعام يستحيل وجود أحدهما دون الآخر فهما شيئ واحد.
    وأعجبني في هذا المقام قول الدكتور أحمد رجائي :"
    بين هذين القوسين مني [ ]

    يقول د. أحمد رجائي في كتابه أوزان الأشعار (ص – 99) :" تميز شعوب الأرض في لغاتها بين الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير، إلا أن أغلب هذه الشعوب – إن لم يكن كلها- يميز بينهما في اللفظ ولا يميز بينهما في الكتابة. فمن حيث الكتابة يتساوى الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير [كما نلاحظه في a في كلمتي:

    [ مان man
    وُمَنْ woman ]

    فللإثنين شكل واحد في الكتابة. أما لفظ الحرف الصوتي من حيث الطول والقصر، ففيما عدا ما توضحه المعاجم يترك الأمر للخبرة والمران وتواتر السمع.

    أما اللغة العربية فتكاد تنفرد بين اللغات بنظرة مختلفة إلى هذين النوعين، فهي تعتبر الحرف الصوتي القصير حركة بالفتح أو الضم أو الكسر، والحرف الصوتي الطويل من ألف أو واو أو ياء حرف مد. وهذا ما جعل الكتابة العربية نوعا من الاختزال، فحرف المد أو حرف العلة يكتب وجوبا بينما لا تكتب حركة الحرف إلا عند خشية اللَبس، وما أكثر ما تهمل.ومن حيث التمييز بين الحركة والسكون تعتبر العربية الحرف الصوتي الطويل حرفا ساكنا، بينما تكون حركة الحرف وهي المعادلة للحرف الصوتي القصير في اللغات الأخرى لا ساكنة ولا متحركة لأنها هي الحركة ذاتها وليست حرفا صوتيا قصيرا، أي أنها ليست حرفا على الإطلاق. [ونظيرها في ذلك اتجاه الحركة في الديناميكا أو علامة السلب والإيجاب +/- في الرياضيات فليست أي منهما كما ولكنهما نوع يبين اتجاه الكم]

    وعندما يدرس المستشرقون لغتنا يقيسونها على أنفسهم ومن هنا يعتبرون الحرف المتحرك الذي لا يليه ساكن (مقطعا مفتوحا) والمقطع الذي يليه ساكن (مقطعا مغلقا) وهذا عين الخطأ في رأينا وقد أدى إلى ضعف قدرتهم على فهم العروض العربي. فالحرف المتحرك الواحد لا يشكل مقطعا بذاته وإنما هو جزء من مقطع، والمقطع في العربية هو الحرف الساكن مع ما يسبقه من حروف متحركة. فالمتحرك الواحد مع الساكن (لا) [1ه=2] هو السبب، والمتحركان مع الساكن هو الوتد (بلى ) [11ه=3] والثلاثة المتحركات مع الساكن هي الفاصلة (لِمَ لا) 111ه=2 (2) = ((4) ولا استثناء لهذه القاعدة إلا في حالة السبب المبتور (لَ)، فإن ورد وجب إشباعه، وهي المشكلة التي تكاد تكون الوحيدة في فهم العروض العربي. [ لعله يقصد السبب الخفيف محذوف الساكن حيث تصير 2 إلى 1 ونؤصله برده إلى أصله حسب ق1/2]


