أخي وأستاذي سليمان
سعدت كثيرا وأنا أراك تعبر عن القافية بالأرقام مستشرفا بذلك ما ستثري به هذا الأسلوب في العروض كذلك مما سيزيد في كفاءة تعبيره وفتح آفاق جديدة فيه.
رأيت أن أنقل هذا الموضوع هنا لتقدمه عن المنهج من جهة ولنتناول فيه هذا الموضوع وأمثاله مما يفوق قدرة المشاركين الجدد وكما ترى فقد طرحت القافية هناك تدريجيا متجاوزا كافة المصطلحات ولنأمل أن يتمكن بعض المشاركين الجدد ( أين هم!) من اللحاق بنا قريبا هنا بإذن الله. كما أن من المناسب أن تدرج التمارين والتطبيقات العامة على القافية هنا كذلك.

وهذه بعض النقاط

1- كنت قد انتبهت إلى ازدواج القافية في الرمل، نحو قول عمر أبي ريشة

أمتي هل لك بين الأمم ........منبر للسيف أو للقلم
حيث القافية = للْ قَ لَ مي = 2* 11 2
ثم قوله
ربّ وامعتصماه انطلقت .........ملء أفواه الصبايا اليتم
حيث القافية = يُتْ تَ مي = 2* 1 2

2- ولي ملاحظة على القافية في الأبيات:
ولو اعتبرنا الأزرق رمزا للسبب في حال البسط 2=2، والأحمر رمزا له في حال القبض 2=2*
فإن القافية في الأبيات :

إن أخاك الصدق من كان معك= كا نَ مَ عكْ = 2112= متراكب
ومن يضر نفسه لينفعك = ينْ فَ عكْ = 212 = متدارك
ومن إذا ريب الزمان صدعك= ما نِ صَ دَ عكْ = 21112 = متكاوس
شتت فيه شمله ليجمعك = يجْ مَ عكْ = 212 = متدارك

حيث نلاحظ أن 2 الأولى تقون مقبوضة حينما تكون القافية 2 1 2
فإذا زاد عدد الأرقام التحركة عن 1 بين الرقمين الزوجيين( 2 1 1 2 )، ( 2 1 1 1 2) صارت أول 2 مبسوطة
ولو انتقلنا لقول الراجز :
كأنها والكحل في مِرْوَدِها = 2 1 1 2
تكحل عينيها ببعض جِلْدِها = 2 1 2

ويرد هنا سؤال حول 2 1 1 1 2 هل يغلب عليها أن يكون سببها الأول مبسوطا؟
(مع عدم لزوم ذلك نظريا) إن تيسرت عندك أبيات بهذه القافية فالرجاء إيرادها لقلة هذه القافية.

3- جاء في كتاب القوافي للقاضي أبي يعلى التنوخي : " سألت الشيخ أبا العلاء (المعري) –رحمه الله- ( ما القصد من الرجز تجتمع فيه القافية المتكاوسة والمتراكبة والمتداركة ) ، وذلك لأن ضروب الرجز ( مستفعلن على ما تقدم إلا الثاني ( فمستفعلن ) متدارك، وكذلك إن نقله الخبن إلى (مفاعلن) وينقله الطي إلى (مفتعلن) فيكون متراكبا وينقله الخبل إلى (فعلْتن) فيكون متكاوسا.
فقال:" ما علمت أن أحدا قال هذا "
" وأنا أسمي هذه القصيدة المثفّاه " يذهب بذلك إلى ثُفَيَّة. ومنه المرأة الثفاة ، وهي التي نكحت ثلاثة أزواج"

فهل يذهب تعدد القوافي في الرمل هذا المذهب لنرى

فاعلاتن فاعلا ، ( فاعلاتن الأخيرة محذوفة ) قافيتها (فاع لا ) = 2 1 2
فاعلاتن فَعِلا، ( فاعلاتن الأخيرة محذوفة مخبونة ) قافيتها ( تن ف ع لا ) = 2 1 1 2
فاعلاتُ فَعِلا ( فاعلاتن قبل الأخيرة مكفوفة وفاعلاتن الأخيرة محذوفة مخبونة)، قافيتها= 2 1 1 1 2

أنظر إلى صياغة التشابه بين قوافي الرجز والرمل

أولا - 2 1 2
في الرجز : التفعيلة الأخيرة مستفعلن أو مخبونتها متفعلن، وقافيتها = تف ع لن = 2 1 2
في الرمل : ( فاعلاتن الأخيرة محذوفة ) وقافيتها (فاع لا ) = 2 1 2


ثانيا – 2 1 1 2
في الرجز : التفعيلة الأخيرة مستعلن مطوية وقافيتها = مسْ تَ ع لن = 2 1 1 2
في الرمل : ( فاعلاتن الأخيرة محذوفة مخبونة ) وقافيتها ( تن ف ع لا ) = 2 1 1 2

ثالثا – 2 1 1 1 2
في الرجز : التفعيلة الأخيرة مخبولة وقافيتها = لن مُ تَ عِ لن = 2
في الرمل : ( فاعلاتن قبل الأخيرة مكفوفة وفاعلاتن الأخيرة محذوفة مخبونة)، قافيتها= 2 1 1 1 2


ثم انظر التعبير الرقمي مباشرا مبسطا

حيثما تكون منطقة الضرب 2 2 3 يجوز أن تأتي القافية على أي من الأشكال
2 1 2
2 1 1 2
2 1 1 1 2

أرأيت البساطة والمباشرة والكفاءة في التعبير الرقمي
ولحرصي على كسبك وأخي محمود مرعي إلى الرقمي أضيف أن سبب هذه البساطة يعود إلى تعامل الرقمي مع ذات الوزن متمثلا في أسبابه وأوتاده دون اعتبار لحدود التفاعيل فلا فرق هنا بين

( مس - تف - علن ) في منطقة ضرب الرجز = 2 2 3
و
(تن - فا - علا ) في منطقة ضرب الرمل = 2 2 3

والذي فرض التعقيد هو أننا اعتدنا أن ننظر لكل شيء من خلال حدود التفعيل فكأن تقيدنا بالتعبير على أساسها دون مس بحدودها جعل المحافظة على هذه الحدود غاية بعد أن كانت التفاعيل محدودها وسيلة لتذكر الوزن.
وتعبير منطقة الضرب خلصنا مما فرضه علينا منطق تثبيت التفاعيل من التفريق بين:
( تن فاعلا=322) و( مستفعلن=322)
وعندما تعاملنا مع الأسباب والأوتاد لم يعد لموقع السبب من تفعيلة ما أي أهمية فتخلصنا من تعابير
الخبن والطي والخبل والكف والحذف ابتداءً
ثم ينطبق ذا الأمر نظريا على كل بحر منطقة ضربه = 2 2 3 شاملا ؤإضافة لما تقدم
مجزوء البسيط : 4 3 2 3 (4 3)

أرأيت كيف أن الرقمي يتخطى بنا مظهر تعابير الخليل إلى جوهر تفكيره
وأغتنم هذه الفرصة للدعوة إلى استبقاء مصطلحات أصناف القافية من مترادف ومتواتر ومتدارك ومتراكب ومتكاوس كمرجعية للمختصين، وصدقني كلما أردت استعمال هذه المسميات رجعت إلى الكتب للتأكد من تعريفها، فلنرح متعلمي العروض والقافية من عبء حفظها كما عبء حفظ مصطلحات العروض والتركيز على المادة ذاتها فتكون القوافي لدينا هي

22
212
2112
21112

أتمنى أن أكون وفقت في شرح إحدى فوائد الرقمي.

مكررا التعبير عن سعادتي بما يلوح لي من بوادر استمالة أخي لهذا الرأي.