اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
أخي وأستاذي لحسن


إضافة إلى ما ذكرته أستاذتنا سحر من تفاصيل الرد ، اضيف حول عمومياته ما هو من باب التذكير.


لو أنك قلت لي الصدر ( لبيتكم حديقة جميلة 3 3 3 3 3 2 ) وطلبت مني إجازته لقلت بلا تفكير:


يا حُسْنها أبهى من الخميلة 4 3 4 3 3 2


ولو سئلت عن ( لفرتنا منازلٌ لفرتنا قفارٌ ) لما ترددت بالقول إنها رجز. ولظننت أنه مر علي في بحر الرجز.


استبعاد انتماء البيت للوافر نابع من الخبرة ومن الاستثقال والاستقباح الشديدين لزحاف الفاصلة.


هذا كله شيء وتعليم مبتدئ ( علم العروض ) والتأسيس للمنهجية عنده شيء آخر


ينبغي أن نعلمه القواعد الشاملة أولا ثم نذكر له الواقع وتزاحم التأثيرات وأثرها على تطبيق المنهج.


ستجد المزيد فيما أحضره في الرد الشامل ولكن هنا أعطيك مثالا


قد حزتم الهر فخرا .....ورفعة وفخامة


4 3 2 3 3 2 هذا من البسيط وتأصيله 4 3 2 3 6 ثم 4 3 2 3 4 3


4 3 2 3 3 2 ...هذا من المنسرح وتأصيله 4 3 6 3 2


وحصر القول بصحة بأحدهما ونفي الآخر مأزق لصاحبه


ويصبح المأزق مضاعفا إذا ناقض صاحبه نفسه في ذات القضية.


مثلا :


المنهجية تقتضي مثلما اعتبرت 3 3 2 في آخر 3 3 3 3 3 2 اصلها 6
ذات المنهجية تعني أن تعتبر أن اصلها في 4 3 2 3 3 2 أيضا 6 وبالتالي تنسب هذا إلى البسيط وتوصد الباب دون المنسرح وأنت في ذلك منسجم مع منهجيتك. وهذا انسداد قالت به الأمة طوال قرون حتى إذا جاء بيت واضح من المنسرح قالوا إنه من مخلع البسيط الشاذ كقولهم في شطر ( فسر بود أو سر بكرهٍ = 3 3 2 2 2 3 2 ) قالوا عنه : ( العيون الغامزة ص – 161 ) :" وقد جاء في مخلع البسيط مفعولن مكان فاعلن " وهو أيضا شاذ كقوله :
فسر بودّ أو سر بكره "

ما سبب هذا ؟ سببه القول بالحتمية . لا ينبغي أن نقول بالحتمية إلا في الأسس التي يشكل انهيارها انهيارا للمنهج. فشتان بين الموقف من زحاف الوتد وننفيه حتما والقول بعقل الوافر الذي نصفه بالثقل أو الشذوذ أو الندرة . وستجد هذه الالفاظ تتكرر في الرقمي في إطار الربط بين المنهج وبعض الواقع.

حسنا نعود للطالب المبتدئ فنعلمه من حيث المبدأ أن كل 3 3 2 في آخر العجز يحتمل لها وجهان يبين صحيحهما أو اصحهما القرائن ومن هذه القرائن الأبيات الأخرى أو الشطر الآخر أو محاولة التأصيل تارة باعتباره 3 3 2 تارة 3 3 2 وأخرى 3 3 2 ثم مقارنة النتيجة في الحالتين.

نعود لمأزق القول بالحتمية ومنها القول بقسر التأصيل من الشمال أو اليمين .

االقول بأن الوزن 4 3 2 3 3 2 من البسيط ونفي المنسرح مأزق

والقول بأن الوزن من المنسرح ونفي البسيط مأزق آخر


المأزق المضاعف هو القول إضافة إلى ذلك أن 3 3 2 لا تكون إلا 3 3 2 في موقع والقول إنها لا تكون إلا 3 3 2 في موقع آخر


ولكن ربما أكون مخطئا إذ أدعوه مأزقا في ( العروض ) فالعروض توصيف جزئي ليس للمنهجية فيه كبير دور. ولكنه بالضرورة مأزق في ( علم العروض ) الذي يتوخى المنهجية والشمولية. ولعل من الظلم للعروض أن يقيم بمقياس (علم العروض )، وعلى سبيل التوضيح لا غير إليك هذا المثال عن المأزق المزدوج


يقول د. خلوف إن 3 3 3 3 3 2 من الرجز باعتبارها 3 3 3 3 3 2


نافيا احتمال الوافر 3 3 3 3 3 2


والضرر في نفي احتمال الوافر محدود عمليا لندرته بل ربما شذوذه. ولكن هذا يشكل انسداد ما في المنهج نظريا.