    ..................فلقد كان الشعر في اللغات الأوروبية مبنيا على اللفظ الطبيعي الذي تراعي فيه مسألة طول الحرف الصوتي أو قصره، وبذلك كان ثمة نركيبات عروضية مبنية على ذلك، لها شبه كبير بالجمل العروضية العربية. غير أن النظرة إلى الحرف وحركته كمقطع قصير، إلى جانب المقطع الطويل، وهي فلسفة العروض القديم لدى الإغريق وقدماء الروم، هي التي شكلت مفرق طرق في تطور العروض الغربي وصمود العروض العربي على مدى الأجيال
    فمع الأيام برز في الغرب مفهوم النبرة أي توكيد المقطع بالنبرة القوية تمييزا له عن المقطع ذي النبرة الضعيفة . وهذا موجود في العربية إلا أنه ليس بذي أثر على العروض، بينما كان له أثر عميق في العروض الأوروبي. فبينما كان الأصل توافق المقطع الطويل مع النبرة القوية، والمقطع القصير مع النبرة الضعيفة، تلاشى ذلك التوافق بحث أصبح هناك تمييز بين الوزن الكمي والوزن النبري رغم أن المفهومين بقيا متقاربين بالنسبة للأذن.
    غير أن الجديد في الوزن النبري هو ه\أن الوزن بدأ يعتمد على عدد المقاطع الموكّدة أي أو القوية مع ترك عدد المقاطع غير الموكدة حرا بين مقطعين موكدين. وبهذا كان التمييز الوزن الكمي والوزن النبري جسرا أدى إلى تسهيل الأمور على الشعراء الأوروبيين في سعيهم إلى التخلص من القيود في الشعر، حيث عمدوا مع الأيام إلى قلب المفاهيم، فراحوا يضعون النبرة القوية حيثما يرغبون، فتغير اللفظ بتأثير من شكل الكتابة لأنهم راحوا يلفظون مثلما يكتبون وليس العكس، وكان ذلك تشويها للغة أدى إلى تساوي المقطعين [الصوتيين لا العروضيين] القصير [1] والطويل [2] في لفظ الشعر الأوروبي. ومن هنا نشأ النوع الثالث من الوزن وهو الوزن العددي أي عدد المقاطع بغض النظر عن موقع النبرة القوية أو الخفيفة، فكان ذلك جسرا آخر نحو التخلص من الثيود، حيث تحول العروض المقطعي في شكله الحديث نسبيا إلى أوزان المقاطع المتساوية التي لا أهمية فيها إلا لعددها في البيت الواحد. وهذا التطور سرعان ما فتح الباب لما سمّي بالشعر الحر." إنتهى النقل

    ومن الرابط
    http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=964

    " حروف المد واللين ومقياس كل منهما:
    1- حروف المد ثلاثة :
    أ. الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ( والألف لا تكون إلا كذلك ) .مثال ( قَاْل )
    ب. الواو الساكنة المضموم ما قبلها.مثال ( يقُوْل )
    ج. الياء الساكنة المكسور ما قبلها.مثال ( قِيْل )
    وتجمع هذه الحروف في كلمة " نُوْحِيْهَاْ " .

    2- حروف اللين :
    أ. الواو الساكنة المفتوح ما قبلها . مثال ( خَوْف )
    ب. الياء الساكنة المفتوح ما قبلها .مثال (الصَيْف )
    ويتضح مما سبق أن الواو والياء توصفان بأنهما حرفا مد أو لين أما إذا كانتا متحركتين بأية حركة كانت فهما حرفي علة فقط .
    أما الألف فهي دائماً حرف مد ولين في نفس الوقت لأنها دائماً ساكنة مفتوح ما قبلها ."

    ويهمني من الأمر أن حرفي العلة (و،ي ) إذا تحرك أحدها عوملت معاملة الحروف الأخرى، وإذا سكن حرف الواو أو الياء فهناك حالتان :
    أولاهما تتضح من تأمل أبيات ابن دراج الصقلي :

    فما جَلَتِ الدُّجى شمسٌ تَجَلَّتْ = كوجهِكَ فِي الوغى لما تَجلَّى
    ولا راقَ الحُلِيُّ عَلَى سيوفٍ = كسيفكَ من دمائهِمُ مُحَلَّى
    إذا التَقَتِ الفتوحُ عَلَيْكَ تَتْرى = فأولى للمصابِ بِهِنَّ أَوْلى
    وجاءَتْكَ المُنى صُوَراً تَوَالى= فلا تَحْزُنْكَ صَفْحَةُ مَا تَوَلَّى

    فقد عوملت الواو هنا معاملة الحرف الصحيح ولم تعتبر ردفا.

    وثانيتهما تتضح من أبيات حسام الدين الحاجري:

    بَكَيتُ أَسىً وَحَقَّ عَلى التَصابي = وَأَيّامُ الشَبابِ بُكاءُ عَيْني
    زَمانُ خَلاعَةٍ أَصبَحَت مِنهُ= وَمِن أَوقاتِهِ صَفرُ اليَدَينِ
    فَمُذ خَطَّ المَشيبُ عَدِمتُ صَحبي= لَقَد كانَ المَشيبُ غَرابَ بَينِ
    سَقى عَهدَ الصِبا غادٍ مُلِثٌّ= وَلا حَيّا بَياضَ العارِضَينِ

    بينما هنا جاءت الياء الساكنة قبل النون في كل الأبيات.

