هجيج الحمام

هزّي إليك بجذع النوح واكتئبي ....... يا شام أهلك قد بيعوا على الدرب

يا شام أهلك قد هانت شفاعتهم . . . فليس من شافع في الدين والنسب
ماذا أقول وطعم الصمت في أذني . . . ملح النزيف غداة الدمع للركب

مدّي يديك على جرحي لأعرفه ..... يا طلعة الشمس داوي غصة العتب

مدي لأعرف هل برد أحل دمي ......أم فزعة الذعر من طيــَّارة العـرب

لمّا هججتُ وطيّارٌ يـطاردني ....... عــزَّ المــلاذُ ســوى لله منقلبي

فبتُّ أُقنصَ ما درع سوى قدري ....... سالت دمائي وسالت نخوة العرب

ثم البكاء بحضن الصخر علمني ....نفث الأنين عويل الريح في القصب

يا غارة الله إن الصمت يقتلنا ......والغوث غوثك يا جبار فاستجب

قد أقبل الليل حتى الليل في بلدي .....يذرو الدماء رذاذ الضوء في السحب

مكسورة العظم كالأرواح نافذتي .....تحت التراب عراها حلمُ مرتعب

فوق التلال وكانت قريةٌ حلماً ....... مــاعَ الحشيش بواديــها ولم يذب

سحَّت عليها شموع الشمس كالذهب ....فوق الكروم على تعريشة العنب

مصقولة الماء في نهرٍ يرشّ ندىً ..... نحو المصاطب والحيطان والقبب

برج الحمام مقفّــاةٌ منافــــذه ........ ما بين ثنتين من لبنٍ كوى الخشب

فوق التلال وحين الغيم ظلّلها ......حطّت عليها طيور البر من تعب

غارت عليها جيوش العتم فانطفأت ....كل الفوانيس في ليل من النوب

نظرتُ في الغيم إذ بالسقف يرطمني ...سرب العصافير أمطارٌ من اللهب

بين الهشيم هشيم البيت مكتبتي .....هد الجدار وهدت بهجة الكتب

أين الخزانة والأثواب داخلها ؟.....تحت الخراب توارت لهفة الخشب

مشطٌ هناك ومرآةٌ محطمةٌ ....... دفاتر الطفل قد هتكت مع اللعب

والعشب يرجف والأشجار قد رَفعت ...نحو السماء تفاريعاً من العصب

هجّ الحمام بروحي وانبرت خربا....في قريتي الريح حطاب لمحتطب

صمت المنازل يحكي في أزقتها ....حكي المقابر والأحلام في التُرَب

صرنا المَشاهد أخباراً بأمسيةٍ ...... عين المُشاهد جافتنا من التعب


لكن صبرك عند الله محتسب . . . . يرى و يسمع جبار وذو غضب

هزّي إليك بجذع الصبر واحتسبي ....... يساقط الفجر يا فيحاء في الهدب

لما أجاء إلى العذراء موعدها . . . بعد المخاض أتت حمالة لنبي

أما الذين طغوا في الأرض منزلهم . . . عند الإله كما حمالة الحطب