الرسول الطبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم)-3
د. ضياء الدين الجماس

وعرجت في لب السماء تجوبها =حتى وصلت لسِدْرَةٍ تَتَكلمُ
مع بارئ أحيا الوجودَ جماله =وبِهَديِه عُرِفَ الحبيب الأكْرَمُ
ودَنَوْتَ تقتربُ اقترابَ نُبُوَّةٍ=يا من تدلى والسَّلام يُـسَلِّمُ
وبحبه فِقْتَ الورى متسابقاً=فربحت كأساً في الهدى تتسلم
ببشاشَةٍ يَلْقَـاكَ ربٌّ ماجِـدٌ=بحديثه وبقربه تتنعَّمُ
فسَمِعْتَ صَوْتَ حقيقةٍ وضَّاءَةٍ =فَدَنوتَ في إصغائه تتعلم
جَعَلوا من الأنسابِ فيها عزهم=وجعَلتَ تَقـوى اللهِ نِعْمَ المَغْنَمُ
وجعَـلتها نسباً كريـماً فيكمُ=يا جَدَّنا منْ هَدْيـكم نَتـَعَلم
نَظَمُوا القَصائدَ كاللآلئ حُلْوةً= تصف الصباح وفيـهِ ثَغْرٌ يَبْسِمُ
وجَمالُ روحكَ لا يضاهَى مِثْلُه =والقلب مزدانٌ بآي تُحْـكَمُ
هاجرتَ بالقرآنِ تبغي طَيْـبَةً =فأنارها وحي السماء المُكْرمُ
يا أيها الصِّـدِّيقُ قَـدْ صاحَبْتَه=في دَعْوَةٍ مِنْ أجلِها بُذِلَ الدَّمُ
ولِصُحْـبَةٍ في الغارَ نادى ربُّنا=لا تَحـزَنا إني حَفيظٌ مُـنْعِمُ
وعَلِيُّ دِرعٌ في الفراشِ مُضَلِّلٌ =طُـغَمَ الطُّـغاةِ وإنَّهُ لَمُكَرَّمُ
فاروقنا قمر يداني قدرهم= وبسنة وضاءة يتحزم
عثمان من كرم يداني صرحهم= بحيائه وبحلمه يتـحَلَّم
نِعْمَ الرجال من الكرام توافدوا = حول الرسول مدارهم فتَنَظَّموا
أما العتاة من الطغاة تآمروا = وتكبروا وتجـبَّروا وتَبَرَّموا
حَسَدوكَ مِنْ غِلٍّ ألَمَّ بوجدهم =كُرْهاً، وكارِهُ سُـنَّةٍ هُوَ أظلَمُ
ركَنوا إلى الدنيا بِمَكْرِ غِوَايَةٍ =فَتَلذذوا نِعـَمَ الدُّنا وتأقْلَمُوا
مَكَرَتْ بِهِمْ مَكْراً يُزَلْزِلُ عَرْشَهُم =فتفَرَّقوا وتَزَعْزَعُوا وَتَهَدَّمُوا