    ولا يدخل معها هنا حرف صامت نحو انتهاء أحد الأبيات بِ ( سلـْـني ) نظيرا عكسيا لدخول الواو الساكنة في الأبيات السابقة في منزلة سواها من الحروف الأخرى.

    هل الياء قبل النون هنا ردف؟
    إن كانت كذلك فهل يجوز مجيء الواو الساكنة معها ؟
    وإن لم تكن ردفا (ولم يقل أحد بهذا وربما لا يصح أن يقول ولكن هذا تداع فكري بصوت عال) يجوز باعتبار الروي أسبق حرف ثابت في القافية يجوز اعتبار الياء رويا؟
    وإن اعتبرناها رويا أيجوز اعتبار النون وصلا ؟ والياء خروجا


    وهل الفكرة هنا تقوم على ما نجده عند ابن جني وغيره من علماء العربية حين فرقوا بين الصامت والصائت .؟؟

    وهل الحركة هي أساس تقسيم الكلام إلى مقاطع ؟ فمثلا كلمة ( أكل ) تنقسم إلى ثلاثة مقاطع مع كل صامت حركة . وكلمة مثل (مستفعل )بضم الميم تتكون من ثلاثة مقاطع كل مقطع يتكون صامتين بينهما حركة .
    وعلى هذا فالمقطع عبارة عن كتلة صوتية أو مجموعة أصوات اشتملت على حركة واحدة .
    وهل الحركة هي نواة المقطع ؛ أي أنها أبرز جزء فيه ، حيث يقع عليها كما نعلم النبر ، والتزمي البطئ وما يتبع ذلك من تنغيم وتلوين للصوت .


    بالنسبة للعروض أو لفهمي له فالمقاطع العروضية هي السبب والوتد.
    وهنا يحضرني تمييز الأستاذ الدكتور محمد الثمالي بين المقطع الصوتي وهو يشمل الحرف وحركته والمقطع العروضي الذي يقتصر على السبب والوتد.
    وأجد تأييدا لهذا من ربط العروض والموسيقى
    فأنت لو اعتبرت كلمة (طََبْ) صوتا لقرع الطبل قرعة واحدة فإن الطاء تمثل المتحرك في الكلام كما تمثل صوت وقع يدك على الطبل. فيما تمثل الباء الساكن في الكلام والصمت الذي يعقب تلك الطرقة. وكما لا يمكنك أن تقول في حالة طرقة واحدة على الطبل أنا لا أريد إلا الطرقة دون السكون الذي يعقبها، فذلك مستحيل لأن السكون هناك. ولا يمكن فصله عن الطرقة. كذلك في الكلام لا يمكنك فصل الباء الساكنة عن الطاء المتحركة. فهما معا مقطع عروضي.
    ولكن هذا لا ينفي أن بإمكانك أن تقول ( ط َ) لوحدها والتأمل في علاقتها بالموسيقى أهي تماثل حركة اليد قبل أن تصل للطبل أم ماذا ؟
    لا بأس من إطلاق أي اسم على الحرف وحركته ولكن إذا كان فصل الحرف عن حرف المد الذي بعده متعذرا فإن فصل الحرف عن حركته مستحيل.

    وأحسب أن نواة كل من السبب والوتد السكون فهي التي تضم ما قبلها من متحرك أو متحركين.
    وأما النبر فهو أمر آخر لا يؤثر على الوزن وفي رأيي لا يلازم لا حركة معينة فيه ولا مقطعا محددا. وربما يكون دوره التأثير على الإلقاء بغرض إبراز أهمية معنى ما.



    وكما أننا نعلم أن الحركة تؤدي دورها الدلالي ، وكذا النحوي .... والحديث عن الحركة يطول ويطول ..

    لكني سأخلص من كل ذلك إلى ما لاحظته هنا من تركيز على الساكن سواء أكان ( حرف صامت ساكن ) أم ( حرف علة )

    ولي عودة أخرى لهذا الموضوع ( عودة توضيحية )

    أخوكم

    نواف

    أخي نواف
    أكرر ترحيبي بك، وشغفي بمتابعة رائع علمك. ولي رجاء وهو أن تركز على المواضيع التي يتقاطع فيها هذا العلم مع العروض تمهيدا لدخولك معنا في المباحث الأخرى من العروض.
    وأملي من الأساتذة في المنتدى إثراء هذا الحوار.
    يرعاك الله.

