شكرا لك أستاذتي الكريمة

قلت أستاذي أن علم العروض تأثر بمجريات العصور الأدبية

العصور الأدبية والفكرية ‏
‎ .
سؤال أستاذي‎

يعد الخليل من رواد مدرسة البصرة التي اهتمت بالتفكير العلمي الذي لا يعتمد على الشاذ والنادر في ‏الشواهد يختلف عن مدرسة الكوفة التي اشتهرت بالتكلّف وضمّ الشاذ والنادر في المسائل النحوية ‏،ولهذا المنهج المأخوذ منه في علم النحو هو (منهج مدرسة البصرة‎)
وبالتالي هو مؤسس علم العروض متأثرا بالمنهج البصري متجنبًا الشاذ والناشدر في البحور العربية ‏فسميت بالبحور المهملة؟‎ ‎

البحور المهملة يقصد بها تحديدا البحور الواردة في الدائرة :‏

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah‎
وهذه لا خلاف على أنها مهملة.‏

ولكن هناك بعض القصائد القديمة المعدودة على الأصابع فيها اختلاف في منطقة الضرب على الأغلب ‏عن بحور الخليل. وكذلك فالخلاف بين العروضيين فيما يستجد من صور للبحور لا يتجاوز منطقة ‏الضرب في الأغلب ونادرا ما يتناول منطقة العروض، ولا خلاف على الحشو وهو يتناول في الأغلب ‏ما يدعونه مقصرات ( أبعاض البحور) ‏‎


هل نستطيع نقول هنا أن العروض أيضًا انقسم لمدارس كما انقسمت الآراء النحوية ،


الاختلاف بين العروضيين في العروض محدود جدا لا يرقى إلى تقسيم العروض إلى مدارس. ‏
أم ظُلم علم العروض‎ ‎

أنا مدين بإدراكي الفرق بين العروض وعلم العروض الذي ما أدركته بجلاء إلا مؤخرا للأستاذ ‏الدكتور محمد جمال صقر :‏
https://sites.google.com/site/alaroo...rwd-wlm-‎alrwd

وكنت أحس به على نحو ما واقعا، عاضده قول لأستاذ ميشيل أديب‎ ‎في مجلة‎ ‎الموقف الادبي العدد ‏‏373 أيار 2002‏‎: "... ‎وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة‎ ‎والحديثة، أنها على الرغم من مظاهر ‏العبقرية التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول‎ ‎تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من ‏بلوغ هذه القمَّة الرياضية‎ ‎التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ‎"‎


ولم يأخذ حقه من الدراسة العلمية البحثية الدقيقة على مدار القرون؟

إن صح رأيي أعلاه فإن ما ورد من علم العروض في بعض المراجع ككتاب ( العيون الغامزة على ‏قضايا الرامزة ) جزئي. علم العروض بدأه وأتمه الخليل وشرحه له هو ( العروض ). الأول توقف ‏عند الخليل، والثاني هو الذي استمر. ‏

فأصبح العروضيون يدرجون الشاذ والنادر تحت علم العروض دون الإشارة لذلك وأصبح المعيار ‏القبول وليس المنهج ؟

في غياب النهج يسود منهج الجمع ليس في العروض وحده بل في سائر العلوم. كثيرا ما اتخذت ‏الشوارد في العروض شواهد. كثير من الأحكام في علم العروض موجه إلى النادر الشاذ من ‏الحالات. ‏‎

سؤال آخر‎ :

جاء العبقري الخليل بن أحمد وأسس علم العروض الذي كان موجودًا أصلا في الذائقة العربية ،وكما ‏ظهر هذا في القوالب الشعرية التي أخذت هنا"بحور وتراكيب" بعض الدراسة والبحث ،وكأن بهذا ‏اعتمد الخليل البحور العربية التي ينسج عليها الشاعر شعره ويحافظ عليها العروضي‎.

هل نستطيع نقول هنا أسس الخليل علم العروض فأصبح مكتملا مغلقًا،وأي محاولات لا تندرج تحت ‏هذا العلم قد خرجت من الشعر العربي ،حتى لو قبلتها الذائقةالعربية فيطلق عليها أي مسمى آخر ،لأن ‏الذائقة العربية السليمة التي خاطبها القرآن ظلت فطرية دون شؤائب ،وقد سخر الله الخليل ليحفظها ‏بهذا العلم ،حتى إن تأثرت بالتوسع والتمازج مع الحضارات الأخرى فالأصل محفوظ ،وقد ظهر هذا ‏في العصر الأموي و العباسي الذي شهدا فتوحات كثيرة وعلاقات متعددة مع الأمم الأخرى ؟

علما النحو والعروض ما كانا إلا للحفاظ على ما ساد لدى العرب منسجما مع أصالة فطرتهم. وحماية ‏ذلك من تغير الفطرة نتيجة تأثرها بخروج العرب من بيئتهم إلى بيئة أوسع واختلاطهم بغيرهم من ‏الشعوب.‏

مغلق أم لا ؟

الصواب فيه صواب والخطأ خطأ فهو بهذا المفهوم لا يتغير . مغلق كالنحو تماما.

المبادئ لا تتغير تتغير التطبيقات.

الكأس لا تتغير تتغير السوائل التي تملؤها.

والله يرعاك