السلام عليكم

أبدأ من حيث انتهى أساتذتي الكرام
ما المانع في أن يكون بيت ابن دانيال هو :
ما الذي عَـلـَّـك الأخيرَ مـن الاجـ......ـزاءِ قُلْ لي يا أيُّهـا المعلـولُ

وعلّك هنا بمعنى جعلك تدخل العلّة في البيت يعني ما الذي جعلك تعلّ الوزن .

وبالمناسبة فابن دانيال هذا اعتبره بعضهم رائد خيال الظل أو طيف الخيال , المسرح الشعبي القديم الذي تحوّل فيما بعد إلى الأراجوز, وقد ألّف له ثلاث مسرحيات هي مسرحية طيف الخيال ومسرحية عجيب وغريب ثم مسرحية متيم , وكلها ألّفها في عهد الظاهر بيبرس .

وجاء في كتاب الفكاهة في مصر للدكتور شوقي ضيف وصف لهذه المسرحيات فقال : " تصور الأولى ـ طيف الخيال ـ تصويراً هزلياً الحياة الإجتماعية والثقافية بمصر أثناء عصرها , أما الثانية ـ عجيب وغريب ـ فتصور سوقاً مصرية يدخلها واحد بعد واحد , ويتحدث كل منهم بدوره فنضحك لأن ابن دانيال يمثل على لسان كل منهم لهجة الجالية التي ينتسب إليها والتي نزلت مصر حديثاً , أو يمثل على لسانه حرفته التي يحترفها , وكأنما جمدت ألسنتهم جميعاً عند صور معينة من الكلام . وأما الثالثة ـ متيم ـ فخاصة بالحب وحيل المحبين , وفيها صور مضحكة من عراك الديكة ونطاح الكباش " اهـ .

وأختار لكم من شعر ابن دانيال الذي يصف فيه خيال الظل قائلاً :

خَيالُنا هذا لأهلِ الرُّتَبْ .......... والفَضْلُ والبذلُ لأهلِ الأدبْ
حوى فُنونَ الجدِّ والهزلِ في ........... أَحسنِ سمط وأتى بالعَجَبْ
فانظُره يا مَنْ فَهمه ثاقِبٌ ............ ففيه للِعرفانِ أَدنى سَبَبْ
إذ قامَ فيهِ ناطِقٌ واحدٌ ............. عنْ كلِّ شَخصٍ ناظرٍ واحتَجَبْ
تَرْجَمْتُه طيفَ الخيالِ الذي ............ حكى هِلالاً طالعاً بالحدَبْ
مذاهبُ الفضلِ بهِ حُجّةُ .............. فَنَطَقوهُ سادتي بالذَّهَبْ

في الختام أقول للأستاذ سليمان :
اخترت أبياتاً في ذمّ العروض كما فعلت أنا , وأعتقدت أنك مثلي قد استشهدت بها لطرافتها فقط , فأنت وأنا كالأم التي تدعي على ولدها وتكره من يقول آمين .
أفادنا الله من علمك ومتعنا بفضلك وكرمك
لك تحياتي