http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...284#post631284

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
توصل الدكتور مصطفى حركات، وهو الرياضي الفذ قبل أن يكون عروضيا فذا، إلى الاستنتاج التالي:

{يا} في البسيط < { يا} في اللغة < { يا} في الكامل

وعلى الرغم من أنه يحمل شهادة الماجستير في علوم الرياضيات إلا أنه لم يقدم لنا برهانا رياضيا لهذه المعادلة.
من جهتي ، وعلى الرغم من أني لم أحصل في الثانوي العلمي على مجموع أكثر من 59% ، إلا أني تنطعت لتقديم مثل هذا البرهان في كتابي في نظرية العروض العربي، حيث وضعت قيما رياضية كمية (شبه دقيقة) للسبب والوتد، وليست مجرد كيفية أو وصفية من نحو : أكبر وأصغر.
أرجو أن تطلع الدكتور حركات على هذا البرهان الرياضي لاستناجه، ليفيدنا عما إذا كان مستوفيا للشروط المتعارف عليها بين الرياضيين أمثاله.
وفيما يلي نص البرهان على معادلة الدكتور حركات الخاصة ب (يا) في البسيط واللغة والكامل:
تقدير أزمان النقرات :

يمكن اتخاذ الوحدات الصوتية مقياساً لتقدير أزمان النقرات ؛ فالمقطع القصير يتألف من وحدتين وبذلك يكون الزمن القياسي له مساوياً (2)، والمقطع الطويل المغلق يتألف من ثلاث وحدات وزمنه يساوي (3)، أما المقطع المفتوح فيتألف من وحدتين ولكن زمن الوحدة الثانية هو ضعف زمن الأولى وبذلك يكون زمن هذا المقطع مساوياً (3) كذلك . وعلى هذا النحو أيضا يساوي زمن المقطع المديد (4) .
وتمثل هذه المقاطع رداء لفظياً للنقرات الإيقاعية من سبب ووتد .

السبب :

أما السبب فنقرة تتراوح في الطول بين حالتي القبض والبسط الذي قد يزداد في ظروف معينة ليبلغ حداً لا يفي المقطع الطويل بالتعبير عنه ؛ مما يؤدي إلى انقسام نقرته إلى نقرتين منفصلتين .
ويسمى السبب إذا كانت حركته تتراوح بين البسط والقبض خفيفاً ، كما يسمى السبب إذا زادت درجة البسط فيه عن حد معين ثقيلاً . وفي هذه الحالة من زيادة الكم الإيقاعي للسبب تنشأ حركة جديدة تتراوح ما بين الفصل والوصل .
ويعبّر المقطع القصير عن السبب في حالة القبض ، وكذلك يعبر المقطع الطويل عن السبب في حالة البسط . ولما كان زمن المقطع القصير يساوي وحدتين ، وزمن المقطع الطويل يساوي ثلاث وحدات، يصبح متوسط زمن السبب الخفيف وحدتين ونصفاً . وفي كثير من الحالات لا يسبب انتقال السبب بين القبض والبسط أي خلل في انتظام الإيقاع ؛ لأن هذه الحركة تتذبذب حول متوسط زمن الخفيف بزيادةٍ أو نقصٍ مقداره نصف وحدة .
ولكن في بعض الحالات يلتزم السبب إما القبض وإما البسط ، وبالتالي تتجمد حركته الإيقاعية فلا يتخذ إلا المقطع القصير وحده ، أو الطويل وحده ، بحسب ما هو عليه من التزام للقبض أو للبسط .
كذلك يعبّر المقطع الطويل عن السبب الثقيل في حالة وصْلِه ، ويعبّر المقطعان القصيران المتواليان عن هذا السبب في حال انقسام نقرته من شدة الطول إلى نقرتين منفصلتين . ولما كان زمن المقطع الطويل يساوي ثلاث وحدات ، وزمن المقطعين القصيرين يساوي أربعاً ، فإن متوسط زمن السبب الثقيل يكون مساوياً ثلاث وحدات ونصفاً ، وهو ما يزيد بمقدار وحدة واحدة عن متوسط زمن السبب الخفيف.
وبذلك فإن الرنين الإيقاعي للمقطع الطويل ـ إذا كان معبّراً عن سبب خفيف ـ يختلف بشكل محسوس عن الرنين الإيقاعي لهذا المقطع حين يعبّر عن سبب ثقيل . والأذن المدربة تدرك هذا الاختلاف حين نقرأ البيت التالي :
القَلبُ مِنها مُستريحٌ سالِمٌ * والقلبُ مِنّي جاهِدٌ مَجهودُ
وقراءته تحتمل مجيئه على الرجز إذا أسرعت في زمن النطق به، وتحتمل مجيئه على الكامل إذا أبطأت في نطق مقاطعه. فالفرق بين إيقاعي الرجز والكامل ناشئ فقط عن الاختلاف بين بعض أسباب البحرين من حيث الخفة والثقل .

الوتد :

وأما الوتد فنقرتان ثابتتان ، ونسبة زمن النقرة الأولى إلى الثانية هو 2 : 3، حيث تُشغل النقرة الأولى بمقطع قصير والثانية بمقطع طويل . وإذا نحن قارنّا نقرة الأولى بنقرة السبب في قبضه نجدها أقصر منها زمناً؛ وإن كان ذلك الفارق ضئيلاً ولا يمكن قياسه بالوحدات الصوتية وأشكالها المقطعية المحدودة. كذلك الأمر إذا قارنا نقرة الوتد الثانية بالسبب مبسوطاً؛ فإننا نجدها أطول زمناً وإن كانت لا تصل إلى الحد الذي تنقسم فيه إلى نقرتين كالسبب الثقيل
.


عندما تكلمت عن الذاتي والموضوعي قصدت بالذاتي إسقاطات التنظير العروضي على الواقع وإلزام الواقع به بغض النظر عن مطابقة ذلك للواقع بل حتى لو خالف الواقع. وأجهزة الإعلام حافلة بمثل هذا مما تعرف واعرف.



وأرجو أن تعود معي إلى البيت :

لهفي على روحي سمعت أنينها .... وبخنجر الألم المبرح أصرع

لهْ 2 – في 2 – على 3 – رو 2حي 2سمعْ 3 – تُ 1 – أني 3 - نها 3

ليس هنا من سبب ثقيل.

الواقع عند إنشاد البيت أو حتى مجرد قراءته يقول إن طول كل من المقطعين الأزرقين وهما سببان يفوق طول المقطع الأحمر وهو وتد .

إذن ثمة خطأ يتجسد في مخالفة الواقع للنتيجة التي توصلت إليها. وهو إما في الحقائق أو في طريقة ربطها أو في كليهما.

أرجو أن على ضوء معطياتك أن توضح لي كيف يزيد زمن السبب على زمن الوتد.

وحين أتكلم عن زمن السبب أعني في واقع الحال وعلى ساعة الوقف بعيدا عن عدد النقرات وافتراض الأطوال الزمنية .

بانتظار أن تبصرني زادك الله بصيرة.