  4. #4
    زائر
    حضرة الأستاذ الفاضل / خشان
    أشكر لك حسن لطفك ، ورقي أخلاقك ، ونظرتك الموضوعية للقضايا ، وأعتذر اعتذارا شديدا عن تأخري في الرد ؛ وما منعني إلا بعض المشاغل المتصلة بالعمل ، إضافة إلى أني كتبت الردّ كاملا وعندما أرسلته ذهب أدراج الرياح .

    أخي / من كلّ ما سبق أجد أنّنا نتفق في جوانب ، ونختلف في أخرى ، بالنسبة لكون الحركة صفة للصوت قد أوافقك الرأي بالنسبة لحركة البناء الثابتة ، أو حركة الصيغة الصرفية ، ولكن عندما أنظر للحركة الإعرابية المتغيرة بتغير موقع الكلمة من الجملة أرى أن الحركة ( الصائت القصير ) لا يمكن أن تكون إلا صوتا مستقلا بذاته ، وبالتالي لا يمكن أن تكون صفة للصامت ، ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر ..

    وكثيرا ما وجدت شيئا من التكلف في التقطيع الصوتي عند المحدثين ( الرمز للصائت القصير بـ ح ) ؛ ولذا فالخلاف هنا نسبي ،إلا أنّه لا يؤثر على المضمون ؛ خاصة وأنّه يتناسب مع ما ذكره الخليل فهو جيد في بابه العروضي .

    وكما أعجبك ما ذكره د. رجائي فقد أعجبني أيضا .

    أمّا ما أختلف معك فيه فهو نواة المقطع ؛ فمن المعروف في علم الأصوات وهذا ما أثبتته الدراسات المعملية أنّ المقطع يتكون من مجموعة أصوات تشتمل على حركة واحدة ، هذه الحركة هي التي تمثل نواة المقطع أو مركزه ، وفيها تبرز ظواهر الأداء نظرا لقوتها ووضوحها في السمع بينما يقلّ أثر هذه الظواهر في بقية الأصوات نظرا لقلة وضوحها في السمع ، ولا أقصد هنا النبر ، وإنما أقصد النبر وغيره من التنغيم والتزمين والإطالة ..... .

    أمّا بالنسبة للنبر وأثره في الوزن فلم أشر إليه ؛ لقناعتي الشديدة أنّ لغتنا العربية امتازت عن غيرها من اللغات في كثير من الخصائص ، ولن يضيرها أن لا تكون نبرية ؛ بل النبر موجود بها ولا خلاف في ذلك . أمّا الوزن فثابت ، والنبر متغير من الصعب تحديد موقعه
    أخي خشان /

    آمل أن أكون قد أوضحت وجهة نظري في هذه العجالة السريعة .... ولعلّ لي عودة .

    بالنسبة لدخولي المباحث الأخرى فقد دخلت في الفعل ، ولكن على مهل .

    أخووووك

    نوااااااااف

  5. #5
    زائر
    حضرة الأستاذ الفاضل / خشان
    أشكر لك حسن لطفك ، ورقي أخلاقك ، ونظرتك الموضوعية للقضايا ، وأعتذر اعتذارا شديدا عن تأخري في الرد ؛ وما منعني إلا بعض المشاغل المتصلة بالعمل ، إضافة إلى أني كتبت الردّ كاملا وعندما أرسلته ذهب أدراج الرياح .


    أخي شكرا لذوقك وتهذيبك.
    تجنبا لضياع المواضيع الطويلة خاصة صرت أكتبها على الوورد ثم أنسخها فإن حصل خلل بقي الأصل، أنصحك بهذا.