لنتفق جدلا - كما يرى أستاذنا - أن 3 3 2 في آخر الشطر هي دوما 3 3 2 حتى لو أدى ذلك إلى القول بشذوذ طريقة التأصيل في هذا الباب.


عندما يأتي د. خلوف إلى الوزن 4 3 2 3 3 2 الذي أوقعت الأمة نفسها فيه بمأزق القول إنه مخلع البسيط لا غير باعتباره 4 3 2 3 3 2 متجانسة في ذلك مع موقف د. عمر خلوف في الرجز والوافر


نجد أستاذنا يقول إن الوزن 4 3 2 3 3 2 هو 4 3 2 3 3 2 أي أنه ينفي مأزق الأمة القديم الذي يحصره في البسيط إلى مأزق جديد يحصره في المنسرح. هذا المأزق الأول ( تذكر التخاب الأول )


أما المأزق الثاني ( تذكر التخاب الثاني ) فيتجسد بتغيير موقفه في الرجز والوافر الذي يعتبر أن 3 3 2 لا تكون إلا 3 3 2 إلى موقف مناقض في قضية المخلع وازدواجية انتمائه. لاحظ اقتران المآزق كلها بالقول بحتمية التأصيل من اليمين أو اليسار.


(العروض ) مجموعة توصيفات لا رابط بينها والخلل فب كل توصيفة خاص بها لا ينتقل غلى سواها فيبقى أثره محدودا

ولكن ( علم العروض ) منهاج شامل متكاسك والخلل فيه لا يقتصر تاثيره على جزئية بعينها بل ينتقل إلى سواها بحكم التواصل والتماسك فيه. ووجود اضطراب اساسي فيه قد يودي بمنهجيته. فالالتزام بالمنهاج له معياره وثمنه الفكري الذي يتطلب من صاحبه الثبات على المنهج - إن اعتقد بصحته - الأمر الذي يقتضي إعمالا عميقا للتفكير من جهة وحفظ خط الرجعة في القول بالحتميات من جهة أخرى باستثناء حتميات أسس المنهج. ولا مجال للقول بأحد الرأيين السابقين دون الآخر فيه.

منهج الرقمي يقول 3 3 2 في آخر الشطر/ العجز قد تكون 3 3 2 أو 3 3 2 حسب الملابسات ومنها احتمال التأصيل يمينا ويسارا. نقول هذا ثم نمضي في ربطه مع الواقع باحثين عما يخالفه ملتمسين التصويب والارتقاء.

أقول قولي هذا غير مستبعد ما قد يكون فيه من خلل، وهو كما ترى توضيح لمعنى ومقتضيات المنهجية أكثر مما هو استعراض لقضية محددة.
وهو في الوقت ذاته توضيح للفارق بين العروض وعلم العروض. وهو موجه لاهل الرقمي وخاصة من يعرفون التفاعيل ولا أظنه سيعني الكثير لمن لا يعرفون الرقمي
فإن وجدت في خللا فأرجوك أن تدلني عليه مشكورا.


والله يرعاك.
ما شاء الله أستاذي
بوركت على هذا الطرح الرائع المفيد ،دومًا تزداد الثقة والتأكد من معنى المنهج واللامنهج ،وهذا ملموس ودقيق
في علم العروض الرقمي، دقة التلوين تقعد للصواب وتمنع الانحراف عن الصحيح
ما أمتع أن نضع كل كلام في العروض تحت طاولة التشريح، ونعمل العقل ،ونستنتج النتائج والخلاصات العلمية بحثًا عن الحقيقة المجردة وطريق الصواب.
مع الدراسة المتعمقة الشاملة الواعية في العروض الرقمي تتكون إشارة التنبيه لأي وجهة نظر تخالف المنهج الصحيح، من الصعب التسليم بسهولة لنظرية أو طريقة بعد دراسة طبقات التميز وتخطي إعاقة الفكر .

الرجوع للحق فضيلة ،وبالحجة والبرهان تثبت الحقائق وتزال الشبهات،وطالما خط الرجوع وارد ،فالحوار والنقاش قائم ...........

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي