أخي الحبيب فيصل ،،،،
جزاك الله خيرا على الكتاب ،،، رأيته فوجدته جميل جدا ......
ولا أخفي أن لدي عقدة نفسية من اللغة العربية ،،، ربما نتيجة الفلقة وربما نتيجة الاحباط الشديد ... ولك أن تتخيل موظف تلقين يحاول بالقوة الجبرية ( الفلقة ) حشو المعلومات في أدمغة البلداء أمثالي في ثلث الوقت المخصص ،،، يارجل يذهب نصف الحصة وهو يجلد التلاميذ .... وأقسم بالله أنهم جميعًا متعثرين في اللغة العربية حتى من تخرج منهم ولا أدري كيف تخرج ويعمل الآن معلم للتأريخ ......... لأنه وللأسف كانت سنة التأسيس التي غاب فيها معلم قواعد اللغة العربية أكثر من نصف الترم ،،، ثم جاء بالفلقة لحشو المنهج برمته في بقية الوقت .....
ثلاثة إلى أربعة دروس في نصف الحصة ،،، ونصف الحصة لممارسة هوايته المفضلة ،،، جلد ذوات القدمين ....
بأي حال أيها الغالي ،،، لقد اقشعر جسدي - أي والله - حينما رأيت الكتاب ،،، والاستحالة يا فيصل أن تُبنى ناطحة سحاب ( لا يحيط بها إلا نبي ) دون أساس ....
والنكتة أيها الغالي ،،، أن لغتنا العربية ميتة بنا يا أبنا اليوم ،،،، لأننا عوام أميين بما المتعلمين ممن يتقنون اللغة وقواعدها ،، فالكل لا يرطن سوى بالعامية ....
أحدهم ( طالب علم كبير يرتقي المنابر ) وقد عاتبته على العامية ،، فقال بأن الناس سيسخرون منّه لو أفصح ....
أنظر أيها الغالي كيف تحت تأثير الحالة النفسية لفتح الكتاب فقط ،، أخذت أكتب وأكتب ،،، وأيم الله لو بيدي لجلدت ظهر كل من يتحدث بالعامية ممن يتقن الفصحى ..... فلو أفصحوا لأفصحنا دون تلقين وموظفي تلقين في المدارس ،،، ولكننا بموتهم - وأحسن الله عزاءنا فيهم وخلفنا بخير منهم - فقدنا المصدر الحقيقي لاكتساب اللغة كما اكتسبها الأعرابي وهو يرعى النياق في البادية ،، واكتسبتها الأعرابي على ضفاف الغدير فترنمت ببراءة : ( أدرك فاها ،, قد غلبني فوها ،, لا طاقة لي بـفيها ) .......
أخي فيصل ،،، واسلم لأخيك المحب
المفضلات