    أخي / من كلّ ما سبق أجد أنّنا نتفق في جوانب ، ونختلف في أخرى ، بالنسبة لكون الحركة صفة للصوت قد أوافقك الرأي بالنسبة لحركة البناء الثابتة ، أو حركة الصيغة الصرفية ، ولكن عندما أنظر للحركة الإعرابية المتغيرة بتغير موقع الكلمة من الجملة أرى أن الحركة ( الصائت القصير ) لا يمكن أن تكون إلا صوتا مستقلا بذاته ، وبالتالي لا يمكن أن تكون صفة للصامت ، ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر

    ما رأيُك بهذه الصياغة لما تفضلت به في الفقرة أعلاه
    " حركة الباء الفتحة في الفعل الماضي ( ذهبَ ) صفة ثابتة للحرف كونها لا تتغير لبنائه على الفتح. أما الضمة في كلمة ( الذهبُ ثمين) فصفة متحولة للحرف لأن الكلمة معربة.فقد تحل الفتحة أو الكسرة محلها" ذلك أن الوصفية منسوبة للحركة واحدة والتفاوت هو في ثبات الوصف أو تغيره.

    وتضيق الفجوة كثيرا لو قلنا إن التداخل بين الصفة والموصوف يجعل من الصعب تصور أحدهما دون الآخر. وربما كان ذلك ما تعنيه بقولك " ولا يزال في نفسي شئ من هذا الأمر "

    ولعل هذا ما يفسر منهج الخليل في تصور حقيقة الحرف بلفظه ساكنا مجردا من الحركات كما ورد في الرابط:
    http://66.102.9.104/search?q=cache:2...A7%D9%86&hl=ar


    وإذا صح ما نقله ابن كيسان ، وستجد في البحث ما يتعارض معه نوعاً ما ـ فالخليل يعتبر الهمزة والألف في الحيز الأول لأصوات حروف المعجم ، ولكنه ينتقل إلى الحيز الثاني فيختار الصوت الأنصع بتذوقه للحرف من مخرجه الصوتي ، وهو يوضح طريقته المبدعة بذاك ، فيجرد من نفسه معنياً يتكلم عنه ، فيقول : « وإنما كان ذواقه إياها [ يعني الحروف] أنه كان يفتح فاه بالألف ، ثم يظهر الحرف نحو : إب ، إت ، إع ، إغ ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ، ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى آخرها وهو الميم » (1) .
    فلم يمكن للخليل تصور الحرف إلا مجردا من أي حركة وذلك بتسكينه.

    وكثيرا ما وجدت شيئا من التكلف في التقطيع الصوتي عند المحدثين ( الرمز للصائت القصير بـ ح ) ؛ ولذا فالخلاف هنا نسبي ،إلا أنّه لا يؤثر على المضمون ؛ خاصة وأنّه يتناسب مع ما ذكره الخليل فهو جيد في بابه العروضي )

    وكما أعجبك ما ذكره د. رجائي فقد أعجبني أيضا .

    أمّا ما أختلف معك فيه فهو نواة المقطع ؛ فمن المعروف في علم الأصوات وهذا ما أثبتته الدراسات المعملية أنّ المقطع يتكون من مجموعة أصوات تشتمل على حركة واحدة ، هذه الحركة هي التي تمثل نواة المقطع أو مركزه ، وفيها تبرز ظواهر الأداء نظرا لقوتها ووضوحها في السمع بينما يقلّ أثر هذه الظواهر في بقية الأصوات نظرا لقلة وضوحها في السمع ، ولا أقصد هنا النبر ، وإنما أقصد النبر وغيره من التنغيم والتزمين والإطالة ..... .


    هنا حديث عن نوعين من المقاطع ميز بينهما الدكتور محمد الثمالي فالمتحرك لوحده مقطع صوتي [ إن شئت ] وليس مقطعا عروضيا ووصفه الدكتور أحمد رجائي بإنه جزء من مقطع


    أمّا بالنسبة للنبر وأثره في الوزن فلم أشر إليه ؛ لقناعتي الشديدة أنّ لغتنا العربية امتازت عن غيرها من اللغات في كثير من الخصائص ، ولن يضيرها أن لا تكون نبرية ؛ بل النبر موجود بها ولا خلاف في ذلك . أمّا الوزن فثابت ، والنبر متغير من الصعب تحديد موقعه


    متفقان

    والله يرعاك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    رأيت رفع هذا الموضوع لأهميته

    ليتك تعود أخي نواف.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    هذا الموضوع سينفعني كثيرا في مقياس اللّسانيات ، غير أنّ المشكلة عندي هي تعارض المدارس اللّسانية الأوربيّة مع اللّسانيات العربيّة الإسلاميّة ، و إغفال الكثير من الباحثين أو تجاهلهم دور علمائنا الأجلاّء في هذا المجال.
    مشكوريييييين.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط